شفق نيوز/ اكثر ما كان يلفت الانظار في مهرجان بغداد الدولي الاول للمسرح، الذي اختتم مؤخرا في بغداد، هي تلك الصور الكثيرة جدا التي علقت وانتشرت في الصالة العريضة للمدخل الرئيسي للمسرح الوطني والتي اغلبها تمثل المدير العام لدائرة السينما والمسرح / وكالة، في لقطات مختلفة من ايام المهرجان ذاته، حتى اصبحت هذه الظاهرة حديث الفنانين والاعلاميين والجمهور الذي بعضه كان يتساءل عن سر وجود هذا الشخص لانه لا يعرفه.
بل ان البعض راح يشير الى جريدة المهرجان التي احتضنت صوره بشكل غريب مع (مانشيتات) مديح عالية وملونة، وهو الامر الذي اصبح عند البعض مدعاة للمزاح، فمن السهل ان تسمع حين تقف بالقرب من تلك الصور ان يسألك احدهم : احزر.. كم صورة للسيد نوفل في هذه الصور؟ او يأتيك صحفي ليسألك عن تفاصيل معينة في الصور الخاصة بالسيد المدير، وهناك من راح يحسبها ويعدها على اصابع يديه، ثم يتركها بعد ان يجد انه اخطأ في العدّ.
ليس هذا فقط ما اثار الفنانين والاعلاميين بل ان المعرض الفوتوغرافي، للفنان علي عيسى، الذي يتناول تاريخ المسرح العراقي ورموزه، كان مقاما في صدر الصالة ولكنه تحول الى الممرين الجانبيين بالقرب من المراحيض بسبب تلك الصور التي احتلت الصالة.
ولان الظاهرة لم يسبق حدوثها فقد اشار احد المقربين من اللجنة التحضيرية للمهرجان ان كل هذا فعله اخرون ارضاء للمدير العام وقد اجتهدوا في هذا للتعبير عن ولائهم له، فيما اشار اخرون الى ان هذا لا يعفي المدير من المسؤولية خاصة انه متواجد في المسرح ومطلع على كل التفاصيل، وتمنى الكثيرون ان ينتبه المدير العام الى ان هذه الظاهرة تسيء اليه وان يسمع من البعيدين عنه وليس من القريبين منه لان البعيدين اكثر صدقا.
وأعرب القاص شوقي كريم، عن عدم رضاه ولكنه برر ذلك، فقال "اولا انا لا اتفق مع الشاعر نوفل ابو رغيف على وضع صورته داخل صالة الاستقبال وقد حدثته شخصيا عن هذا الامر، والصور التي عرضت انما هي جزء من فعاليات المهرجان وضيوفه وهذا امر طبيعي كما اعتقد، واظن ايضا وليس عيبا ان تعرض هذه الصور ومثلها تفعل كل الدوائر الحكومية حين تقوم بنشاط ما".
وتابع بالقول، وفق تقرير نشره موقع "ايلاف"، "اما معرض المسرح وتاريخه، وقد وضع في الممرات، فهذا ليس من اختصاص نوفل ابو رغيف ولن يتم بتوجيه منه بل تم بامر لجنة النشر والاعلام وفي صالة معروفة وتحف بباب المسرح ولايوجد غيرها ابدا وان كنت افضل ان يتم العرض في مكان اخر او يقام متحف يسمى متحف المسرح العراقي يتوافر على جميع المقتنيات المسرحية عبر تاريخ المسرح الطويل وقد اخطأ من وضع هذا التاريخ وكأنه امر بسيط وعابر في حياتنا وربما يفسره البعض بقصدية او من دونها، وارى اننا يجب ان نسعى الى ايجاد المتحف لاحقا ويكون محجا لتاريخ نضالي عريق".
واضاف: "اقر ان الدكتور نوفل اخطأ في بعض المفاصل وهو الوجه الاول ولكنه لايتحمل المسؤولية وحده وعليه ومن معه تلافي هذه الاخطاء وايضا نجح ونجح من معه في تقديم مهرجان ممتاز ويجب ان ندرس الاخفاقات والنجاحات وان يعمل الجميع بأسم المسرح العراقي لاتحت يافطة احد ولا تمجيد لاحد فهذا مسرحنا جميعا وعراقنا جميعا واعاتب من يؤكد على السلب وينسى الايجاب نعم هناك اخطاء ولكن قولوا لي من لايعمل لايمكن ان يخطأ وهذا عمل جماعي لافردي ونوفل فرد داخل مجموعة وله الحق بالنجاح مثلما لمعيته وهو يتحمل الفشل ان فشل المهرجان وهذا ما لايريده ايضا".
