شفق نيوز/ روت "أم جنات" جانبا مظلما من قصة انضمامها لتنظيم داعش في مدينة الموصل حيث كانت مسؤولة عن جلد النساء اللاتي يخالفن أوامر التنظيم الذي استولى على مدينة الموصل وما حولها في منتصف عام 2014.
و"أم جنات" أو هكذا أرادت أن تلقب نفسها، كانت تجلد النساء بلا هوادة طيلة الفترة الماضية، لدرجة أن البعض بات يطلق عليها "ملكة الجلادات" أو "ملكة التعنيف".
وفرت "أم جنات" واسمها (ياس خضر محمود) بعدما باتت القوات العراقية تضيق الخناق على آخر معاقل داعش في الشطر الغربي لمدينة الموصل. لم ترزق "الجلادة" بأي طفل رغم أنها تزوجت مرتين.
وحين حاولت الاندساس بين النازحين للوصول إلى احد المخيمات في كوردستان، اعتقلتها قوات الأمن الكوردية وأودعتها في سجن خاص تحت حراسة أمنية مشددة.
وتقول الجلادة في مقابلة حصرية مع كوردستان24 إن إحدى النساء ساعدتها للانضمام ضمن كتيبة الخنساء كشرطة نسائية لفرض "الحسبة" وتنفيذ دوريات في الشوارع.
وفرض تنظيم داعش تفسيرا متشددا للإسلام في الموصل والمناطق التي استولى عليها، وأمر جميع النساء بتغطية كل ما يمكن تغطيته من الجسد.
وقالت الجلاّدة "التي لا ترتدي الكفوف نجلدها.. التي لا ترتدي الجوارب أيضا نجلدها.. حتى التي تُظهر عينيها (أيضا يتم جلدها)".
وقالت إنها جلدت ما يقرب من مئة امرأة بواسطة أسلاك كهربائية، وإن النساء كن يصرخن، لكنها لم تكن تملك سوى مواصلة تعذيبهن.
وبينت أن عملها كان في منطقة باب الطوب الواقعة في المدينة القديمة وسط الشطر الغربي للموصل.
وتتلقى ياس خضر نحو 50 ألف دينار (ما يعادل 40 دولارا) لقاء عملها.
وحينما سألت عن الدوافع قالت ياس خضر "هم (أمراء داعش) يصدرون الأوامر ونحن ننفذها".
وذكرت أنها لا علم لها بأسماء الأمراء، وتابعت "هم عراقيون لكنهم يرفضون كشف أسمائهم".
وسئلت عن مدة عملها مع أعضاء داعش فأجابت "بقيت معهم بحدود شهرين"، وقالت إن الدافع المادي كان السبب الرئيسي الذي دفعها للانخراط بالعمل مع التنظيم المتطرف.
وتابعت "لا يوجد احد يصرف علينا.. ابي متوفي".
وقتل شقيق "الجلادة" واسمه محمود (22 عاما) في الموصل، بينما كان يقاتل في صفوف داعش أما زوجها الجديد والذي يصغرها كثيرا، فهو الآخر معتقل.
وسردت ياس خضر شيئا عن حياتها الخاصة قبل الهجوم الخاطف لتنظيم داعش على الموصل، وقالت إنها كانت متزوجة من قريب لها قبل أن تُطلق.
وتابعت "تطلقت منه منذ 15 عاما".
وعندما سألت عن حياتها الخاصة أثناء حكم داعش للموصل قالت خضر "بعد ما جاء داعش تعرفت إلى رجل.. عن حب"، وأشارت إلى أن اسمه نور الدين احمد طه وهو من سكنة الموصل فيما تسكن أسرته في حي التنك الذي لا يزال خاضعا تحت سيطرة داعش.
وأضافت أن زوجها البالغ من العمر 18 عاما معتقل الآن في "سجن الأحداث".
وقالت ياس خضر إنها تلقت تدريبا على استخدام السلاح لاسيما الكلاشينوف وإنها باتت تجيد استخدامه.
وحينما سئلت عما إذا كانت نادمة، قالت الجلاّدة "نعم ندمانة.. ندمانة كثيرا.. تندمت من صرت معهم".
ووصفت حكم داعش بأنه "مذلة".
وتتلقى "الجلادة" شأنها شأن العديد من الموقوفين في سجون إقليم كوردستان معاملة جيدة.
وتظهر قصة "الجلادة" حجم التعقيد الذي سيعقب مرحلة ما بعد التخلص من تنظيم داعش في الموصل، حيث عملت نساء أخريات مع التنظيم.