شفق نيوز/ أعلن اليمن عن عدد من حالات الإصابة والوفاة بفيروس كورونا لأول مرة، ورجح مسؤول في مدينة عدن الساحلية الجنوبية زيادة عدد الحالات في الأيام المقبلة.
وعبرت الأمم المتحدة عن خشيتها من تفشي فيروس كورونا المستجد دون اكتشافه في بلد يواجه فيه الملايين المجاعة ويفتقرون إلى الرعاية الطبية، وذلك بعد أن أعلن اليمن عن أول إصابة بكوفيد-19 في محافظة حضرموت الجنوبية في العاشر من أبريل نيسان.
واليمن غارق في الصراع منذ أن أخرجت جماعة الحوثي الحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء، مما دفع تحالف بقيادة السعودية للتدخل في مارس آذار 2015. وأدت الحرب إلى تدمير أنظمة الصحة والصرف الصحي وتفتقر السلطات إلى القدرات اللازمة لإجراء اختبارات الكشف على الفيروس.
وقال وزير الصحة في الحكومة المدعومة من السعودية لقناة اليمن التلفزيونية في وقت متأخر يوم الأربعاء إنه تم الإبلاغ عن خمس إصابات بمرض كوفيد-19 بينها حالتا وفاة في عدن، وأشار إلى أن انتشار أمراض أخرى لها أعراض مشابهة مثل حمى الدنج جعل من الصعب تشخيص العدوى بفيروس كورونا دون إجراء اختبار.
وذكر مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي أعلن يوم الأحد الحكم الذاتي في عدن ومناطق جنوبية أخرى ”لقد كنا جميعا منتظرين هذه اللحظة أن تحدث ومستعدين لها على الرغم من الإمكانيات (الصحية) الشحيحة“.
وقال عبد الناصر الوالي ”نعم هي معاناة أخرى تضاف إلى ما نعانيه لكن يجب علينا أن نتحلى بالثبات والصبر والهدوء... من المرجح جدا أن تزيد الأعداد في الأيام المقبلة.“
ويوم الأربعاء أعلن المجلس الانتقالي، الذي يخوض صراعا على السلطة مع الحكومة المدعومة من السعودية في مقرها المؤقت في الجنوب، حظر التجول الشامل لمدة ثلاثة أيام وإغلاق المساجد.
ومع ذلك تم رفع حظر التجول يوم الخميس بعد أن اشتكى كثير من اليمنيين من أنهم غير مستعدين لمثل هذه الخطوة. وقال خالد مرشد أحد سكان عدن لرويترز ”الحمد لله تراجعوا عن القرار وألغوا حظر التجول قبل نفاد الطعام“.
وذكرت السلطات أن المساجد ستبقى مغلقة لمدة أسبوعين.
وقالت السلطات لرويترز إنها غير قادرة على تعقب ”المريض صفر“ وهي خطوة مهمة في تتبع كل من يحتمل تعرضه للعدوى واحتواء تفشي المرض.
ويقول العاملون في مجال الصحة إن الفيروس يمكن أن ينتشر بسرعة في بلد يعتمد فيه 24 مليون نسمة، أي 80 بالمئة من السكان، على المساعدات ويواجه عشرة ملايين خطر المجاعة.
وذكر مصدران مطلعان لرويترز أن هناك إصابة مؤكدة واحدة على الأقل في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، لكن وزارة الصحة التابعة للجماعة نفت ذلك وقالت إن جميع الحالات المشتبه بإصابتها بكوفيد-19 جاءت نتائج فحوصها سلبية.
ويوم الأربعاء، أعربت لجنة الطوارئ المعنية بفيروس كورونا التابعة للحكومة في عدن عن قلقها من احتمال عدم اعتراف المسؤولين الحوثيين بتفشي الفيروس في العاصمة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى الأسوأ بشأن تأثير كوفيد-19 في اليمن حيث يعاني السكان واحدا من أدنى مستويات المناعة من الأمراض مقارنة بالدول الأخرى.
وذكرت المنظمة في بيان ”إذا نظرنا إلى نمط انتقال العدوى في دول العالم فسنجد ما يدعونا للخوف من أنه، في حالة اليمن، ينتقل وينتشر“.