تتكاثف الجهود و تزداد الزيارات كحركة النحل و النمل و الكل يعمل على شاكلته من ابناء القومية الكوردية و بمستواه و يتخذ خطوات جدية من أجل كسب ود المجتمع الدولي املاً في تحقيق حلمه المنشود و الهدف المرسوم له طيلة اكثر من قرن من النضال الدؤوب طالما تم حرمانه لمقضيات المصلحة الدولية , حيث انعقد في الايام المنصرمة مؤتمراً في الجامعة الامريكية بمحافظة دهوك حول استقلال كوردستان الاساليب و المعوقات استمر ليومين شارك فيه السفراء السابقين و الممثلين الدولين و كبار المسؤولين الحكوميين و الحزبيين و اساتذة و اكاديمين و المتعاطفين مع قضية الشعب الكوردي و ان كل واحد منهم قد أدلى دلوه و اعلن عن موقفه المؤيد لنيل هذا الشعب لحقوقه في بناء كيان مستقل و لكن برؤى و اساليب مختلفة و ان جميع المشاركين اكدوا على ان الاستقلال حق قانوني و شرعي ان الضروف باتت مهيأة للاعلان و خاصة في كوردستان الجنوبية لأن الدولة العراقية لم تستطيع حماية هذا المكون من شعبه و بعكسه ظلت الدولة العراقية تزرع هاجس الخوف لدى الفرد الكوردستانى و شكل في مراحل عديدة تهديداً واقعاً عليه بشتى اساليبه في سبيل اخفاء دوره و اثره من الوجود و عليه فان خطوات الكورد نحو الاستقلال تكمن في النقاط التالية :
الحوار و الجلوس حول المستديرة من المتفق عليه بان ما يمكن تحقيقه باللطف لا يمكن الحصول عليه بالعنف و ان معالجة المشاكل و الازمات ترى النور حول المستديرة بالتفاوض و على كل المستويات و العنف لايولد الا العنف و الكراهية تزداد الامور سوءاً عليه فان الاسلوب الانجح في تحقيق المكاسب هو التفاوض سواء مع الداخل او المحيط الاقليمي و توضيح الرؤية الاستراتيجية للقيادة الكوردستانية و ان طلب الاستقلال لايعني التهديد و ضرب المصالح و انما حسن الجوار و المصالح المتبادلة و كذلك فتح باب الحوار مع القوى السياسية الداخلية في سبيل الوصول الى معالجة المشاكل السياسية و المالية التي يعاني منه الشعب و التي باتت تصل الى حد اليأس و التنازل عن هذا الحق المشروع بالاستقلال .
تفعيل السلك الدبلوماسي و توسيع دائرة العلاقات الدولية مع الدول الاقليمية الدولية و ان العزلة لا تأتي بالثمار و خاصة الدول العظمى و الدائمة العضوية في مجلس الامن و زيادة الروابط مع المنظمات الدولية ذات الشأن في مجال حقوق الانسان و تقديم الدعم للمهاجرين و النازحين و جمع شمل الاكراد المهاجرين الى امريكا و اوروبا و كندا و استراليا و دعمهم على اساس قومي و ليس حزبي او طائفي و تأسيس لوبي من الجالية الكوردية ليكون ورقة ضغط على القرار الدولي و تستطيع ان تؤثر في الرأي العام العالمي بضرورة دعم هذه القومية في استقلالها .
توظيف ما يمر به الاقليم حكومة و شعباً من احداث كمحاربة داعش التنظيم الذي يشكل اكبر تهديد لأمن العالم و سلمه و ان البيشمةركة هم القوة الوحيدة التي تقاتلهم على الارض و كذلك العدد الهائل من اللاجئين و النازحين بحيث بات الاقليم مأوى لهم و وجود غرفة عمليات التحالف الدولي الذي يحارب داعش في اربيل و كذلك المدربيين و المستشارين العسكريين مع البيشمةركة في جبهات القتال فتوظيف كل هذه الامور سياسياً و اخراجه من الاطار الانساني و محاولة محاورة المجتمع الدولي سياسياً و طرح القضية الكوردية الى الساحة من بوابة سياسية مطعمة بالبعد الانساني بعيداً عن العاطفة و ليس العكس .
الاستفادة من تجارب الدول الحديثة في التأسيس مثل تيمور الشرقية و جنوب السودان و البوسنة و دراسة الاوضاع و الضروف السائدة في تلك الدول و بيان نقاط القوة و الضعف مع الاخذ بنظر الاعتبار واقع اقليم كوردستان و الضروف المحيطة به .
وحدة الصف الداخلي بين الشعب و القوى السياسية و اعتماده اساساً للانطلاق نحو اعلان الاستقلال و نشر الوعي الثقافي بين المواطنين بأن الاستقلال هي الضمان للحقوق لأن الدعم الدولي مهما كانت للاستقلال مع عدم وجود الاجواء المناسبة لذلك داخلياً لا تأتي بثمارها فان الاختلاف في الافكار لا يعني الخصام بل ان التنوع في الرؤى يجعل من المجتمع الكوردستاني قوياً كالبنيان المرصوص .
اتخاذ القرار كل قرار يحمل بين جنباته جانباً مظلماً و اخر منوراً و يحتاج الى تضحية و جرأة و في كثير من المراحل كان الخوف من القرار سبب عدم الوصول الى الهدف لذا فالحياة فرص و قرار على القيادة السياسية المدعومة بقوة الجماهير الكوردستانية ان تكون حكيمة في اتخاذ القرار بالاعلان عن الاستقلال لكي لا تتكرر دروس الماضي المرير .
و كلنا امل بان اتخاذ هذه الخطوات و اخرى سنقترب من ساعة الحسم و النقطة المنتظرة طيلة الفترة السابقة ليسعد هذا الشعب بكيانه المستقل و يلعب دوره في بناء الحضارة الانسانية كما كان سابقاً و ان جهود القيادة السياسية الكوردستانية مباركة و مثمرة وخاصة دور السيد الرئيس مسعود البارزانى و لكنها مطلوب بالمزيد و المزيد .