شفق نيوز/ يقول مسؤولون وسياسيون عراقيون ان الحملة العسكرية التي انطلقت في وقت سابق يوم الاثنين قد لا تستغرق وقتا طويلا لطرد متشددي تنظيم داعش من محافظة الانبار، لكن المخاوف تثار بشأن مصير 110 الاف مدني يعيشون في الفلوجة والرمادي اللتين ستكونان مسرحا للمعارك في الاسابيع المقبلة.
وكانت الفلوجة الفلوجة اول مدينة عراقية تسقط كاملة بيد داعش في مطلع كانون الثاني / يناير من العام الماضي، قبل ان يشن المتشددون هجوما واسعا في حزيران يونيو ويسيطروا على نحو ثلث مساحة العراق ومن ثم توسعوا في محافظة الانبار الصحراوية الشاسعة.
وظلت الرمادي وهي مركز المحافظة تقاوم المتشددين لعام ونصف العام حتى سقطت قبل اشهر قليلة بيد داعش، ولا تسيطر الحكومة العراقية حاليا سوى على بلدات حديثة والخالدية والبغدادي والحبانية.
واعلنت السلطات العسكرية العليا في البلاد اليوم بدء حملة عسكرية واسعة لطرد داعش من الانبار وبدأت القوات العراقية تتقدم باتجاه المدن الرئيسة وخاصة الفلوجة والرمادي.
ويامل قادة العراق في تحقيق نصر سريع على غرار الحملة التي افضت قبل اشهر قليلة الى طرد المتشددين من تكريت مركز محافظة صلاح الدين والمناطق المحيطة بها خلال شهر واحد فقط.
وللانبار طابع مشابه لتكريت من حيث التركيبة السكانية التي يغلب عليها ابناء الطائفة السنية والحياة العشائرية وكذلك وجود مناوئين كثر لتنظيم داعش من ابناء العشائر التي نكل بهم المتشددون.
غير ان جغرافية المحافظة الصحراوية الشاسعة التي تتصل بحدود مع ثلاث دول هي السعودية والاردن وسوريا قد تصعب من الحملة العسكرية العراقية.
وتشكل الحدود السورية الخطر الاكبر على القوات العراقية نظرا لان المتشددين سيتلقون منها امدادات مستمرة من الاراضي التي يسيطرون عليها في الطرف المقابل.
ويقول عيد عماش الكربولي عضو مجلس الانبار والمتحدث باسمه ان "تنظيم داعش عندما يرى شدة القتال ينسحب من دون مقاومة وهذا ما يجعلنا نشعر بأن تحرير الرمادي او الفلوجة قد لا يختلف عن تكريت".
واضاف ان "المخاوف تمكن فقط على حياة المدنيين الذين يوجد منهم نحو 60 الفا في الفلوجة و50 الفا في الرمادي ولا يستطيعون الفرار وهذا لم يكن موجودا في تكريت التي كانت خالية".
وتابع الكربولي لـشفق نيوز ان "البنى التحتية في الانبار اصلا تعاني من الخراب ففي الرمادي هناك احياء مدمرة وفي الفلوجة فأن القصف المستمر تسبب بتدمير الكثير من مبانيها لذلك نتوقع ان تشهد المدينتان خرابا اكثر في البنى اذا ظل القصف المدفعي عن بعد يدكهما وهذا سيصعب من مهمة اعادة اعمار المدينتين".
وفي وقت سابق اليوم اطلع رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي على تقدم القطعات العسكرية والامنية بعد انطلاق عمليات تحرير الانبار فجر اليوم.
وجاء ذلك خلال زيارة العبادي قيادة العمليات المشتركة واشرافه المباشر على العمليات والخطط لتحرير الانبار بحسب المكتب الاعلامي.
وقال العبادي إن "سواعد ابطال قواتنا المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وابناء العشائر سيزفون بشرى النصر لتحرير الانبار عن قريب ان شاء الله".
ويلعب مقاتلو الحشد الشعبي دورا رئيسيا في الحملة العسكرية الى جانب قوات الجيش والشرطة وابناء العشائر السنية.
وسبق للولايات المتحدة ان حثت بغداد على عدم الزج بالحشد الشعبي في المناطق ذات الكثافة السكانية السنية خوفا من تداعيات طائفية.
لكن السياسي المستقل من محافظة الانبار غانم العيفان يرى ان بدء عملية التحرير جاءت بالتراضي بين الاطراف الدولية الموجودة في المشهد الامني العراقي.
وقال غانم لـشفق نيوز ان "جميع الدولة التي تقدم الدعم لقتال داعش في العراق كانت متوافقة حول بدء العمليات"، مشيرا الى ان "ذلك طوى الخلافات التي كانت موجودة واخرت بدء العمليات خصوصا بين الجانبين الايراني والامريكي".
واضاف ان "ضعف التوافق في القرار العراقي وتشتته اعاق من امكانية اخراج البلد من ساحة الصراع الدولي خصوصا ان المناخ السياسي العراقي مناخ منخفض يتأثر سلبا بالدول الإقليمية".