في جامعة بيركلي الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، وقبل بضعة أعوام، توصّل مختصّون في الجامعة إلى وثائق سرية وخطيرة عن دراسات طبية وتجارب علمية، ترمي لصناعة قنبلة لا تخطر على بال الجن حتى، وتختلف عن تلك التي كان مخطّطاً لاستخدمها ضدّ اليابان في الحرب العالمية الثانية.
بناء على تلك المعلومات السرية، فإن الخبراء الأمريكيين كانوا يجرون دراسات عام 1944 من أجل صنع قنبلة تجعل من جنود أعداء أمريكا مثليي الجنس، بحيث عندما تلقي الطائرة القنبلة من الجوّ، يشعر الجنود الأعداء بالميل الجنسي إلى بعضهم البعض، وبالتالي يتركون القتال في مواجهة الولايات المتحدة، وينشغلون بأنفسهم.
إن هذه القنبلة لا تقوم بتحويل الميول الجنسية للناس من غيرية إلى مثلية، تقوم فكرة هذه القنبلة على إثارة الشهوة الجنسية لدى أفراد الجيش العدو، مما يجعلهم غير قادرين على التركيز أثناء القتال في المعركة، وبالتالي ترك مواقعهم، لأنه مستثار جنسياً، خاصة أن الشرق الأوسط مكبوت جنسياً، أو أنه محروم من هذه النعمة، التي الغالبية الكبرى يعيش معها بشذوذ فكرية وفعلية، أو ينظرون إليها نظرات خاطئة.
أجزم وبقناعة تامة، لو نجحت أمريكا في صنع هذه القنبلة الخطيرة، وأعطت أربع منها إلى الرئيس والبيشمركة مسعود بارزاني، ليسقطها على أعداء الكورد في سوريا والعراق وإيران وتركيا، فلن يسقطها أبداً، فهو رجل السلام الأول في الشرق الأوسط، والدليل أنه لم يعادي الشعوب العربية والإسلامية في الدول المحتلة لكوردستان، بقدر محاربته الدائمة – التي لن تتوقف – لحكومات تلك الدول، التي لم تكن عادلة يوماً مع قضايا شعوبها المصيرية وآلامها مع عدوتها اللدودة والأزلية «إسرائيل».
لم سيرفض السيناتور الكوردستاني «مسعود بارزاني» في إسقاط قنابل المثلية الجنسية أو الشهوة الجنسية على أعداء الكورد؟ لم رفض أن يكون ديكتاتوراً كهتلر أو موسليني أو ستالين أو جنكيز خان أو صدام حسين؟ مَن يريد جواباً مقنعاً ومنصفاً وواقعياً وبسيطاً، عليه بإعادة شريط ذاكرته إلى معركة 16 أكتوبر في كركوك عام 2017، والخيانة الكبرى التي تعرّض لها قوّات البيشمركة ومواطني كركوك والشعب الكوردي، على أيدي مجموعة من الخونة والقتلة، وكيف أن بارزاني تعامل معهم بروح الأخوة، ورفض أسلوب الانتقام والتصفية الجسدية السرية أو تقليب الشعب عليهم «أهناك تشابه بين مسعود بارزاني والنبي يوسف الصديق، من حيث التسامح ورفض الانتقام؟»، ليس لأنه جبان أو أن الانتكاسة أنهكت قواه أو أنه خائف، بل لأنه رجل المرحلة والمستقبل، ويعلم ما يخبئه الزمن للكورد، فهو أيقونة للحكمة في عيون شعب يسعى إلى دولة.
لو أن رؤساء وملوك وقادة العرب امتلكوا تلك القنبلة، لسقطوها على كلّ المعارضات العسكرية والسياسية والثقافة، التي تقف ضدّ عرش حكمهم وسلطانهم ونفوذهم، لسقطوها على كل مَن يقف بوجههم، بل لاشتروا عشرات القنابل، ليسقطوها على الشعب الكوردي، مدنيين وعسكريين صغاراً وكباراً، بحيث ينهوا الوجود الكوردي إلى الأبد «هل سيسقطونها على الجيش والشعب الإسرائيلي؟».
مسعود بارزاني، من السياسيين المخضرمين القلائل، الذي يكنّ بحق مشاعر غير ودية تجاه الغرب، وخاصة أمريكا وبريطانيا، فلم يكن إصراره على المضي قدماً في إجراء الاستفتاء انتصاراً للذات، أو التلذّذ بالعناد الذي يكمن فيه، أو لرفع مكانة العشائر البارزانية، التي يتوهّم البعض بأن كوردستان يتمّ إدارتها وحكمها من خلالهم، جعل الشعب العربي العراقي يوقّع على أهم صكّ لاستقلال كوردستان، وبإرادته، ودون أن يعلم كيف وقّع، الشعب العراقي الذي بات صديقاً للصحراء.
