رفض المغني والمنشد المسلم المعروف سامي يوسف، الاعتذار عن حفلة موسيقية له في مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر. فيما قررت إيران منع بث أغانيه كلها على المحطات والقنوات الرسمية كلها في البلاد. وذكر مراسل صحيفة “الغارديان” سعيد كمالي ديغان أن المغني المولود في بريطانيا، الذي باعت ألبوماته ملايين النسخ في الشرق الأوسط، لم يعد مقبولا في القنوات التلفازية الإيرانية، بعد حفلة غنائية أحياها في مدينة الناصرة الفلسطينية. ويشير التقرير إلى أن مواقع الإنترنت التابعة للدولة الإيرانية كانت قد نشرت هذا الأسبوع أن الدولة منعت بث أغاني يوسف بعد زيارته إلى مدينة الناصرة العربية، التي تعيش فيها غالبية فلسطينية. وكان يوسف قد أحيا حفلته الغنائية في شهر رمضان. وينقل ديغان ما ورد في موقع “انتخاب” للأخبار: “كانت زيارة سامي يوسف الأخيرة إلى أراضي الداخل هي السبب الذي أدى إلى منع بث أغانيه على التلفزيون الرسمي”. وتلفت الصحيفة إلى أن إيران لا تعترف بإسرائيل، وتعد من يحيي حفلات غنائية فيها شخصا غير مرغوب فيه في إيران.. مشيرة إلى أن الأجانب، الذين يسافرون إلى كل من إيران وإسرائيل، يقومون باستخدام جوازي سفر مختلفين، أو يطلبون من ضباط الهجرة الإسرائيليين ختم دخولهم على وثيقة سفر منفصلة. وتحرم إيران على مواطنيها السفر إلى إسرائيل، ومن يتحدى هذا المنع يتعرض للمحاكمة والسجن لمدة خمسة أعوام. ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأن يوسف يبلغ من العمر 35 عاما، وقد وصفته مجلة “تايم” الأمريكية بأنه أشهر مغني روك مسلم، ويعد من أشهر البريطانيين المسلمين في العالم الإسلامي. ويبين الكاتب أن يوسف قد رد على الجدل الذي أثارته إيران إثر زيارته، على موقعه في الإنترنت “منعتني بلدي”. وكتب: “لقد شعرت بالدهشة من قرار التلفاز والإذاعة الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمنع بث الأغاني الخاصة بي، بسبب حفلتي الأخيرة في الناصرة”. وأضاف يوسف: “لم اكن أعرف أن جلب البسمة على وجوه إخوتي وأخواتي الفلسطينيين تعده حكومة إيران جريمة. وأشعر بالأسف لأن المستمعين الغالين على قلبي في إيران سيحرمون من فني لبعض الوقت، ولكنني لن أعتذر عن حفلتي في فلسطين”، بحسب الصحيفة. ومضى قائلا: “الموسيقى قادرة على الاختراق ولا يمكن حبسها بحدود، أو استخدامها لأغراض سياسية، ولكنها تتحرك بحرية في الفضاء والزمن، وندعو لأن نرى فلسطين حرة يوما ما”. وتقول الصحيفة إن يوسف يحظى بمعجبين له في إيران وأجزاء من الشرق الأوسط. وقد ساهم في الفترة الأخيرة بأغنية لفيلم رصدت له إيران عددا من ملايين الدولارات عن حياة النبي محمد “محمد رسول الله”. ويعد الفيلم أضخم إنتاج سينمائي إيراني حتى هذا الوقت، ويخرجه مجيد مجيدي، المؤيد للمؤسسة الإيرانية. وينوه التقرير إلى أن مدينة الناصرة تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسيحيين، حيث نشأ فيها السيد المسيح. مشيرا إلى أنه قد حضر حفلة يوسف الآلاف من النصراويين، وكتب يوسف: “أهل الناصرة جزء مني وامتداد لروحي، وتشرفت أخيرا بان أطأ تراب هذه الأرض المقدسة”. وأضاف: “رغم المعاناة التي عاناها سكان المدن الفلسطينية للحصول على إذن لدخول الناصرة، ورغم الساعات الطويلة من الصيام في شهر رمضان، فقد بذل الكثيرون جهدهم كله لعبور نقاط التفتيش الدقيقة من أجل حضور حفلتي”. ويكشف ديغان عن أن بعض الإيرانيين كانوا قد أثاروا جدلا بالسفر إلى إسرائيل، ومنهم المخرج المعروف محسن مخملباف، الذي سافر إلى إسرائيل في تموز/ يوليو 2013. ودافع مخملباف عن زيارته، وكان موقع تصوير فيلمه “البستنجي” في مدينة حيفا، ويعيش المخرج اليوم في لندن. وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى قول مخملباف في حينه: “ذهبت إلى هناك حاملا رسالة سلام، وأحاول توحيد الناس عبر الفنون، أنا مواطن في السينما، والسينما لا حدود لها. في الحقيقة سافرت أفلامي إلى ذلك البلد قبل زيارتي له بمدة طويلة”.