شفق نيوز/ انطلقت اعمال مؤتمر الغدير العلمي الدولي الخامس في محافظة ذي قار، السبت، وتحت شعار "الغدير ارادة السماء وبلاغ النبوة"، والذي تقيمه مؤسسة شهيد المحراب بالتعاون مع جامعة ذي قار.
ويشارك في المؤتمر اساتذة وطلبة الحوزة العلمية وحضور وفود من دول اليمن ولبنان وايران والهند وباكستان ومدقشقر وعدد من اعضاء مجلس النواب العراقي واعضاء مجلس المحافظة ونائب محافظ ذي قار.
وقال خليل ال مسافر مدير مكتب مؤسسة شهيد المحراب في الناصرية "نستمد من هدي الغدير معاني الحق والولاية ولقد مضى اربعة اعوام لإقامة المؤتمر واليوم نستأنف الدورة الخامسة والتي تناولت مناسبة يوم الغدير ايماناً بان قضية الغدير مهمة على مستوى السياسي والاجتماعي".
واضاف ان "قضية الغدير جسدت ارادة الله تعالى لتعيش البشرية بسعادة ورضا الله واريد لهذا العالم والانسان ان يستمد حياته من غدير خم فلا فائدة للحياة الا اذا سارت على نصوص الغدير فلا نريد قراءة منحرفة للغدير وهدفنا الوقوف على هذا النص الالهي والنظر اليه من كل الزوايا المعرفية ونامل مع الأساتذة في جامعة ذي قار كشف امور جديدة عن واقعة الغدير لنتعلم ونطلب منها الحق والحقيقة ولان المؤتمر مدخل للوقوف على الحق والحقيقة".
من جهته قال محمد علي الحلو استاذ الحوزة العلمية في كلمته ان "مهرجان ومؤتمر عيد الغدير لابد ان يقام في كل محافظة وكل دولة اسلامية ليستعيد يوم الغدير ولابد ان نقف وقفة حقيقية لمعرفة هذا اليوم وما يضم من اسرار فإننا لابد ان نقرأ عيد الغدير مرة اخرى فهو ليس تجمع للمسلمين مع الرسول فقط وانما تمتد قرأته لهذه اللحظة".
واضاف الحلو ان "الرسول حينما اعلن ذلك الامر فهو قد مهد لمثل هذا اليوم من قبل ومن بعد والامة الاسلامية عليها نفس التكليف الان ودورها ان تعرف الناس بولاية امير المؤمنين وولاية الحق فالنبي لم يكن مصادفة وقوفه في منطقة غدير خم ويعلن ان الامام علي هو وصي النبوة وانما هنالك تحضيرات سبقتها وكيف كان يعاني النبي من اصلاحات تغييرية حقيقية".
واشار الحلو ان "النبي بدا بالتعريف من يوم عرفه واراد ان يبلغ بولاية الامام علي ولكن هنالك امور صدت ذلك الخطاب الى المسلمين فهنالك تيار من النفاق حالوا ان يمنعوا الرسول من عدم اكمال خطبته في عرفة وانتقل النبي في مزدلفة لكن هنالك تيارات ايضا من النفاق منعته وثم توجه الى منى ويستعرض فضائل علي وشأنة لكن قطعت خطبته فقام البعض وقعد اخرون، وبذلك نعرف ان النبي كان يعيش تحديات مع المنافقين ومعاناة لتبليغ ولاية الامام علي ونشر فضائله".
وحذر الحلو من "الاقلام المأجورة والتي توجهت بثلاث اتجاهات فالأول هو سعي حكومة معاوية لان توضع مقابل كل فضيلة للإمام علي، فضائل للآخرين فكيف لا يحارب عيد الغدير لحد هذا اليوم واما الاتجاه الثاني فانهم كانوا يسقطون رواة ورجال الحديث الذين يتحدثون بفضائل امير المؤمنين ويشككون بنسبهم واما الاتجاه الثالث فهو ان الدوائر السياسية تحاول ان تعتذر وتوجه وتصد فضائل الامام علي".
ودعا الحلو جميع المسلمين "حري بنا ان نعرف للأجيال هذا اليوم المبارك ومعرفة الغدير ولابد ان نقرأه قراءة واعية فلذا ندعو لتحويل هذه الجهود الفردية في احياء عيد الغدير الى ثقافة غديرية خالصة".
