صعدت الجيوش الالكترونية من نبرة خطاب الكراهية الممنهج بين مختلف فئات الشعب العراقي وخاصة ( الشعية والسُنة ) والذي يبدو ان هناك العديد من الجهات حاضرة للاستثمار فيه وأعادة التذكير بالجرائم التي أرتكبها تنظيم داعش وموضوع هوية داعش وأنتماءات أعضاءة بعد تصريح مثير لوزير الدفاع عن أنتماءات اعضاء تنظيم داعش.
ويبدو ان الجيوش الالكترونية تريد ان تخبرنا بما نريد أن نتقبله على مضض، وأن ننكر الحقائق ونقبل بالترهات والمعلومات المشوهة وصولا الى قلب الوقائع او تزيف الصور و تشكيل صور جديدة لتنظيم داعش وما أرتكبه من جرائم أو لترسيخ صور مشوهة في الذهن تدريجيا عن ما أذا كان داعش ينتمى للمنطقة الغربية أوالشرقية منها براء بينما الامر يتدحرج مثل كرة الثلج بين الطرفين في مستوى الكراهية الذي حملها الطرفان وانتشرت رائحتها على صفحات التواصل الاجتماعي العراقي لتحقق ارقاما قياسية .
الايام الماضية والساعات القلية الماضية أثبتت ان الجيوش الالكترونية هي التي تغيير الحقائق وتمنهج لتمرير حقائق – تدافع عن جهات وتهاجم جهات وفق أجندات باتت مثل جريان النهر الجارف تغزو وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف تنوعاتها تحمل معها أراء وتصورات غير دقيقة وتشوه الحقيقة.
الخطابات التي تحمل كراهية بخصوص ما أشار اليه وزير الدفاع العراقي جمعة عناد من (( أن 80% من تنظيم داعش هم من الغربية في اشارة الى محافظة الانبار))، ولم تمضى دقائق ألا وهبت عاصفة ريح شرقية وروجت الاف المواقع لكلامه ، متضمنة خطابات كراهية واضحة وعبارات مقيتة وتشويه صورة وتعزيز صور مختلفة في ذهن المتلقي أعادتنا الى منتصف عام 2014 و الى نهايات 2015 في وقت غزت جيوش ألكترونية من أتجاه الغرب صفحات التواصل الاجتماعي لتستنكر تصريح الوزير، ولم تنفع بعدها تصريحات الوزارة لتعدل ما اشار اليه الوزير ، حيث كان أناء الكراهية قد سقط سريعا بين طرفي المعادلة.
الاحداث المتسارعة في العالم تثبت مرة أخرى ان وسائل التواصل الاجتماعي بدأت تمنهج حياتنا وتوجهاتنا وتصوراتنا تجاه الاحداث، وباتت تعمل على تشويه الحقائق في الكثير من الوقائع التي عشناها – ونتسائل يا ترى لو لم نكن قد عشنا بعض هذه الاحداث كيف كان سكون موقفنا منها ؟؟
وسائل التواصل الاجتماعي في العراق أكدت خلال الايام الماضية انها جديرة بالوقوف عندها ومعرفة تاثيراتها والتصورات التي تبرمجها في ذهن المتلقي وخاصة تلك التي تقف خلفها ما يسمى بالجيوش الالكترونية التي تتسارع لنشر وقائع وارقام واخبار وتعليقات أغلبها مضللة، وللاسف كثيرا ما يتم أتخاذ المواقف والقرارات على ضوئها من قبل السياسيين وقادة الرأي وأصحاب القرار – وكل السبب يعود الى غياب الحقائق وعدم الوصول الى الحقائق ونشرها لتؤكد صدقية توجهات الرياح الغربية من الشرقية ألكترونيا، كما في حادثة تصريح وزير الدفاع عناد الذي يبدو انه لم يعاند على البقاء على رأيه وألا لكانت صفحات التواصل الاجتماعي قد حققت ارقاما قياسية في نشر التحريض على الكراهية بالصورة والصوت والكلمة .