شفق نيوز/ تشهد مناطق عدة في محافظة ديالى في الآونة الاخيرة عمليات شبه يومية لتنظيم داعش الارهابي، يذهب ضحيتها مدنيون ومن القوات الامنية؛ ولقد ادى انعدام التنسيق بين القوى الامنية الاتحادية وقوات البيشمركة والاسايش، وتقاطع اهدافهم بحسب المراقبين، الى نمو التنظيمات الارهابية وتغولها وتوفير بيئة آمنة لتحركاتها؛ ومن هنا تنبثق المطالب بعودة البيشمركة الى تلك المناطق والتنسيق مع القوات الامنية العراقية لدحر الارهابيين وتحقيق الاستقرار.
ويتطلع سكان المناطق المتنازع عليها في ديالى والمناطق المحيطة بها لعودة الاستقرار الامني بعد تفاهمات واتفاقات بين الوزارات الامنية والاحزاب الكوردية لعودة البيشمركة والاسايش
وبهذا الصدد، يكشف النائب عن الاتحاد الوطني الكوردستاني في ديالى، شيركو محمد، عن تفاهمات عملية مع السلطات الامنية لاطلاق خطة امنية تنسيقية بين القوات الاتحادية والبيشمركة والاسايش لمعالجة الخلل الامني في المناطق المتنازع عليها وقضاء خانقين.
ويقول لوكالة شفق نيوز، ان الاجتماعات والمباحثات بين الوفد الكوردي مع ادارة ديالى والوزارات الامنية اثمرت عن اتفاقات عملية لاطلاق خطط امنية مشتركة بين قوات الامن والبيشمركة والاسايش في المناطق المتنازع عليها"، مشيرا الى ان الامر يركز خاصة على قضاء خانقين الذي شهد انحدارا امنيا سيئا في الفترات الماضية.
من جانبها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام محلية تناقلت انباء تنظيم تظاهرة عشائرية في جلولاء 70 كم شمال شرقي بعقوبة ترفض عودة البيشمركة.
وبهذا الصدد يقول المدون الاجتماعي، برهان زنكنة، لوكالة شفق نيوز "طالعت صورا لكثير من ابناء العشائر المشاركين بتظاهرات رفض عودة البيشمركة وهم الوجوه نفسها التي ارتدت علم كوردستان ابان استفتاء الانفصال عام 2017"، عادا ما خرجت به التظاهرات بعيدة عن تطلعات سكان المناطق المتنازع عليها من شتى القوميات.
ويضيف زنكنة، ان على الحكومة ومحافظة ديالى الحذر ممن اسماهم "المتلونين واصحاب المصالح الضيقة"، في اشارة منه الى بعض "المحسوبين على العشائر"، مكتفيا بالقول"على الجهات الامنية مراجعة ومتابعة اعمال التحريض والاساءة للقوات الامنية والحشد الشعبي من قبل بعض الوجهاء الذين يدعون حمل مصالح ابناء المناطق المتنازع عليها".
ويرى مدير ناحية السعدية احمد ثامر الزركوشي، ان "تظاهرات بعض ابناء العشائر ورفضهم لعودة البيشمركة حق كفله الدستور بالتعبير عن حرية الرأي الا ان لكل فرد او جهة اختصاصه ولا يحق تجاوز الحدود والاختصاصات".
ويعد الزركوشي في حديثه لوكالة شفق نيوز، عودة القوات الكوردية الى مناطق ديالى او رفض عودتها شأن يخص الوزارات والسلطات الامنية وهي الادرى والاعرف بملف الامن وتداعياته، داعيا ابناء العشائر والمواطنين الى التعاون بالمعلومات وتعضيد دور القوات الامنية في التصدي لتهديدات وخطر عصابات داعش الارهابية.
عضو مجلس محافظة ديالى المنحل، زاهد طاهر الدلوي، يبين بدوره، ان الجهات المعنية برفض دخول البيشمركة او السماح لها هي الحكومة المحلية والقاده الامنيين مع اعتبار حق التظاهر والتعبير ممارسة ديمقراطية شريطة الابتعاد عن التشهير والاساءة لقوات البيشمركة التي قدمت قوافل من الشهداء لتحرير جلولاء من داعش الارهابي عام 2014 وبسط الامن والاستقرار، مشيرا الى "قيام جهات مختصة برفع دعاوى قضائية بحق المسيئين لابناء وشهداء البيشمركة".
ويذكّر الدلوي في حديثه لوكالة شفق نيوز "ان قوات البيشمركة اعطت ١٧٢ شهيداً من اجل تحرير جلولاء"، منتقدا "ما قامت به عناصر امنية عام 2017 بازاحة صور الشهداء من امام سيطرة مدخل جلولاء ومن بعدها قاموا بازاحة صورة الرئيس الراحل مام جلال وهنا تكمن مخاوفهم وليس ما قالوه بالاعلام وهؤلاء يريدون التصعيد في هذه البقعة من ديالى ويريدون ان يجروا المنطقة الى صراع قومي لا تستطيع تحمل عواقبه".
ويزيد في حديثه "كان الاجدر بهم ان يتظاهروا ويدافعوا بهذا العدد عندما احتلت جلولاء من قبل عدة دواعش لم يتجاوز عددهم اصابع اليد"، متسائلاً "هل البيشمركة مسؤولة عما جرى في جرف الصخر وحزام بغداد وشمالي المقدادية والمنصورية والسعدية".
ويضيف الدلوي ان "قرارات العودة صدرت والمظاهرات لاتقدم ولا تؤخر“.
ويكشف الدلوي "ان كثيرا ممن نظموا تظاهرات جلولاء المحدودة قاموا بسب الحشد الشعبي والقوات الامنية واطلاق شعارات طائفية موثقة بفديوهات ابان تواجدهم في مخيمات النزوح في كوردستان واطراف خانقين".
ويعد الدلوي عودة البيشمركة الى ديالى تهديد لـ"اعوان داعش والمتآمرين واحياء الحقول الزراعية والبساتين التي هجرها اصحابها من 3 سنوات هربا من عبوات وكمائن داعش الارهابي".
وتعرضت مناطق اطراف خانقين 105 كم شمال شرقي بعقوبة في الأشهر الماضية الى حوادث وهجمات بالعبوات الناسفة تسببت بوقوع ضحايا واصابات من مدنيين وعناصر امنية فيما عزا المختصون أسباب الهجمات الى تسلل إرهابيين فارين من محافظات أخرى الى اطراف خانقين .
وتشهد خانقين ارتفاعا واضحا في معدلات الخروقات الامنية التي اصبحت بشكل شبه يومي بعد انسحاب قوات البيشمركة عام 2017 التي كانت منتشرة في المنطقة و تسيطر عليها امنياً حتى قبل انسحابها امام تقدم القوات العراقية .