"سجلت مليون إصابة"، بهذه المعلومة حذر مدير فرع أوروبا في منظمة الصحة العالمية، الخميس، من أن قارة أوروبا ستبقى "في عين الإعصار" بالنسبة لتفشي فيروس كورونا المستجد بالرغم من "مؤشرات مشجعة" في بعض الدول، وذلك في وقت أفادت فيه وكالة الأنباء الفرنسية أن أوروبا سجلت 90 ألف حالة وفاة إثر الجائحة.
في التفاصيل، أوضح هانس كلوغي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت عقده في كوبنهاغن، أنه وعلى الرغم من رصد مؤشرات مشجعة في الأسابيع الأخيرة على صعيد الأرقام في كل من إسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا إلا أن عدد الحالات المعلنة خلال الأيام العشرة الأخيرة في أوروبا تضاعف تقريبا ليقارب المليون".
كما لفت إلى أن الرقم يعني أن حوالي 50% من الإصابات بكوفيد-19 مسجلة في هذه المنطقة.
إيطاليا بالمركز الأول أوروبياً
ما زالت تحتفظ إيطاليا بالمركز الأول بالنسبة لعدد الوفيات في أوروبا، فقد سجلت البلاد 578 حالة وفاة جديدة بسبب وباء كوفيد-19 الأربعاء، ما يعد انخفاضا من 602 في اليوم السابق، بينما تراجع عدد الحالات الجديدة إلى 2667 بانخفاض من 2972 سابقا في استمرار لانخفاض عدد الإصابات اليومية بالبلاد في الآونة الأخيرة.
وكان عدد حالات الإصابة الجديدة هو الأدنى منذ 13 مارس/آذار، لكن العدد اليومي للوفيات لا يزال مرتفعا.
إلى ذلك تراوح عدد الوفيات بين 525 و636 خلال الأحد عشر يوما الماضية، باستثناء الانخفاض الحاد إلى 431 في عيد الفصح يوم الأحد والذي تغير على الفور في اليوم التالي.
ارتفاع الوفيات في إسبانيا
وفي إسبانيا، أعلنت وزارة الصحة الخميس، أن العدد الإجمالي للمتوفين بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 19130 شخصا.
كما ذكرت الوزارة أن 551 شخصا توفوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية مقارنة مع 523 في اليوم السابق.
فيما بلغ العدد الكلي للمصابين في إسبانيا 182816 مقارنة مع 177633 إصابة، الأربعاء.
ألمانيا تحتوي كوفيد 19
بالمقابل، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأربعاء، أن بلادها ستسمح للمتاجر التي تقل مساحتها عن 800 متر مربع بفتح أبوابها مجددا، على أن تستأنف المدارس نشاطها في الرابع من أيار/مايو إذا استمر احتواء وباء كوفيد-19.
فيما تم تمديد حظر التجمعات الكبيرة من مثل البطولات الرياضية والحفلات الموسيقية حتى 31 آب/اغسطس، وفق ما ا=أوردت وثيقة أعدتها ميركل وحكام الولايات الألمانية الـ16 ووزعت على الصحافيين.
ووصل عدد الوفيات في ألمانيا جراء الوباء، 3804 أما الإصابات فبلغ 134754 إصابة.
"سينتشر بقوة" في بريطانيا
بدوره، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الخميس، أن تفشي الفيروس المستجد بدأ يبلغ ذروته في البلاد لكن من السابق لأوانه إلغاء العزل العام لأن الفيروس "سينتشر بقوة" إذا خففت الحكومة إجراءات التباعد الاجتماعي.
وقال هانكوك: "نعتقد أنه من السابق لأوانه إجراء تغيير، على الرغم من أننا نشهد استقرارا في عدد الحالات وكذلك استقرارا في عدد الوفيات فإن الأمر لم يبدأ في الانحسار بعد".
إلى ذلك، أعلن الوزير بأن إجمالي الوفيات في المستشفيات البريطانية زاد 761 شخصا إلى 12868 وفاة حتى الساعة 1600 بتوقيت غرينتش في 14 أبريل/نيسان، على الرغم من أن إحصاءات أوسع نطاقا تشير إلى أن الحصيلة الإجمالية أكبر بكثير، أما إجمالي الإصابات فبلغ 98476 إصابة.
وتابع "إذا خففنا الإجراءات الآن فسوف ينتشر الفيروس بقوة مجددا ولا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك".
4 آلاف وفاة في بلجيكا
من جهتها، أفادت رئيسة وزراء بلجيكا صوفي فيلميس الأربعاء، بتمديد تدابير الإغلاق المفروضة منذ أواسط آذار/مارس بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد إلى الثالث من أيار/مايو ضمنا وحظر تنظيم كل "الأحداث الحاشدة" حتى 31 آب/أغسطس.
وكان من المقرر أن يستمر الإغلاق في بلجيكا حتى 19 نيسان/أبريل. كما لم يتم تحديد أي موعد لإعادة فتح المدارس والشركات التجارية.
بدورها، قالت فيلميس إنه من المقرر أن يعقد اجتماع أزمة جديد الأسبوع المقبل لبحث خطة "الرفع التدريجي للإغلاق" التي ستطبّق اعتبارا من مطلع أيار/مايو، في وقت تخطت فيه حصيلة وفيات كوفيد-19 في بلجيكا 4 آلاف حالة، ووصلت حصيلة الإصابات إلى 30 ألفا.
التعتيم سلاح قاتل
يذكر أن البرلمان الأوروبي كان اعتبر الخميس، أن التعتيم على حقيقة تفشي الفيروس سلاح قاتل. كما شدد على أن تعليق الحريات والخوف والكذب لا يعد سلاحاً ضد الفيروس.
إلى ذلك، اتهم ممثل حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي غونزاليس بونس الصين بإخفاء الحقائق، قائلاً: بكين أخفت الحقيقة حول تفشي المرض وبياناتها كانت مغلوطة".
من جهته، اعتبر عضو البرلمان عن الليبراليين داسيان سيليوز، في جلسة اليوم أن أنانية بعض الدول الأعضاء وضعف المفوضية الأوروبية جعلت بداية إدارة الأزمة لمكافحة الفيروس المستجد، عشوائية.
إلى ذلك، لا يزال العالم يصارع وباء كورونا الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه أسوأ أزمة صحية تواجه العالم، في حين تسعى عدة دول وعلى رأسها الصين وأميركا ودول أوروبية لإنتاج لقاح يقضي على هذا الفيروس المستجد الذي طال حتى الآن أكثر من مليوني شخص حول العالم.