2017-11-26 12:06:00


اغلب الرجال والنساء لم يصبهم داء الحب الحقيقي، لكن غالباً ما نرى من السهل عندهم التلفظ بكلمة احبكَ او احبكِ؛ ثم التراجع عن موقفهم والانسحاب تدريجيّا او التغيُّر او الغدرِ ( الخيانة ).
ان سبب ذلك هو نقص الحنان والجوع العاطفي. ان الفرق كبير جداً بين من يحب حقّاً وبين الجائع عاطفياً بسبب الكبت والحرمان. فالجائع عاطفياً تكون مشاعره رخيصة مع جميع النساء ونهايته التورط بعلاقة حبٍّ مزيّفة فيندم وينسحب بسبب تغير مشاعره وموقفه لانّه اساساً لم يحبّ، اذ قد يكون اعجاباً بسيطاً او جوعاً عاطفياً كما ذكرت..
والدليل على ذلك هو انّ اغلب العلاقات لم تنجح؛ فالذي يبدأ بمصارحة شريكه بعد مرور ايام او اشهر قليلة سيملّه ويتركه ويخذله، لانّه اكتشف فيما بعد ان مشاعره ولهفته قد انطفأت بعدما تمّ اشباعها، وهذا بعيد تماماً عن الحب. هو مجرّد وهم لم يستطع تشخيصه. كما نجد ان البعض قد يتسرّع ويتزوّج لمجرّد انّه شعر بنوع من الاهتمام من قبل الشخص الاخر ولأنّه جائع عاطفيّاً يظنّ بأنّه قد وقع في الحب وغالباً ما ينتهي هكذا زواج بالفشل او قد يستمرّ لكن تحت سقف البرود والملل والنكد.
اما الذي يعيش حياة طبيعية كإنسان حقيقي غير مقيد لم يلاقِ صعوبات في اللقاء والتواصل مع الجنس الخر منذ صغره الى اليوم فإن هذا النوع يكون دقيقاً في مشاعره وتكون طموحاته و رؤيته اكبر من ان يلتقي بمجرد فتاة، وهذا ينطبق ايضاً على الفتاة التي يكون همّها ان تلتقي بشابٍّ ما.
ان الشخص الذي يحيا حياةً حقيقية تكون ملاحظاته كثيرة واختياراته صعبة. في هذه الحالة فإن الشاب لا تستهويه بنت بسهولة لانّه لا يبحث عن مجرد انثى عاديّة او عن جمال خارجي فقط، لا تكون مشاعره رخيصة ومنعدمة مع جميع النساء تقريباً الا مع واحِدَة، وعندما يحبها بصدق فانّه متأكد من حبّه لها فهو ليس جائعاً عاطفيّاً وقد مرّ بالكثير من التجارب فيندر او يصعب ان يعجب بفتاة او يحبّها فيكون اختياره صحيحاً ويكون واثقاً منه.

لا ذنب للشاب والفتاة بكل ذلك وانما العادات والتقاليد والمجتمع هو الذي كوّن شخصية ونشأة كلٍّ منهما. من اسباب ذلك ايضاً الحرمان والكبت الذي عاشه الشاب والفتاة في الطفولة وفترة المُراهقة وما بعدها. ان كل ذلك يخلق منهم اشخاصاً معاقين عاطفياً وضائعين لا يعرفون ما يريدون. فمن السهل ان يورط احدهم نفسه ويورط الاخر بكلمة (احبّك) او بعلاقة غرامية زائفة ثم يندم وتتغير مشاعره ويكتشف بأنه لم يكن حُبّاً فيضطر للانسحاب وخذلان الشريك او خيانته مما يؤدي الى نتائج سلبية كالانفصال او الطلاق او غيرها من المسميات بحسب نوع العلاقة التي كانت قائمة.
غالباً ما نرى ذلك في المجتمعات الاسلامية وسببها كما اسلفت هو الكبت والحرمان.