خرج أعضاء فرق دراجات نارية متنافسة في العراق بملابسهم الجلدية وقبعاتهم السوداء وشاركوا في شبه دوائر بحفل راقص وأخذوا يلوحون بعصي مضيئة لامعة بينما يرفعون أذرعهم التي يغطيها الوشم.
وكانت حلقة أو دائرة نادي المغول للدراجات النارية واحدة من دوائر عديدة حفل بها مهرجان الصيف الذي تنظمه شركة رايوت جير والذي أقيم في الاستاد الرياضي وسط بغداد.
وكان المشهد مغايرا تماما للصور التي اعتادت وسائل الإعلام نقلها من مدينة العنف والفوضى. لكن بعد نحو عامين من إعلان العراق النصر التام على تنظيم الدولة الإسلامية، تعيد العاصمة العراقية بهدوء تشكيل هيئتها.
ومنذ أن بدأت إزالة الأسوار التي كانت تحيط بما عُرف باسم المنطقة الخضراء في بغداد، والتي كانت سمة للمدينة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 والذي أطاح بصدام حسين، بدأت المدينة تستعيد حياتها المعتادة.
وقال أرشد هيبت (30 عاما)، وهو مخرج سينمائي ومؤسس شركة رايوت جير التي تنظم هذه الحفلات، إن الشركة نظمت هذا الحفل حتى يعلم الناس أن العراق به هذه الثقافة وبه أناس يحبون الحياة والموسيقى.
وسبق لشركة رايوت جير أن نظمت حفلات مماثلة في العراق قبل ذلك لكن حفل يوم الجمعة (16 أغسطس آب) كان الأول المفتوح للجمهور.
وبدأ الحفل باستعرض شبان سياراتهم ودراجاتهم النارية المستوردة المعدلة. ومع حلول الليل تحول الحدث إلى حفل موسيقى راقص.
وعزف فريق الهيب هوب العراقي، ترايب أوف مونسترز، مزيجا من الموسيقى المختلفة بينما كان شبان يرقصون ويتمايلون وسط أضواء قوية وأجهزة تصدر دخانا ويبثون حفلهم مباشرة على موقعي سناب شات وانستجرام.
وكان الحفل مزيجا رائعا من الثقافات الفرعية المزدهرة في بغداد حيث ضم سائقين ولاعبين وغيرهم. وأكثر شيء كان مشتركا بين الحضور هو أنهم لم يحضروا أبدا حفلا كهذا في العراق من قبل.
وقال شاب من الحضور يدعى مصطفى أسامة (21 عاما) ”يعني إحنا الحقيقة متفاجئين وفرحانين إنه نشوف هذا الشيء بالعراق أول مرة، يعني بنشوف هذه الحفلات بالتلفزيون وبالأفلام، والحقيقة لا أعرف أصف لك شعوري وأنا أرى ذلك بالعراق“.
وعلى الرغم من هيمنة الشبان على الحفل، حضرت فتيات كثيرات ورقصن قرب المسرح الرئيسي وبدا أنهن مستمتعات للغاية. وحرص منظمو الحفل على وجود ”قسم عائلي“ بحيث يمكن لمجموعات من النساء والعائلات والأزواج الرقص معا بعيدًا عن الحشد المتحمس.
ومن بين من حضرن الحفل فتاة ذكرت أن اسمها الأول عين ورفضت ذكر اسم عائلتها وقالت لتلفزيون رويترز ”طبعا هذا الحفل كله بيسعد، مبادرة جدا جميلة إنه يصير بالعراق لأن إحنا نحتاج مثل هذه الحفلات حتى تصير اختلاف ثقافات واختلاطها هنا بالعراق“.