لقد حقّق، مسعود بارزاني، نجاحاً باهراً في هذا الاستفتاء، بغض النظر عن نتائجه وتبعاته، هو شغل العالم قاطبة برفضه المطلق لكل الوعود المعسولة بتأجيل أو إلغاء مشروع الاستفتاء، من قبل القوى العظمى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، وأوصل اسم كوردستان ووجود الشعب الكوردي لكل زوايا وثنايا الأرض، وكان الاستفتاء بالون اختبار، فعرف الكورد أعداءهم وأصدقائهم أفراداً أم منظمات أم دولاً، وهذا مكسب عظيم لرسم خارطة حياة الكورد وعلاقاتهم وتعاونهم مستقبلاً، سواء مع الشركاء أو الحلفاء أو الأصدقاء أو الأعداء.
يعتبر الاستفتاء ورقة إستراتيجية، ستستخدم عاجلاً أم آجلاً، وبها سيتحقّق الاستقلال قبِل مَن قبِل ورفض مَن رفض، فهو وحّد الأعداء، رغم اختلافهم الفكري والديني والعقائدي والسياسي والجغرافي والبيئي، فأمريكا الديمقراطية، وبريطانيا الملعونة، وإيران الشيعية الطائفية، وتركيا العثمانية التسلطية، والعراق الضعيف المتقلّب، وسوريا النازفة، أصبحوا في خانة واحدة، وهذا هو الدليل القاطع بأن الكورد والسيناتور الكوردستاني، باتوا رقماً صعباً جداً في معادلات العالم والمنطقة ومراكز رسم السياسات، ولم ولن يستطيعوا حل أزمات الشرق الأوسط بدون المارد الكوردي.
إن العبرة، هو أن رؤساء وزعماء وملوك العرب لن يتوقفوا ولو للحظة واحدة في استخدام كل صنوف الأسلحة، السياسية والعسكرية والطبية والبيولوجية والنووية ضد شعوبهم المضطهدة والمغلوبة على أمرها، في سبيل أن يبقوا على كرسي الحكم، لأطول مدة زمنية ممكنة، على خلاف الرئيس والبيشمركة مسعود بارزاني، الذي من غير الإنصاف مقارنته بهم، لأنه لم ولن يرفع سلاحه على شعبه الكوردي، منذ أن تصالح مع ثعلب السياسة الكوردية الراحل جلال طالباني، إثر الاقتتال الكوردي – الكوردي الذي وصفه بارزاني بالخطأ المعيب.
في المقابل، ماذا فعلت المرجعيات الدينية وقادة الأحزاب والتكتلات العراقية وكلّ المسؤولين العراقيين لأهالي البصرة؟ ففي الوقت الذي كان من المفترض أن تكون المرجعيات العراقية والمسؤولين، بشيعتهم وسنّتهم، وسط الجماهير الغاضبة في البصرة, ليشعر المواطن العراقي بأنهم يشعرون بآلامه, ويعيشون معاناته اليومية, ويستمعون إلى مطالبهم وحقوقهم العادلة، وتهدئة أهالي الشهداء والجرحى، إلا أنهم لا زالوا غير قادرين على التحرّك بالطرق السليمة «المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني أفتى قائلاً: لا يجوز لمس ورقة الألف دينار، دون وضوء!!»، لا بل العكس، فكل تصريحاتهم وتحرّكاتهم تذكّرنا بالطريقة التي تعامل بها النظام السوري مع مظاهرات الثورة السورية السلمية.
تطلق كلمة "السيناتور" على أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يمثل الجهة الأعلى في الكونغرس بجانب مجلس النوّاب، فالسلطة التشريعية في أمريكا، تتمثل في الكونغرس، الذي يتكوّن من أعضاء مجلس النوّاب وأعضاء مجلس الشيوخ، ومقارنة الرئيس ،مسعود بارزاني، بهذه الكلمة، هو لأنه الجهة الأعلى والأعقل، لدى غالبية الشعب الكوردي، خاصة أن كلمة "السيناتور" تعني الشخص ذو المنصب الرفيع في الدولة، ولها دلالة على المقام العالي الرفيع أو كبر السن والمقام، وبارزاني سيبقى الشجاع والحكيم، سواء قبِل أعداءه وخصومه، أم لم يقبلوا.