2017-05-08 06:53:00

اسمحوا لي ان اقطع لآونة وجيزة استغراقكم في عالم السرد، وما يتصل به واقعا وآفاقاً، ويسهم في الارتقاء بالابداع الادبي والثقافي عامة ويثريه.

اسمحوا لي ان احول انتباهكم لوهلة الى ما ارى ضرورة ان يتحول اليه:

الوطن في خطر!

التهديدات تطوق العراق من كل صوب، وتضيّق الخناق عليه .. وهو منهمك بعد في التصدي بقواته المسلحة المقدامة، بكل صنوفها وشتى تشكيلاتها للدواعش الارهابيين الوحوش في الموصل! ومناسيب هذه التهديدات تتصاعد مع اقتراب ساعة دحرهم عسكريا هناك، وانقاذ الموصليين منهم.

الجميع يتحدثون عن مرحلة ما بعد الموصل .. في الموصل نفسها، وفي نينوى والعراق كله، والجميع يتهيأون لها ويتأهبون:

تجار السياسة، الغارقون في الفساد، خبراء انتهاز الفرص، رؤوس الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المتنوعة، سراق المال العام، المتربصون التقليديون بالعراق في مراكز ووكالات الاستخبارات الاقليمية والدولية .. وغيرُهم من الطامعين في بلدنا وثرواتنا، والخائفين من وحدتنا ونهوضنا في وجوههم ولاحباط مشاريعهم ومخططاتهم الاجرامية.

الجميع منشغلون بمرحلة ما بعد الموصل، واولهم القوى الوطنية المدنية، القلقةُ ازاء ما يُبيّت للعراق ويحاك، والعاملةُ دون كلل على التبصير بالمخاطر المحيقة به، وعلى مواجهتها واحباطها.. الى جانب سعيها الحثيث الى انقاذه من نظام الطائفية السياسية والفساد وسوء الادارة والفشل في كل مجال وميدان، والى ارساء اسس دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الديمقراطية.

الكل ايها الاعزاء منغمرون بصورة او باخرى، بدرجة او باخرى، في المعركة المستعرة منذ اليوم، والمقبلة على مزيد من الاحتدام، على مستقبل العراق ومصيره.

فأين انتم من هذه المعركة الكبرى ايها الاخوة المثقفون؟

اين تقفون فيها .. وفي اي جانب ترمون بثقلكم؟

ام ان الحق مع الشاعر رياض غريب، الذي اشتكى بمرارة مساء امس الاول في قاعة جمعية الثقافة للجميع، عند ختام الندوة الحوارية التي عقدت فيها حول الاصلاح الثقافي، من كون المثقف هو الغائب عن المشهد؟

اعلنوا موقفكم.. وقولوا كلمتكم!

الشعب يريد ان يسمع صوتكم، وهو يرنو اليكم باحترام، وينتظر منكم الكلمة المخلصة المتبصرة الشجاعة!

أَفهِموه انكم منه، وانكم لم تنذروا لغيره يوما فكركم وابداعكم وعطاءكم، ولم تمنحوا لسواه ولاءكم!

ارفعوا صوتكم القوي الوفي ايها المثقفون، وانتصروا للشعب وقضيته وللعراق المدني الديمقراطي ومستقبله!

لا .. لن تخيبوا امل الشعب والوطن فيكم!

سلمتم لهما، والسلام عليكم.