فيما قال فنان (طلب عدم ذكر اسمه) :"صور.. صور.. في بناية المسرح وفي الجريدة الرسمية للمهرجان وفي الافلام الوثاثقية التي عرضت في افتتاح واختتام المهرجان، كلها للمدير الذي لم تكن له علاقة بفكرة المهرجان المقترحة منذ زمن بعيد".
وتابع بالقول، ان "القضية ليست بسيطة وهي تنم على ضخامة (الانا) لدى السيد المدير العام وان كان بالوكالة لكنه منبهر بالفنانين المصريين والاضواء وسمعت من مقربين منه انه يستعد ليكون وزيرا، وانه يرى ان الوزارة لن تأتيه دون اضواء وتحشيد اعلامي، لذلك يحاول ان يجعل من كل ما في المهرجان له، نراه في حركة دائبة لكن الكثير منها ليست ضرورية له، وكان عليه ان يخفف من تسليط الاضواء عليه لوحده سواء في الصور التي علقت في الباحة الامامية او التي نشرت في جريدة المهرجان وان لا يقبل ذلك، وقد لفت نظري مثلا ان الممثلة المصرية شيرين تقوله عنه (شاعر كبير)، فهل يمكن ان نصدق انها قرأت شعره فعلا ام ان المحرر اجتهد لابراز ذلك من اجل ان يحظى بـ (عفية) من المدير".
واضاف اخر، رفض ذكر اسمه ايضا: "انا ضد ما شاهدناه من صور كثيرة وكبيرة تنتشر داخل اروقة المسرح الوطني، ولا اعتقد ان احدا من المدراء عملها وعليك ان تنظر لوحة الاعلانات لترى عشرات الصور له وعليك ان تسمع ما يذاع داخل المسرح من انشودة كتبها المدير ليبثها دون غيرها من الاناشيد، اعتقد ان الجميع غير راض عن هذا السلوك، وانا حزين ان صور كبار الفنانين الرواد والاعمال المسرحية التاريخية رميت في الممر المظلم قرب المراحيض بعد ان كانت تتسيد الساحة الرئيسية للمسرح وتجملها، لا اريد ان يساء فهم ما تطرقت اليه ولكن اتمنى ان ينتبه المدير الى ان عرض صوره بهذه الكثرة ثلم من نجاحه في تنظيم المهرجان الدولي الكبير".
اما الفنان عدنان شلاش فقال: "البقاء للاسوأ، الان في هذا الزمن البقاء للاسوأ، فمثلما المسرح العراقي مهدم ومنتهي فبالقاء للاسوأ، والمدير العام لدائرة السينما والمسرح حين ارتأى وضع صوره بهذه الكثرة لكي يجير المنجز له، وليس غيره، ولانه صور معرض الفنان علي عيسى يضم الرواد فهو ازالها من الصالة الرئيسية لانهم يزاحمونه على الشهرة، ثم ان هذا المهرجان اصلا من الخطة الخمسية السابقة للدائرة، اما الان فهذا ضحك على الذقون وكلها كذبة تمشي، كل الوجوه ليسوا صادقين حتى مع انفسهم، فكيف مع الاخرين".
وقال الصحافي ثائر القيسي: "من الظواهر التي شاهدناها في اجواء مهرجان بغداد الدولي الاول للمسرح في المسرح الوطني ظاهرة انتشار صور الدكتور نوقل ابو رغيف المدير العام لدائرة السينما والمسرح على نطاق واسع جدا وقد تصدرت واجهة المسرح وحتى الجريدة اليومية التي تصدر عن اللجنة الاعلامية في الدائرة، وهذه الظاهرة اثارت حفيظة الكثير من الجمهور القادم الى المسرح الوطني".
وأضاف، أن "هناك تساؤلات كثيرة : لم هذه البروز المفاجيء للمدير العام وهو شخصية شعرية معروفة ولا يحتاج الى التعريف او الشهرة، ولكن يبدو ان هناك غايات دفينة لدى الدكتور في ان يتواجد دائما في مقدمة الاشياء وهذا خطأ يحسب على الشاعر في ان لا يتخذ من هذا الظهور وسيلة لتأكيد تضخم الانا لديه".