شفق نيوز/ أثارت قصة حب جميلة جمعت بين لاجئة كوردية عراقية وشرطي من مقدونيا، وتوجت بالزواج، اهتماما كبيرا من قبل وسائل الإعلام الفرنسية، واعتبرت القصة نقطة ضوء في قتامة الظروف التي يعيشها اللاجئون والمهاجرون عموما في عدة مناطق من العالم.
الكثير من قصص الحب تفرزها اللحظات الاستثنائية في حياة الأشخاص. ورغم المعاناة التي يعيشها المهاجرون واللاجئون عبر دول العبور وفي دول الإقامة، هناك ثمة قصص جميلة لا تتوقف عندها وسائل الإعلام في ظل زحمة الأحداث المؤلمة، قد تتعلق في بعض الأحيان بعلاقات حب تظل حبيسة الحياة الخاصة للمهاجرين.
وفي هذا السياق تندرج قصة حب جمعت بين لاجئة كوردية عراقية مسلمة وشرطي مقدوني يكبرها بـ 15عاما. وتعود بداية القصة إلى شهور خلت إلا أن الاهتمام بها إعلاميا يعود فقط إلى هذه الأيام، لكون هذه العلاقة أظهرت أنها لها القوة على الاستمرارية.
نورا أركوازي تبلغ من العمر 20 عاما، وصلت إلى الحدود الصربية المقدونية في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، بعد أن غادرت برفقة أسرتها محافظة ديالى شرقي بغداد بغرض التوجه إلى ألمانيا، وهذا عقب تعرض والدها للخطف، والذي لم يتم الإفراج عنه إلا بعد دفع العائلة لفدية.
بداية علاقة
عند وصول أركوازي إلى الحدود الصربية المقدونية المغلقة في وجه المهاجرين، توجهت نورا لاستفسار أحد رجال شرطة إن كانت الحدود ستفتح للعبور، علما أن المعروف على شرطة الحدود المقدونيين التصرف بالكثير من الصرامة.
لكن الشرطي بوبي دوديفكسي كان "طيبا" مع نورا وأسرتها، وفق ما نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، واعتنى بعائلتها، وقدم لها المساعدة للاحتماء من البرد القارس، وفي هذه الأجواء ظهرت البوادر الأولى لقصة حب بين مهاجرة كردية عراقية وشرطي مقدوني، والتي تطورت مع مرور الوقت.
بناء علاقة حب توجت بالزواج
كان أول فصل في قصة الحب هذه عندما دعا الشرطي المقدوني بوبي المهاجرة العراقية نورا إلى العشاء لأول مرة، ليطلب منها الزواج، حسب ما حكته لوسائل الإعلام. لم تصدق الأمر في بداية الأمر حتى أقنعها بأن نيته صادقة، ويريد الارتباط بها إلى الأبد.
بعد القليل من التردد، وافقت نورا على الزواج من بوبي رغم اعتراض العائلة للاختلاف الديني بين الاثنين بحكم أنها مسلمة وهو مسيحي. لكن نورا تمسكت برغبتها في الزواج منه، وهو ما تحقق لها، حيث أقام العشيقان حفل زواج، ليعيشا تحت سقف واحد مع طفلين لبوبي من زواجين سابقين.
وحضر حفل الزفاف عدة مدعوين "من كل الطوائف"، حسب بوبي، علما أن فكومانوفو التي يسكنها الزوجان هي مدينة متعددة الأعراق والأديان. ويقول بوبي في تصريح لـ"سي إن إن"، "في مقدونيا، لدينا مزيج من التقاليد والأديان. لدي العديد من الأصدقاء المسلمين، ونحتفل بشهر رمضان."
وقبلت عائلة نورا في آخر المطاف باختيار ابنتها الزواج من بوبي عندما لاحظت أن الاثنين يتحابان بقوة، حسب ما قالته لوسائل الإعلام، لتكمل عائلتها طريقها نحو ألمانيا بدونها.
وأكدت نورا في تصريح لها أنها سعيدة في حياتها الجديدة برفقة زوجها، مشيدة بالتنوع الثقافي والديني في مقدونيا على غرار ما يوجد في بلادها، مشيرة إلى أنها نشأت في مجتمع متنوع دينيا وثقافيا، حيث "ترعرعت عائلتي مع الشعب المسيحي، نحن شعب منفتح"، تؤكد نورا.
وينتظر الزوجان طفلا، سيعزز حياتهما الزوجية في الأسابيع المقبلة، وسيكون لامحالة ثمرة حب استثنائي بين الاثنين، جمع طرفين من ديانتين مختلفتين، وترك بصمته الرومانسية على أزمة الهجرة التاريخية التي لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.