شفق نيوز/ طالب شيوخ ووجهاء منطقة قضاء الجبايش بمحافظة الناصرية جنوبي العراق حكومتهم بوقف الاعتداء التركي على مياه دجلة والفرات والاهوار العراقية، مع انخفاض منسوب المياه في منطقتهم.
وخلال خيمة تحت يافطة "إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية"، اعلن اعيان قضاء الجبايش وقوفهم مع الحملة القائمة منذ عام 2012، مشددين على ضرورة تعجيل تدخل الدولة لضمان توزيع اكثر عدلا لحصص المياه.
وتعاني مساحات واسعة من منطقة اهوار الجبايش من الجفاف بسبب شح المياه القادمة من نهر الفرات تحت وقع قلة الاطلاقات من الجانب التركي وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على محافظات فيها محطات وسدود مائية في العراق وسوريا وعبثه بها، مما أثر على كميات المياه الواردة في نهر الفرات.
والأهوار عبارة عن مجموعة من المسطحات المائية، التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة جنوبي السهل الرسوبي العراقي، وتعتبر أكبر نظام بيئي من نوعه في الشرق الأوسط وغربي آسيا.
وتبلغ مساحة المستنقع المائي الشاسع، نحو 16 ألف كيلو متر مربع، وتمتد بين ثلاث محافظات جنوبية هي ميسان، وذي قار، والبصرة.
وطالب المجتمعون حكومة العيادي بالتحرك على عدة وجهات وعدم التركيز فقط على وزارة الموارد المائية، مشددين على ان أسباب جفاف الاهوار تتحملها الحكومية العراقية ككل.
وأشار الشيوخ إلى أهمية التوجه للمرجعيات الدينية وقادة الكتل السياسية، لإطلاعهم على ما وصلت إليه المنطقة وما ستكون عليه لو استمر الصمت على الكارثة.
وحمل القائمون على حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار وزارة الموارد المائية العراقية مسؤولية التعامل بالمحاصصة المناطقية خلال تحويل حصة مياه الاهوار إلى محافظة النجف لغرض زراعة الشلب في ناحية المشخاب، مع تأكيدهم على أهمية توزيع الحصة المائية بصورة صحيحة والتركيز على أهم المناطق التي يمكن الاستفادة منها لإنعاش اقتصاد البلد.
ويحاول العراق المناورة عبر بتعويض النقص بالاعتماد على نهر دجلة وتمرير قسم من المياه إلى نهر الفرات أو مناطق كانت تعتمد على مياه الفرات.
ويبدو ان هذه المناورة لن تكون متاحة في القريب العاجل ما لم تتحرك الحكومة العراقية بسرعة مع استمرار بناء سد اليسو التركي الأول والأكبر من نوعه على نهر دجلة مستمر مما يعني ان الكارثة التي حلت بنهر الفرات من جراء تراكم السدود التركية عليه في طريقها للتكرار مع نهر دجلة.
وبالرغم من انجاز قسم كبير من منشئات سد اليسو من الجانب التركي إلا انه وليومنا هذا لم يكتمل. وتطالب الحملة بوقفه وان يكون للعراق موقف ايجابي بهذا الخصوص، خصوصا وان عدم التحرك يعني ضمنياً ضوءا اخضر لتركيا لمواصلة بناء سدود اخرى على نهر دجلة مثل سد جزرة وغيرها.
واستمر خيمت حملة إنقاذ نهر دجلة والاهوار العراقية لمدة ثلاثة أيام من اجل التنسيق لإقامة أنشطة وفعاليات مختلفة للحملة في منطقة الاهوار خلال سنة 2016، ومن بينها تعريف العراقيين والعالم بواقع الاهوار العراقية، وما آلت إليه من هجرة السكان وجفاف المياه فيها.
وتضمن المخيم عدد من الفعاليات والأنشطة، حيث تم تنظيم جولة في الاهوار، أستطاع المشاركون من الوصول إلى نقاط مهمة داخل الاهوار، من أجل اللقاء بسكان المنطقة والإطلاع على واقع الاهوار عن قرب، وأكد السكان تأثرهم الكبير بانخفاض المياه وجفاف الكثير من المساحات بما دفع كثيرا منهم الى الهجرة إلى مناطق أخرى.
ووضع المشاركين في المخيم خطتهم لتوسيع الحملة لكي تستهدف كل شرائح المجتمع العراقي والدولي، من اجل الضغط على الجهات المعنية بإيقاف بناء السدود التي تساهم بخلق أزمة مياه إقليمية وداخلية قد تنتج عنها حروب وأزمات يمكن تسميتها بـ "حروب المياه".
وساهم في المخيم نخبة من نشطاء الحملة من المتطوعين، وشهدت فعالياته تنظيم المنتدى الاجتماعي العراقي بالتعاون مع شبكة أنسم للإعلام المجتمعي ومبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي.
يذكر ان وزير البيئة العراقي اعلن في وقت سابق عن اعداد ملف وطني خاص بادراج الاهوار العراقية ضمن لائحة التراث الانساني لما تمثله هذه المناطق الرطبة من اهمية كبيرة في التنوع الاحيائي والبيئي، وسط تحذيرات رسمية من نزوح أكثر من مئة ألف عراقي بسبب جفاف الأهوار.