شفق نيوز/ دعت شخصيتان سنيتان عراقيتان نافذتان من واشنطن اليوم الى اقليم سني ضمن عراق فيدرالي وحذرا من خطر ظهور امراء حرب من كل الطوائف العراقية في حال عدم بناء جيش عراقي قوي يمثل جميع المكونات.
وتحدث في معهد بروكينغز الاميركي للدراسات الستراتيجية في واشنطن خلال محاضرتين الاثنين رافع العيساوي القيادي عن محافظة الانبار وزير المالية السابق وأثيل النجيفي محافظ نينوى والقيادي في تحالف القوى العراقية عن اوضاع البلاد والعلاقة بين مكوناتها والحرب ضد تنظيم "داعش" .
واشار العيساوي الى انه بدون قوات امن مؤسساتية سيظهر في العراق أمراء حرب من جميع الطوائف وشدد على ضرورة بناء جيش يمثل جميع المكونات العراقية من اجل عدم تكرار سيناريو احتلال مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية من قبل تنظيم "داعش".
وعن البرنامج السياسي لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي انبثقت على اساسه هذه الحكومة في ايلول الماضي اشار العيساوي الى انه برنامج مقبول بالنسبة للسنة مشترطا تحديد جدول زمني لتنفيذ بنوده .. واوضح ان العبادي يسعى لتحسين واقع البلاد لكن الاوضاع الاقتصادية صعبة.
ودعا الى تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن الادارة الاميركية وحكومة بغداد المركزية والمقاتلين المحليين في المحافظات التي تشهد مواجهات ضد "داعش" لتنسيق الجهود ضد التنظيم.
وعن مواقف السنة من اوضاع البلاد الحالية اكد انهم لايقبلون بحلول غير قانونية او دستورية لمشاكلهم .. مشددا على انه لا يمكن تحرير المناطق السنية بدون مساعدة ابنائها مؤكدا ان السنة عراقيون وطنيون وحلفاء ويملكون امكانيات واسعة لخدمة بلدهم.
وعقب ذلك اجرى العيساوي مباحثات مع الجنرال بترايوس مدير وكالة المخابرات الاميركية (سي آي أي) سابقا والجنرال آلن المنسق العام لقوات التحالف الدولي ضد "داعش" تناولت اخر مستجدات الأوضاع في المحافظات السنية وخاصة محافظتي نينوى والأنبار اللتين تواجهان سيطرة التنظيم.
ودعا العيساوي الى تكريس جميع الجهود والامكانات العسكرية لمحاربة "داعش" واخراجها من هذه المحافظات بأسرع وقت . واشار الى انه من الضروري جداً تنسيق العمل بين قوات التحالف وبين الحشد الوطني في محافظة نينوى وبين العشائرفي الأنبار منوها الى ان تسليح العشائر السنية ماضٍ وقريب جدا.
ومن جانبه اكد الجنرال آلن ان"قوات التحالف الدولي ستساند وبقوة العشائر السنية في الحرب على "داعش"، فيما قال بترايوس إن "المعركة مع داعش لن تكون سهلة ولذلك لابد من تكاتف الجميع وخصوصاً في الفترة المقبلة".
ومن جهته كشف محافظ نينوى أثيل النجيفي خلال محاضرته امام معهد بروكينغز للدراسات الستراتيجية في واشنطن عن قيام قوات خاصة تركية واميركية وكندية حاليا بتدريب القوات العراقية من اجل خوض معركة تحرير الموصل عاصمة المحافظة.
واشار الى ان السنة بحاجة الى خطوات ملموسة تحقق مطالبهم من اجل تحقيق المصالحة الوطنية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي، داعيا الى اقليم سني في عراق فيدرالي وفقا لدستور البلاد.
وشدد على اهمية انتخاب سكان محافظة نينوى لممثليهم بعد تحرير المحافظة من سيطرة "داعش" مؤكدا ترحيبه بمراقبين دوليين لمراقبة عملية الانتخاب.
واكد على ضرورة الذهاب الى تقاسم الصلاحيات في العراق بانشاء اقاليم جغرافية، موضحا انه لابديل عن اهالي نينوى في تحرير محافظتهم .. مضيفا ان اهالي نينوى يحتاجون الى امل بأن مستقبلهم سيختلف عما كان عليه قبل سقوط الموصل بيد "داعش".
وشرح النجيفي رؤيته لتشكيل الاقاليم مشيرا الى انه لابد ان تكون على مرحلتين الاولى في انشاء اقليم جغرافي لمحافظة نينوى بحدود المحافظة الإدارية ثم تأتي مرحلة المفاوضات بعد ذلك مع الأقاليم او المحافظات المجاورة لتنظيم العلاقة بينهم.. مشددا على ان جميع هذه الخطوات يجب ان تكون وفق ما اقره ونص عليه الدستور العراقي.
وتأتي زيارة العيساوي والنجيفي هذه الى واشنطن لمناقشة قضايا تخص اهل السنة ومخاوفهم من التهميش منها تسليح العشائر وابقاء مدينة النخيب ضمن محافظة اﻻنبار وطرد "داعش" منها ومن نينوى وعودة النازحين الى مناطقهم.
وتأتي مباحثات العيساوي والنجيفي في واشنطن بعد ثلاثة ايام من مباحثات مماثلة اجراها هناك ايضا رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ونائبه جو بايدن حول تسليح قوات البيشمركة لمواجهة تنظيم "داعش".
وجاء تواجد القادة السنة والكورد في واشنطن بعد اسبوع واحد من تصويت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي لصالح قانون ينص على التعامل مع سنة العراق وكورده باعتبارهما دولتين وتسليحهما بمعزل عن الحكومة المركزية وهو قانون لقي معارضة شديدة وادانة واسعة من حكومة بغداد والقوى الشيعية في البلاد.