وانتقد الحلو الحكومة المحلية في الناصرية بسبب انطفاء الكهرباء حتى في المؤتمرات والافراح بالقول ان "مأساة يوم الغدير مستمرة لحد اليوم فحتى في افراحنا نعيش المأساة والمحنة والمصائب والبلايا فهل يعقل تنطفئ الكهرباء في هكذا محفل والناصرية تعد من محافظات التي تصدر الكهرباء ينقطع فيها الكهرباء فحتى في افراحنا نعيش المأساة".
بدوره قال الشيخ عبد المهدي الشمري نائب الامين العام لمؤسسة شهيد المحراب "في عيد الله الاكبر نجتمع تحت خيمة مؤسسة شهيد المحراب وجامعة ذي قار وان واقعة الغدير تبحث بحثا تاريخيا ولازالت لحد الان ونرى بانه لابد من قراءة الابعاد الاخرى لواقعة الغدير لأنه حديث عن الولاية وعمقها بالإسلام ومكانتها الكبيرة في الاسلام، لأنها تتحدث عن روح الاسلام واذا امعنا النضر فهي تتحدث عن الولاية وليس لها بعدا فرديا فحسب وانما بعد اجتماعي والولاية هو ما يلي الشيء وتوالي حكمي وان واليك يتحكم بك قبل نفسك والرسول والامام ومراجع الدين هم اولى بأنفسكم واصل الولاية لله تعالى".
واضاف الشمري ان "الاسلام اذا تنزع منه روح الولاية فلا يبقى فاعلاً ومؤثراً وهذا ما يحصل الان واذا اردنا اصلاح امورنا علينا ان نعيد للولاية مفهومها الواقعي في الحياة والولاية هي التي تقيم عوج المجتمع وتصحيح مساره فبالولاية تقوم الامم وتنهض ونحن في تخلف عن ولاية اهل البيت وعلينا ان نفرق بين الحب والولاية لاهل البيت".
وتابع الشمري ان "لمؤسسة شهيد المحراب مؤتمرات متعددة ونهضت مع جامعات العراق بمشروع ثقافي كبير ولنا في هذه الفعاليات اغراض متعددة من اهمها تسليط الضوء على عناوين مهمة قادرة على احداث التغيير في واقعنا".
وعتب الشمري على الحكومات المحلية بالقول " اننا لدينا عتب لا اقول شديد على الحكومات المحلية في عموم المحافظات العراقية، فاليوم مؤسسات المجتمع المدني تريد ادارة الثقافة بالمحافظات والمستفيد الحقيقي هم ابناء تلك المحافظات فينبغي على كل الاخوة في مجلس المحافظة والادارة المحلية، الالتفات الى ذلك البعد الثقافي وعندما تدعم هذه المؤتمرات هو من مهام ومتطلبات البناء الثقافي واذا بنينا الانسان هناك سيكون تطور حقيقي في البلاد".
وشدد الشمري "اتمنى ان ارى كل الاخوة في مجلس المحافظة والادارة المحلية في ذي قار ان يتبنوا هذا المؤتمر من قبلهم لتعزيز مفهوم الثقافة وتأصيل روح المواطنة وترسيخ العقائد".
واضاف الشمري "لقد خرج المؤتمر بأربعة توصيات ونشرت في البيان الختامي وهي الدعوة الى ان يكون عيد الغدير عيد الامة الاسلامية الاكبر لان فيه اكتملت رسالة السماء واتمت نعمة الله على الامة والامر الاخر ندعو ان تتضمن مناهج الدراسة في وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي حقيقة عيد الغدير بعد ان تم تغييبها عن الامة لعقود بقصد او بدون قصد".
وتابع الشمري" التوصية الثالثة للمؤتمرين دعوة مجلس النواب العراقي لاتخاذ عيد الغدير عيدا رسميا للدولة العراقية كغيرة من الاعياد الاسلامية وغير الاسلامية والاعياد الوطنية كونه مشتركا اسلاميا لا خلاف عليه واما التوصية الاخيرة فهي اننا ندعو كل مكونات الشعب العراقي للتآلف والتعايش والتراحم والحوار واحترام الرأي الاخر ونبذ العنف والارهاب واحترام المقدسات".
وتضمن المؤتمر جلستين بحثية وتمت قراءة 14 بحثاً وشارك في المؤتمر باحثين من العراق والهند وباكستان وايران ولبنان واليمن ومدقشقر.