شفق نيوز/ تبرز في مخيمات المدنيين الفارين من معارك الموصل بالعراق أزمة من نوع آخر، ضحاياها أطفال ولدوا خلال سيطرة داعش على مدينتهم مما حرمهم من الحصول على شهادات ميلاد رسمية.
وأصدرت ماتعرف بالمؤسسة الصحية التابعة لداعش الذي سيطر على الموصل صيف 2014، شهادات ولادة لهؤلاء المواليد، لكن الحكومة العراقية لاتعترف بطبيعة الحال بوثائق صادرة عن جهة إرهابية.
ويدفع ثمن ذلك مئات الاطفال، الذين ولدوا إبان احتلال داعش ونزحوا مع أهاليهم عقب الهجوم الأخير للقوات العراقية الرامي إلى انتزاع الموصل من قبضة المتشددين.
وبات هؤلاء الأطفال مهددين بأن ينضموا إلى فئة الاشخاص الذين لايملكون أوراقاً ثبوتيةً رسمية وبالتالي لاتعترف بهم الحكومة العراقية، وهو ما يهدد مستقبلهم في حال لم تبادر بغداد إلى معالجة هذه الأزمة.
ويقول بدر الدين نجم الدين، مسؤول مخيم الخازر، إن "مجمل المسائل القانونية والشرعية كبيانات الولادة وشهادة الوفاة وعقود الزواج تعد مسائل قانونية سيتم حلها عن طريق المحاكم..".
ويكشف أن ممثلين عن محاكم القيد "سيكون لهم تواجد في هذا المخيم"، إلا أنه أشار إلى عدم معرفته بموعد قدوم "اللجان المختصة للنظر بهذه المسألة، إذ لايزال الأمر في طور الدراسة والوعود..".
والأهالي يسمعون هذه الوعود منذ شهرين إلا أن الجهات المختصة لم تتحرك بعد، وسط تصاعد المخاطر الناجمة عن "عدم وجود أوراق ثبوتية لمئات الأطفال".
وتتلخص المخاطر بفقدان طفل أو اختطافه، و"عندها لن تتمكن الأسرة من استرجاع ولدها فلايوجد سند قانوني تستند إليه للمطالبة بطفلها أو رفع دعوى قضائية لإثبات أنه فقد".
وعدم الاعتراف الحكومي لم يقتصر على شهادات الميلاد للأطفال الرضع فقط، وإنما طال عقود الزواج الصادرة عن ما يعرف بمحاكم داعش الشرعية.
وحالات عديدة لاتزال تنظر تسجيلها رسمياً لدى المحاكم العراقية والدوائر المختصة، بعد أن أبطلت الحكومة جميع وثائق مايعرف بتنظيم داعش.
لكن حالة الطفلة الرضيعة يارا، التي التقت "سكاي نيوز عربية" والدها في مخيم الخازر، تعد مشكلة مركبة، إذ أبصرت الطفلة النور قبل يوم واحد من استعادة القوات العراقية الحي الذي كانت تقيم فيه أسرتها.
وعليه، فإن الطفلة حرمت من أي أوراق ثبوتية، وفق والدها محمود الذي يقول "تمت محاصرتنا من قبل الجيش العراقي وهرب بعد ذلك عناصر داعش من الحي الذي نقيم فيه بمنطقة كوكجلي شرق الموصل..".
ويضيف "في هذه الأثناء، يارا أتت إلى الدنيا عند قابلة مأذونة، ولاتوجد لدينا الآن أي ورقة أو اي مستند يثبت أنها ابنتنا".