شفق نيوز/ اثار قيام السلطات المحلية في قضاء خانقين بمحافظة ديالى، برفع آثار تعود للحرب العالمية الاولى جدلا واسعا بينها وبين الاوساط المدنية والثقافية في القضاء.
ففي حين اكدت ادارة خانقين انها رفعت عددا من الملاجئ الاثرية التي تعود لجنود روس ابان الحرب العالمية الثانية بناء على مطالب المزارعين بسبب وقوعها ضمن الاراضي الزراعية، عدت منظمات مدنية وثقافية الامر تدميرا لمعالم واثار وتاريخ خانقين الذي يمتد لمئات السنين، منتقدة موقف هيئة الاثار وحكومة ديالى ووزارة السياحة والاثار حيال ما تتعرض له المواقع الاثرية في ديالى بشكل عام.
والملاجئ الروسية عبارة عن بيوت صغيرة من الحجر استخدمها الروس خلال المعارك التي خاضوها ضد الجيش العثماني للفترة من 1900 الى 1925.
وقال رئيس مجلس خانقين المحلي سمير محمد نور لشفق نيوز، ان مزارعين طالبوا برفع المواضع او الملاجئ الاثرية ضمن اراضيهم بغية استغلالها لاغراض الزراعة، مشيرا الى ان ادارة خانقين استجابت لمطالب المزارعين وتم رفع المواضع من قبل البلدية وتأمينها في مكان اخر دون الحاق اي اضرار او تدمير بأي جزء منها، من دون ان يحدد المكان الذي نقلت اليه تلك الاثار.
واضاف ان ادارته خاطبت مديرية الدفاع المدني لرفع الملاجئ ونقلها لمكان اخر الا ان الاخير رفضت واكدت انها معنية برفع الملاجئ ما بعد الحرب العراقية الايرانية.
واكد نور ان خانقين خاطبت دائرة الاثار في المحافظة لمعرفة عائدية تلك الملاجئ واتخاذ اجراءات تضمن الحفاظ عليها، مؤكدة حرصها على حماية المواقع الاثرية المهمة للمحافظة.
من جانبها عدت عضو لجنة الدفاع عن المصالح العليا في خانقين رابعة عباس، نقل المواضع الاثرية للجنود الروس تدميرا لمعالم واثار وتاريخ خانقين الذي يمتد لمئات السنين، منتقدة موقف هيئة الاثار وحكومة ديالى ووزارة السياحة والاثار حيال ما تتعرض له المواقع الاثرية في ديالى بشكل عام.
وانتقدت عباس في حديثها لشفق نيوز، موقف ادارة خانقين من نقل المعلم الاثري للجنود الروس من دون اي مراعاة لما يشكله المعلم من اهمية تاريخية على مدار السنين الماضية، مبينة ان نقل الموضع الاثري والتلاعب به مصالح ضيقة بعيدة عن مصالح وتاريخ خانقين "الشامخ".
وتساءلت "لماذ لم يطالب المزارعون او اي جهة بنقل الموضع الاثري منذ اكثر من قرن؟" عادة نقل الموضع تدميرا لتاريخ وارث خانقين "وهو فعل مشابه لما ارتكبه داعش حيال الاثار في الموصل".
واتهمت عباس ادارة خانقين بانتهاك حرمة الاثار دون الانصياع للمطالب التي اطلقها الناشطون المدنيون والثقافيون على مدار الاعوام الماضية والتي ترفض المساس باي جزء اثري مهما كانت الدوافع والاسباب، مشيرة الى ان ناشطي خانقين اطلقوا حملات واسعة لحماية المواقع الاثرية عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام .
ولفتت الى ان لجنة الدفاع عن مصالح خانقين وناشطوها المدنيون منعوا في وقت سابق انشاء عمارة سكنية على مقبرة للجنود الرومانيين في اطراف قضاء كفري كرسالة واضحة لكل من يحاول التجاوز على المعالم الاثرية او طمسها.
وتحوي ديالى اكثر من 900 موقع اثري موزعة في عموم الوحدات الادارية وتواجه خطر الاندثار بسبب غياب الدعم اللازم لعمليات الاعمار والتأهيل واهمال اعمال الصيانة والحماية للمواقع والاماكن الاثرية.