شفق نيوز/ أفادت منظمة الهجرة الدولية يوم الجمعة بتأسيس منتدى الشرطة المجتمعية (CPF) في القيارة جنوب الموصل، إيذاناً لبدء عمل الشرطة المجتمعية في محافظة نينوى في المنطقة التي تمت استعادتها مؤخراً من تنظيم داعش.
وذكرت المنظمة في موقعها على الانترنت الاجتماع الأول لمنتدى الشرطة المجتمعية حضره أفراد من الشرطة المحلية وممثلي المنظمات غير الحكومية وافراد المجتمع المحلي. وقد ترشح العديد من افراد المجتمع المحلي للمناصب القيادية في منتدى الشرطة المجتمعية و تم انتخاب رجلين وإمرأة واحدة.
وكما هو الحال مع الــ 46 منتدى للشرطة المجتمعية القائمة فعلاً في كافة أنحاء البلاد، فإن هدف المنتدى هو الجمع بين أفراد المجتمع والشرطة لتعزيز التواصل والتنسيق والعمل معاً لمعالجة المخاوف الأمنية.
وفي المناطق المستعادة من تنظيم داعش (ISIL) تعمل الشرطة المجتمعية كأداة لإعادة بناء الهياكل الاجتماعية والادارية على صعيد القواعد الشعبية. وبوجود المساكن المُدمّرة والبنى التحتية المتضررة والهياكل الاجتماعية المتوقفة، تقع على كاهل هذه المجتمعات مهام هائلة كونها تعمل على إعادة بناء الشبكات الاجتماعية والاقتصادية والادارية.
"إن منتدى الشرطة المجتمعية هو مفهوم جديد في هذه المنطقة وقد تلقى ردوداً ايجابية من المجتمع؛ وقد قدم العديد من السكان المحليين طلباً ليصبحوا أعضاء فيه"، هذا ما قاله رئيس منتدى الشرطة المجتمعية المنتخب حديثاً.
وأضاف مظفر ناظم علي وهو عضو يحظى بتقدير متزايد في مجتمع القيارة المحلي؛ "نريد أن نعمل مع الشرطة لزيادة التعاون ورفع مستوى الوعي حول المخاوف الأمنية وتحسين قُدرتنا على العمل معاً لنتمكن من الاستجابة بصورة فعّالة للقضايا الأمنية".
وقال ضابط الشرطة العقيد فوزي جميل سلطان، رئيس الشرطة في منطقة القيارة، "أرغب في أن يكون منتدى الشرطة المجتمعية هذا نموذجاً يُحتذى به في المناطق الأخرى من محافظة نينوى. ففي إطار هذا المنتدى هناك تنسيق جيد لأن افراد المجتمع المحلي يعرفون بعضهم البعض. واذا ما كانت هناك قضايا أمنية فإن بامكانهم معالجتها وهذا ما يجعل المهمة أسهل على الشرطة ويساعد في الحفاظ على المجتمع آمناً".
ورحب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس بتأسيس منتدى الشرطة المجتمعية في منطقة القيارة وتطوير هذا الهيكل الديمقراطي الجديد في المنطقة هي خطوة مُهمة نحو التطبيع في نينوى.
وقال الدكتور فايس بهذا الصدد " بتأسيس منتدى الشرطة المجتمعية في القيارة وهو الاول في محافظة نينوى تتخذ الشرطة المجتمعية خطوة مهمة نحو تمكين تبادل الاراء بين الشرطة والمواطنين في المناطق المستعادة حديثاً وبمساعدة المنظمة الدولية للهجرة والسلطات المحلية وأعضاء المجتمع من أجل زرع بذور المشاركة والحوار للمواطن في المنطقة المعنفة وتشكيل البنية المهمة لإرساء الاستقرار والامن".
وتدعم المنظمة الدولية للهجرة وزارة الداخلية للشروع في حوار مع المجتمعات كخطوة حاسمة نحو برنامج شرطة مجتمعية أكثر فاعلية في العراق وإن تأسيس منتديات الشرطة المجتمعية هذه وسيلة مؤكدة لبدء الحوار.
وتم تمويل المرحلة الحالية لمشروع الشرطة المجتمعية من قبل الحكومة الالمانية وصممت للتوسع في دعم مشروع الشرطة المجتمعية في تحديد ومخاطبة الاحتياجات الخاصة بالعراق وكذلك لضمان أن المشروع مستدام ذاتياً. وتركز المبادرات في هذه المرحلة بصورة خاصة على المناطق المستعادة حديثاً من داعش. ومن المقرر سيتم تأسيس منتديات شرطة مجتمعية إضافية في مناطق اخرى من محافظة نينوى حالما يسمح الوضع الامني بذلك.
في إطار عمل المرحلة الاولى من المشروع والتي تأسس في 2012 و بدعم من وزارة الخارجية الامريكية، بنت المنظمة الدولية للهجرة شبكة من الشرطة المجتمعية وأصحاب العلاقة ذات الاهتمام وزودتهم بالخبرة ونظمت الدورات التدريبية ومنتديات الشرطة المجتمعية.
القيارة هي بلدة يبلغ عدد سكانها 15,000 وتقع الى جنوب محافظة نينوى وعلى الضفة الغربية من نهر الفرات وتبعد حوالي 60 كم الى جنوب الموصل. إستولى داعش على البلدة في حزيران 2014 وتم إستعادتها من داعش في تشرين الاول 2016 من قبل القوات العراقية ومنذ ذلك الحين يعمل المجتمع على البدء من جديد وقبول النازحين العراقيين من مناطق اخرى ضمن ممر الموصل ومدينة الموصل.
نزح مايقار ب 50,000 عراقي الى ناحية القيارة منذ بداية عمليات تحرير الموصل في 17 تشرين الاول 2016. وبنت المنظمة الدولية للهجرة موقع للطوارئ في القيارة للنازحين العراقيين ويستضيف حالياً أكثر من 19,000 فرد، ويستمر في الوصول الى الموقع هؤلاء الذين بحاجة الى مأوى.
ثلاث أشهر منذ بدء عمليات الموصل العسكرية وبشكل تراكمي هناك ما يقدر 187,986 فرد ( 31,331 عائلة) قد نزحت. وعاد منهم 28,980 ( 4,830 عائلة) الى مناطقها الاصلية. حددت مصفوفة تتبع النزوح والطوارئ للمنظمة الدولية للهجرة 158,772 فرد (26,462 عائلة) ماتزال نازحة حالياً وذلك منذ 17 تشرين الأول 2016 حتى 27 كانون الثاني 2017.
ويسكن 72% من هؤلاء النازحين حالياً في مخيمات بينما 14% يقيمون في ترتيبات خاصة وبقية 12% تم ايوائهم في مواقع الطوارئ. وحوالي 1% يقيم في ترتيبات ايواء غير ملائمة كالابنية غير مكتملة البناء او المباني المخصصة لاغراض اخرى.