شفق نيوز/ افتتح متحف جديد في مدينة البصرة بأحد القصور الرئاسية السابقة الواقعة بمحاذاة شط العرب، يحتفي بالإرث الثقافي الغني لجنوب العراق.
وسيعيد هذا المتحف إحياء الحياة لتأريخٍ متنوعٍ يمتد لنحو 2300 عام، حيث سيعرض فيه مقتنيات أثرية تعود إلى الحقبة الهيلنستية (300 سنة قبل الميلاد)، ثم الفترة التأريخية التي إزدهرت فيها البصرة كميناء تجاري هام، كما إشتهرت المدينة كمركز للعلم و للعلماء و الشعر و الموسيقى، وصولاً إلى البصرة في الوقت الراهن. و يُعد هذا المتحف هو الأول، من نوعه، الذي يتم افتتاحه في العراق خلال الاعوام الأخيرة.
شركة النفط البريطانية الـ (BP) التي تعمل على تطوير حقل الرميلة النفطي في جنوب العراق، كانت المتبرع الرئيسي لإفتتاح المتحف، وذلك من خلال مساهمتها المالية، التي بلغت نصف مليون دولار أميركي، تبرعت بها في عام 2010 لإنشاء هذا المتحف.
كما تلقى المتحف الدعم من منظمة "أصدقاء متحف البصرة" وهي جمعية بريطانية خيرية تعاونت مع وزارة الثقافة العراقية، و الهيأة العامة للآثار، طوال الاعوام الثمانية الماضية، لتحقيق الهدف المتمثل بإنشاء متحف جديد لمحافظة البصرة.
وقد تحدث وزير الثقافة فرياد راوندوزي بالمناسبة قائلا: "إنه يومٌ رائعٌ للإرث الثقافي العراقي، و هذا هو مثالٌ مهمٌ يوضح كيف أن المجتمع الدولي يستطيع العمل مع الخبراء و المتخصصين العراقيين و المؤسسات العراقية لتطوير السبل التي تمكننا من الحفاظ على ماضينا و حمايته و الإحتفاء به".
و في معرض تعليقه على مساهمة شركة (BP) للمتحف، تحدث رئيس الشركة الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط مايكل تاونسهند قائلا : " في كل منطقة نعمل فيها، نقوم بدعم و حماية الثقافة المحلية و موروثها التأريخي. و عندما تمت مفاتحتنا بشأن تقديم الدعم لإنشاء متحف جديد للبصرة، أردنا ان نساعد في ذلك. نحن سعداء بأن يكون لإهل البصرة الآن متحفٌ يحتفي بتأريخهم الثقافي الغني جداً.
من جانبه صرح مدير متحف البصرة قحطان العبيد قائلا: "إن هذا اليوم هو يوم فريد بالنسبة لنا، ما كان لهذا الانجاز ان يتحقق دون دعم عدد كبير من الافراد، و بالأخص مجموعة اصدقاء متحف البصرة، و من ورائهم الممول الرئيسي للمشروع شركة (BP) البريطانية. كما أود أن أثمن الجهود التي بذلها الزملاء في بغداد و البصرة كي نتمكن اخيرا من عرض مقتنيات آثارية امام الجمهور للمرة الأولى بعد انقطاع دام سنين."
وسوف يتواصل العمل في الأشهر المقبلة لإكمال تأهيل مبنى المتحف، حيث سيتضمن مرافق خاصة بالحفلات و المناسبات المدرسية، ذات الصلة بالمناهج و المقررات الدراسية العراقية.
كما سيتم في شهر تشرين الأول إدخال برامج تعليمية جديدة، مدعومة من قبل المجلس الثقافي البريطاني ، لطلاب المدارس المحلية.