شفق نيوز/ بدأت علامات الحياة تظهر مجددا في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد نحو اربعة اشهر من استعادتها من تنظيم داعش اثر معارك عنيفة.
وتقول مصادر محلية ان نحو 8 الاف اسرة عادت فعليا الى المدينة من اصل 370 ألف نسمة فروا منها في اعقاب سيطرة داعش عليها في صيف العام الماضي، وقصد معظمهم محافظة كركوك المجاورة.
وكان من تبقى من السكان قد لحق بالنازحين عندما بدأت القوات العراقية ومقاتلو الحشد الشعبي بشن حملة لاستعادة المدينة في مطلع اذار الماضي.
وانسحب اغلب افراد الحشد الشعبي من داخل المدينة ويرابطون في اطرافها وتنتشر فيها الان قوات من الفرقة الذهبية والشرطة المحلية التي تتبع المحافظة بالاضافة الى عدد قليل من المقاتلين السنة المناوئين لداعش.
ويعم الهدوء داخل المدينة، التي يقطنها السنة، لكن الوضع لايزال مرتبكا في محيطها حيث تشهد بين فترة واخرى هجمات من المتشددين وكذلك في بلدة بيجي الواقعة على بعد 45 كلم شمالا.
وهذه الهجمات اضافة الى تدمير واسع لحق بالبنية الاساسية للخدمات ومنازل السكان تشكل هاجسا لدى النازحين من العودة الى منازلهم.
ويقول عمر التكريتي وهو رجل اربعيني في تكريت لشفق نيوز انه عاد قبل ايام للاطمئنان على منزله بعدما كان متخوفا من العودة بسبب ما قيل عن وجود "مليشيات" واستمرار اعمال السلب والنهب والانتهاكات بحق المدنيين.
لكن التكريتي يقول انه وجد بدلا من ذلك مدينة يعمها الهدوء. وانه ينتظر عودة عائلته من كركوك.
ورغم الهدوء الذي تحدث عنه التكريتي لكن شوارع المدينة تبدو شبه خاوية من سكانها وتنعدم مظاهر الحياة المعتادة ويفضل الكثير من العائدين ملازمة منازلهم.
وكانت المدينة مسرحا لاعمال نهب وحرق واسعة النطاق في اعقاب استعادتها من داعش في اواخر اذار الماضي. وتم توجيه اصابع الاتهام الى الحشد الشعبي، ذي الغالبية الشيعية.
ورفض القائمون على الحشد تلك الاتهامات وقالوا ان عناصر غير منضبطة تقف وراءها. لكن في المحصلة زادت تلك الحوادث من مخاوف السكان واثرت على قرار عودتهم سريعا.
وقال محمد عباس الذي كان برفقة صديقه وعادا مؤخرا للمدينة انه وجد ابنية مدمرة ومنازل مشرعة الابواب ومنهوبة، لكن الناس يحاولون ترتيب اوضاعهم مجددا.
وتقول الحكومة المحلية انها سعت منذ استعادة المدينة لتوفير الخدمات الاساسية واعادة الحياة لاوصال المدينة بشكل عام.
وقال عمر الشنداح قائممقام المدينة لشفق نيوز انه “منذ اليوم الاول للتحرير نهاية اذار / مارس بدأ مع الجهود الخدمية لاعادة توصيل الخدمات الاساسية من البلدية والماء والكهرباء واكثرها انجز".
واضاف الشنداح ان “الاهم هو اعادة بناء الجسر الكونكريتي الذي يربط تكريت بناحية العلم (شرقا) ومن ثم كركوك وهو طريق هام للمدينة يربطها بالناحية ومحافظة كركوك وايضا مدينة الدور وقرية البو عجيل”.
وتابع انهم يدعون السكان المتبقين الى العودة الى المدينة.
وسيطر تنظيم داعش على تكريت بعد يوم واحد من السيطرة على الموصل في حزيران الماضي واعدم نحو 1700 طالب عسكري بعدما اقتادهم من قرب قاعدة سبايكر الجوية شمال المدينة.
ولكن المتشددين خسروا المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها بعدما تقدمت القوات العراقية المدعومة بالحشد الشعبي نحو تكريت وسيطروا عليها خلال حملة عسكرية استمرت شهرا.