شفق نيوز/ أقام المركز الثقافي البغدادي اليوم في مسرح سامي عبد الحميد حفل افتتاح مكتبة ومتحف العلامة الدكتور أحمد سوسة وتحت شعار"بالعلم والمعرفة ترتقي الأمم".
وحضر حفل الافتتاح قسم الإعلام والاتصال الحكومي والجماهيري ودار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة ونخبة من الباحثين والمؤرخين المعاصرين لسوسة وحفيدة العلامة سارة الصراف وأصدقائه ومحبيه.
وألقى مدير المركز البغدادي كلمة قال فيها إنّ أحمد سوسة، الباحث والآثاري والمهندس والمؤرخ والكاتب، قد حفلت حياته بالإنجازات العلمية الكثيرة، ودونها بمؤلفاتٍ، ستعرض في هذه المكتبة التي تضم بالإضافة لمؤلفات سوسة أكثر من 1600 كتاب في التاريخ والري والحضارة والأدب وغيرها من مجالات المعرفة، مع مجموعة نادرة من مقتنيات العلامة أحمد سوسة.
فيما أكد محافظ بغداد علي التميمي إنّ احتضان المركز البغدادي لمكتبة العلامة سوسة جاء بعد مفاوضات طويلة مع عائلة سوسة، وتم تخصيص قاعة لهذه المكتبة وللمتحف، وإنها ستكون مفتوحة للباحثين والطلبة باعتبار سوسة رمز من رموز العراق.
فيما قالت حفيدة العلامة سارة الصراف في كلمتها إن والدتها الدكتورة عالية سوسة كرست جلّ وقتها لمكتبة والدها وإعادة طبع مؤلفاته وإصدار مخطوطات كتبها ولم يسعفه الوقت في اصدارها.
بعدها ألقى الباحثون المعاصرون للعلامة الدكتور سوسة كلماتهم للإشادة بالعلامة وبمكانته العلمية وإنجازاته ومؤلفاته.
ثمّ وقع كلّ من محافظ بغداد وحفيدة سوسة عقد تسليم واستلام المكتبة والمتحف.
وفي ختام الحفل وزعت الشهادات التقديرية على المشاركين، فيما منحت حفيدة العلامة الدكتور سارة الصراف درع الإبداع.
ويذكر إنّ الدكتور أحمد نسيم سوسة ولد في مدينة الحلة بالعراق عام 1318 هـ/1900م، واتم دراسته الاعدادية (الثانوية العامة) في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م، ثمّ حصل على شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية عام 1928 من كلية كولورادو في الولايات المتحدة. وواصل بعد ذلك دراسته العليا فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جون هوبكنز الأمريكية عام 1930.
ويعدّ الدكتور أحمد سوسة واحد من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرجوا من الجامعات الغربية. وقد كان أحمد سوسة يهودي الديانة لكنه أعتنق الإسلام بعد ذلك.
بعد عودته للعراق، عين مهندساً في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثمّ تقلب في عدّة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946 معاوناً لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية. كان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946 وبقي عضوا عاملا فيه حتى وفاته.اهتم أحمد سوسة بمباحث حضارية قديمة في العراق حيث بحث في تاريخ العراق الحضاري وكتب عن نظم القنوات المائية والسدود في الحضارات القديمة كجزء من هذا الاهتمام، تربو مؤلفاته على الخمسين كتاباً وتقريراً فنياً وأطلساً، إضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثاً نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة. وتتوزع مؤلفاته على حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة.
من مؤلفاته: (في طريقي إلى الإسلام) بجزئين 1936، (نظام الامتيازات في الدولة العثمانية) الذي صدر باللغة الأنكليزية عام 1933م، (المصادر عن ري العراق) عام 1942، (وادي الفرات) بجزئين عام 1944-1945، (تطور الري في العراق) 1946.
(دليل ري العراق) بالإنكليزية عام 1944، (سدة الهندية) بالإنكليزية عام 1945. وصدر له في الستينيات (فيضانات بغداد في التاريخ) بثلاثة أجزاء عام 1963 وعام1965 وعام1966. تأريخ يهود العراق، العرب واليهود في التاريخ.
توفي عام 1982