شفق نيوز/ بعد ان كانت انظار الجميع تتجه نحو فيلم “العاصفة السوداء” للمخرج حسين حسن وخاصة وأنه يتناول قضية إنسانية مهمة وهي فاجعة سنجار، لكن الحال لم يسر على النحو المتوقع.
فقد أثار مقطع دعائي صغير قبل عرض الفيلم سخط الايزيديين بعد أن أظهر الناجيات الإيزيديات من قبضة تنظيم داعش بمظهر المنبوذات في مجتمهعن.
ويظهر مشهد في المقطع الدعائي شابا ايزيديا يطلب الزواج من حبيبته بعد ان نجت من بطش التنظيم ولكن والده يرفض زواجه منها لكونها كانت مخطوفة لدى التنظيم المتشدد الذي اتخذ من المختطفات الايزيديات سبايا للاستعباد الجنسي.
ويقول الايزيديون إن المشهد لا يعبر عن حقيقة ما يجري على أرض الواقع، حيث يرحبون ويقدسون ناجياتهم كما عبر عن ذلك أكثر من مرة “بابا شيخ” الاب الروحاني للديانة الايزيدية والذي طلب من الشباب التزوج منهن وهو ما حصل بالفعل في حالات كثيرة.
ويجري استقبال الناجيات الايزيديات في معبد لالش المقدس من قبل رجال الدين والشباب الايزيديين، وهو ما يعكس الصورة الخاطئة لما أظهره الفيلم.
وقال ابو شجاع الدنائي الذي قام بنفسه بتحرير 432 من النساء والاطفال الايزيديين من داعش، “حسب مشاهدتنا لمشهد من الاعلان أن الفيلم يحتوي على بعض المشاهد الكاذبة بأن الايزيديين لا يستقبلون نساءهم اثناء عودتهن وبهذا الشأن نستنكره بشدة ونطالب برفع دعوى قضائية ضد المخرج وايقاف الفيلم”.
وذكر ابو شجاع، أن لديه “العديد من الفيديوهات والوثائق أثناء تسليمي المختطفات إلى اهاليهم وكيفية استقبالهن وترحيبهن”.
ويقيم أبو شجاع حاليا في ألمانيا، لكنه يستعد للسفر إلى دهوك بإقليم كوردستان حيث يجري الاستعدادات لعرض الفيلم من أجل دحض ما جاء فيه.
بدوره، قال الناشط سيدو الاحمدي، إن “هناك عدة طرق للرد على المخرج وكاتب السيناريو للفيلم الذي يسيء للناجيات الايزيديات ويسيء لسمعة الديانة بكاملها”.
وأوضح أنه يمكن “تشكيل وفد من المجلس الروحاني والسياسيين لمشاهدة الفيلم قبل عرضه ومسح الافكار الذي تسيء لسمعتنا”.
وقال الأحمدي، “إن لم ينجح الخطوة الاولى , نجعل من مركز لالش باعتباره المركز الثقافي المهتم بثقافة الايزيدية ان يقوموا بتشكيل وفد مع الفنانين والمخرجين والمختصين بهذا الشأن من الايزيديين لزيارة المخرج وشرح تفاصيل الغضب من الشارع الايزيدي بعد ظهور مشاهد من الفيلم, وان يمنعوا ظهور اي مقطع مسيء لديانتنا”.
وأشار إلى إمكانية “جمع فيديوهات للعرس الجماعي للناجيات في المانيا وكذلك فيديوهات لزواج عدد كبير من الناجيات من احبائهن بعد رجوعهن من ايادي الدولة الاسلامية الارهابية، وكذلك فيديو لبابا شيخ يظهر فيه كيف نستقبل الناجيات وهم اشرف من الشرف، ومن ثم عرض هذه الفيديوهات على شاشات العرض ستكون اكبر رد للمخرج ويوضح شيء مهم للعالم”.
وأضاف، “إن لم ينجح الخطط اعلاه ندعو شبابنا وبناتنا ومعهم الناجيات ان يجتمعوا امام القاعة التي ستعرض الفيلم ونوجه رسالة لكل العالم , بان هذا الفيلم عكس الواقع الايزيدي, ولم نقبل بأي شكل من الاشكال ان يتم بيع الفيلم وعرضه في اي مكان”.
وقال أيضا إنه “يمكن للحقوقين الايزيديين ان يقوموا برفع دعوى قضائية ضد مخرج وكل من له صلة بهذا الفيلم”.
واشار الاحمدي الى ان “الذي يقول ان الفيلم لا يسيء لسمعة الايزيدية فهذا شأنه وله اسباب سياسية او انه لا يشعر بالثقافة والانتماء الايزيدي, بل انه يرى نفسه غير مهتم بالشأن الايزيدي اي لا يعترف بثقافة و عادات وتقاليد الايزيدية , كذلك الزواج الذي يتم في الفيلم صورها في لالش المقدس وهذا يخالف قوانين حرمية وقدسية لالش المزار المقدس للايزيدية”.
فيصل غانم