شفق نيوز/ في هذا الرواق المدجج بالفخامة وضعت صور النجوم منذ عقود، هنا غنت أديث بياف وهنا احتفت المسامع بكبريات الأوركسترا في العالم، فيروز أيضا غنت في أولمبيا المكان الذي يعد أشبه برئة باريس، تماما كما تنظر لندن إلى قاعة رويال ألبرت هول.
مثل هذه القاعدة في حفلها الذي حمل الرقم 17550 على مدى تاريخها، اختارت أن يكون نصير شمة الموغل في عراقيته وفي موسيقيته من يطلق رسالة مختلفة عن “عالم بلا خوف” ملبيا نداء البابا فرنسيس بأن تكون سنة 2016 سنة سلام، شاركته فيها نخبة من الموسيقيين من الولايات المتحدة وتونس والبرازيل وأوروغواي وفرنسا وتركيا.
بدت الرسالة ودلالتها الموسيقية مختلفتين من باريس التي رفضت أن تمنح كراهيتها لمن أراد إشاعة الكراهية فيها بعد إراقة دمائها. لذلك كانت موضع احتفاء وحضور من الحكومة الفرنسية وسفراء من مختلف العالم وجمهور أشبه بممثل شرعي لأناس تواقين للسلام، مستمعا إلى رسالة رفعها موسيقيون قادمون من مختلف القارات.
نصير شمة عد مثل هذا الحفل الذي امتد على ساعتين الأهم في تجربته الموسيقية التي تمتد على أكثر من ربع قرن، فألف ولحن عشر مقطوعات بهر بها جمهور عاد إلى أماسيه بعد أشهر من التردد والقلق، وكأن الموسيقى وحدها من تعيد الوئام إلى الإنسان، باريس لم تفقد أماسيها الرائقة فاختارت هذا الموسيقار المحمّل بولع مقام المخالف العراقي وبوح الصبا ولوعة اللامي، ليبث رسالتها إلى العالم، فهنا يكمن السلام.
لقد طوع الموسيقار الذي يعده كل العراقيين جائزتهم بعد أن فقدوا الثقة بالسياسيين ورجال الدين، آلات غربية لموسيقاه الشرقية على العود الذي عده توأم روحه منذ أول لمسات طفولته على أوتاره، الكمان كان حاضرا والبيانو والكونترباص والإيقاع والكلارينات، كانت موسيقى شرقية بامتياز في رسالة شرقية عبرت فكرة التفريق عن الموسيقى الغربية في “ربع تون”.
وهو نفس السبب الذي دفع شمة إلى اعتبار قوة لقاء باريس الموسيقي “هو قوة إيماننا بالسلام وبأننا يجب أن نكون جزءا من حركة السلام في العالم وليس فقط أن نسمع ونتأسف على ما يحصل”.
روح الحفل كانت عالية كما وصفها لي نصير شمة لذلك وضع مقطوعة موسيقية باهرة تحمل اسم المسرح “أولمبيا”، ولمواصلة بث الرسالة من المؤمل أن يقدم مثل هذا الحفل في الولايات المتحدة والإمارات ومن ثم العراق حيث تعيش البلاد في لجة الخلاف، لعلّ الموسيقى تنقذها بعد أن فرقها السياسيون ورجال الدين.
كرم نعمة