2016-11-20 23:09:55
شفق نيوز/ رصد "بيت الاعلام العراقي" الخبر المفبرك الذي جرى تداوله على نطاق واسع في الصحافة المحلية والعربية ومواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "تحذير اممي من حالات حمل غير شرعية في كربلاء" مع توافد ملايين الزوار العراقيين والاجانب الى المدينة لاحياء اربعينية الحسين بن علي احد ائمة الشيعة.
ونشرت صحيفة "الشرق الاوسط" العربية تقريرا مطولا في عددها المرقم (13872) بتاريخ 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي بعنوان "تحذير اممي من حالات حمل غير شرعية في كربلاء، الباسيج ومليونا ايراني في المدينة لزيارة الاربعين"، واستند التقرير على بيان منسوب الى المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل. وذكر رصد "بيت الاعلام العراقي" الذي ورد لشفق نيوز، ان صيغة الخبر المفبرك نشر في الاساس للمرة الاولى في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) من قبل موقع الكتروني اخباري عراقي باسم "اصوات حرة" اي قبل اربعة ايام من تاريخ نشره في صحيفة "الشرق الاوسط"، كما سبق وان نشر الخبر في مواقع اخبارية اخرى قبل "الشرق الاوسط" مثل صحيفة "دنيا الوطن" الالكترونية الفلسطينية. وقال ان موقع "اصوات حرة" قام بحذف الخبر المفبرك من موقعه في ظهر 20 تشرين الثاني (نوفمبر)، ونشر في اليوم نفسه خبر تكذيب المنظمة له، وفي مساء اليوم نفسه اغلق الموقع الالكتروني ولم يتبين ما اذا كان تم قرصنته الكترونيا ام اغلق من قبل ادارته، ولكن "بيت الاعلام العراقي" تمكن من توثيق تاريخ ومضمون الخبر على الموقع قبل حذفه. ورأى الرصد ان نشر الصحيفة للخبر في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) هو ما اثار الجدل الواسع باعتبارها صحيفة عربية معروفة واسعة الانتشار وقعت في خطأ مهني فادح عبر اخذ مادة صحفية من وسيلة اعلامية مغمورة دون التأكد من صحتها مثيرة بذلك حساسية طائفية داخل العراق وخارجه. ويشير "بيت الاعلام العراقي" في هذا الصدد الى انه منذ انطلاق عمله مطلع عام 2015 برصد محتوى وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية ومراقبة مستوى ووسائل خطاب الكراهية، رصد العديد من امثلة سابقة مشابهة لمضمون هذا الرصد، وقعت في شباكها وسائل اعلام عن قصد او بدونه عبر تبني اسلوب الشائعة المبكرة بقصد اثارة الجدل وانتاج خطاب كراهية عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي. ويذّكّر "بيت الاعلام العراقي" في تقرير الرصد الثامن الصادر في نيسان (ابريل) 2015 بعنوان "التغطية الإعلامية العراقية تركز على “خطر” النازحين.. وتهمل أوضاعهم الإنسانية"، كيف ركزت وسائل اعلام محلية على خطورة ادخال الاف السكان النازحين من محافظة الانبار هربا من العمليات العسكرية الى بغداد عبر بث اخبار وتقارير قبل موجات النزوح من دون مصادر معلومة وواضحة ولا تستند على مواقف رسمية، وهو ما افرز جدلا بين العراقيين لم يخلو من الكراهية والانقسام المجتمعي. ويلفت "بيت الاعلام العراقي" ايضا الى تقرير الرصد الحادي عشر الصادر في حزيران (يونيو) 2015 تحت عنوان "تغطية إعلامية عراقية تحرّف وثائق “الحزمة السعودية"، اذ وقعت وسائل اعلام محلية في مطب مهني فادح عندما نشرت وثائق مزورة بقصد للطعن او تبرأت او مدح شخصيات سياسية واجتماعية. ويشير ايضا الى تقرير الرصد الخامس عشر الصادر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بعنوان "الانتقائية والتحزب تتحكمان بأخبار وتقارير حوادث منفذ زرباطية وتوغل القوات التركية"، كيف انقسمت وسائل الاعلام المحلية بشكل حاد حول تغطية الخبرين، متضمنة شائعات. ويسجل الرصد خلال فترة عمله الممتدة لاكثر من 21 شهرا في رصد محتوى وسائل الاعلام المحلية ظاهرة الترويج لقضيتين رافقت التغطيات الصحفية في قضايا سياسية وامنية من دون ادلة ووثائق وهي "زواج المتعة" في خطاب طائفي مو جهة ضد الشيعة، و"جهاد النكاح" في خطاب طائفي موجة الى السنّة. ويؤكد "بيت الاعلام العراقي" من جديد على ضرورة التزام وسائل الاعلام بالمهنية والتأكد من مصادر الخبر قبل نشرها، اذ ان التراجع عن اخبار منشورة بعد حذفها من الموقع وحتى تقديم الاعتذار غالبا ما يكون اجراءا متأخر جدا بعدما تلاقفته مواقع التواصل الاجتماعي بالنشر والتعليق مفرزا خطاب طائفي يهدد الامن والسلم المجتمعيين.