شفق نيوز/ قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إن بلده قرر الانضمام إلى اتفاقية باريس الخاصة بتغير المناخ، لكنه شدد في الوقت نفسه على حاجة العراق لدعم المجتمع الدولي فيما يخص مشاريع الحفاظ على البيئة.
جاء حديث معصوم في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء في مؤتمر المناخ (كوب 22) على مستوى القمة في مدينة مراكش بالمملكة المغربية، وفق بيان للرئاسة ورد لشفق نيوز، يوم الاربعاء.
وقال معصوم، "اننا بحاجة اليوم الى المضي عملياً في تنفيذ اتفاقية باريس لتغير المناخ، للتمكن من التصدي بشكل أقوى واشمل لأخطار الأحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الارض، ولتحقيق التوازن الأفضل بين التنمية الاقتصادية والأجتماعية والحفاظ على البيئة، بما يوفر ظروفاً كفيلة بنشر الأستقرار والأمن الدوليين".
وأضاف، أن "ضمان ذلك يتطلب بالمقابل تعميق كافة أشكال التعاون والتضامن بين دول العالم أجمع في مواجهة خطر الأرهاب بتنظيماته المعروفة وأبشعها حالياً تنظيم داعش ومؤسساته الممولة والتعبوية الخفية وخلاياه النائمة في أي مكان".
وقال ان العراق "يحقق انتصارات كبرى وباسلة على تنظيم داعش الأرهابي حيث يوشك شعبنا على تحرير الموصل وكل أراضيه من فلول الأرهابيين، مدافعاً بذلك ليس عن مصالحه ونفسه وحسب بل عن مصالح شعوب المنطقة والعالم أجمع، الأمر الذي تتأكد معه أهمية وقوف الأسرة الدولية أجمع أيضاً صفاً واحداً لتنظيف عالمنا من براثن التطرف والفكر التكفيري والإرهاب".
وأشار إلى أن "القضاء على الارهاب لن يكتمل الا بالقضاء على خلاياه النائمة المنتشرة في كل دول المنطقة والعالم تقريباً وبازالة عوامل تجدده. ولذا فان حربنا ضد الارهاب تظل على أشدها ما دام الإرهابيون والانتحاريون يمتلكون فرصة ارتكاب جرائم جديدة ضد الأبرياء ليس في العراق فقط بل أينما وصلت أيديهم الاجرامية".
وذكر رئيس الجمهورية أن "العراق، الذي يواجه أزمة مالية بسبب استمرار تدهور أسعار النفط عالمياً، يأمل من دول العالم الحرة أن تقف الى جانبه سياسياً واقتصادياً وأمنياً وبيئياً أيضاً في حربه ضد الارهاب".
كما أشار إلى أن "بلادنا التي قررت التوقيع على اتفاقية باريس للاحتباس الحراري تدعو المجتمع الدولي إلى دعم مشاريع العراق في الحفاظ على البيئة وسعيه لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية عبر انفاقه للجهود والأموال الطائلة بمواجهة الأعمال الارهابية التي تسببت في اشعال العشرات من الآبار وفي تلوث البيئة وكل الأجواء".
وأضاف معصوم، أن "العراق الذي يحتل مرتبة عالمية متقدمة بين الدول المنتجة للنفط والغاز، بادر الى وضع استراتيجية وطنية للطاقة للأعوام من 2013 إلى 2030، تركز في رؤيتها على تطوير قطاع الطاقة بطريقة متكاملة ومستدامة ومتجددة وصديقة للبيئة".
ولفت أيضا إلى مساعي بلده "لتنفيذ مشاريع كبيرة في مجال حماية البيئة وتطوير الزراعة، ما يجعله بحاجة ماسة الى المساعدة في الإستثمار بالتكنولوجيا الحديثة والإبتكارات المتعلقة بذلك، والى دعم خططه في مجال استغلال الغازات المصاحبة لعمليات استخراج النفط بما يضمن تطوير الأقتصاد والحفاظ على البيئة".
وجدد رئيس الجمهورية "الدعوة الى تعاون الجميع من أجل مواجهة مشكلات تغير المناخ العالمي فيما ندعو دول العالم كافة الصناعية منها والمصدرة للنفط الى التخلي عن أي نهج ضار بالبيئة وبما يضمن سلام الحياة على الأرض".