شفق نيوز/ لطالما كان سلوك أسماك السلمون لغزا محيرا للعلماء، حيث تخرج إلى الحياة في الأنهار ثم تهاجر آلاف الكيلومترات إلى المياه المالحة، لكنها تعود بعد سنوات إلى مسقط رأسها لوضع البيض.
فكيف تتعرف أسماك السلمون على طريق العودة الطويل في رحلة ملحمية بهدف الحفاظ على النوع؟ الإجابة ببساطة تكمن في بوصلة فريدة من نوعها تمتلكها هذه المخلوقات.
عززت دراسات جديدة بشان أسماك سلمون شينوك، الفرضية القائلة إن صغار الأسماك من تلك الفصيلة تستخدم مستقبلات مغناطيسية مجهرية مدفونة في أنسجتها، لمعرفة الاتجاهات بمساعدة المجال المغناطيسي للأرض.
ويعتقد باحثون في جامعة ولاية أوريغون أن الأسماك تستخدم تلك المستشعرات بمجرد خروجها من الأنهار وولوجها إلى المياه المالحة، لكن عند عودتها إلى المياه العذبة فإنها تعتمد على نظام كيميائي مختلف للوصول إلى مسقط رأسها.
ويشتهر سمك السلمون من فصيلة شينوك بقدرته على العثور على طريقه مرة أخرى إلى مكان ولادته لكي يضع بيضه هناك، وثمة نظريتان لتفسير ذلك.
حيث يمكن أن تكون هذه الأسماك مستشعرة للمجال المغناطيسي للأرض من خلال تفاعلات كيميائية تسببها المجالات المغناطيسية، أو ربما أنها تعرف طريقها بواسطة مستقبلات مغناطيسية داخل أجسامها، وقد يكون الأمر خليطا من كلتا النظريتين.
وبحسب العلماء، تكمن المشكلة في صعوبة العثور على المستشعرات المغناطيسية لأنها صغيرة جدا، ويمكن أن تكون متناثرة وموجودة في أي مكان بأجسام الأسماك.
ولمعرفة كيفية تعرف أسماك السلمون على طريق عودتها، استخدم باحثون في جامعة أوريغون بيئتين مختلفتين، واحدة تحاكي مجالا مغناطيسيا محليا وأخرى تحاكي موقعا بعيدا في المحيط الذي يعيش فيه سلمون شينوك.
وجرى استخدام أسماك صغيرة من السلمون تعرضت لنبضات مغناطيسية، وأخرى لم تتعرض لتلك النبضات، وفقا لما ذكر موقع "ساينس ألرت".
في التجربة الأولى، وجد الباحثون أن الأسماك تتصرف بشكل متماثل تقريبا، أما في التجربة الثاني التي تحاكي المجال المغناطيسي في المحيط لم تظهر الأسماك النابضة اتجاها عشوائيا مثل الآخرين، بل ذهبت في اتجاه واحد وبشكل متناسق.
وعلق الباحثون على النتائج قائلين: "من المثير للاهتمام أن سمك السلمون معروف بامتلاكه بوصلة مغناطيسية تمكنه من استخدام المجال المغناطيسي للأرض كخريطة تسمح له بتقييم موقعه في أعماق المحيط".
ويعتقد علماء الدراسة أن هذه البوصلة لها علاقة بأكسيد الحديد المغناطيسي في أجساد السلمون.
وفي هذا الصدد يقول اختصاصي عالم الأحياء البرية دافيد نواكس: "تتفق نتائجنا مع الفرضية القائلة إن المستقبلات المغناطيسية تعتمد على بلورات المغنيتايت (أكسيد الحديد المغناطيسي)، لكننا لا نزال بحاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من هذه الفرضية والكشف عن آلياتها الحقيقية".