شفق نيوز/ دفع يوسف (14 عاما) عربة يد في مخيم مترامي الأطراف في العراق لقضاء بعض المهمات مقابل قدر زهيد من المال يمثل الدخل الوحيد لأسرته المكونة من 11 فردا.
وفي يوم جيد يكسب ألفي دينار (1.7 دولار) لكن إذا سار العمل بوتيرة بطيئة يسرع الخطى لجمع بقايا الخبز والطعام ليبيعها لمربي الماشية في مخيم الخازر المكتظ قرب الموصل والذي يؤوي النازحين العراقيين الذين شردتهم الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال يوسف لرويترز "11 شخصا وأنا عائلهم الوحيد. والدي مسن" مضيفا أنه يقوم ببعض المهام مقابل نذر يسير من المال يصل إلى 250 دينارا.
وانتهت آمال يوسف في التعليم شأنه شأن ملايين من أطفال العراق عندما اجتاحت الدولة الإسلامية شمال العراق في 2014.
وآثر كثير من الآباء عدم إلحاق أبنائهم في مدارس تديرها الدولة الإسلامية خوفا من تجنيدهم في التنظيم المتشدد تاركين أطفالهم يبحثون عن وظائف لمساعدة أسرهم.
وذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) العام الماضي أن قرابة 3.5 مليون طفل عراقي في سن الدراسة تسربوا من التعليم مع التحاق أكثر من نصف مليون طفل بسوق العمل بدلا من الدراسة.
وزادت الحاجة للمال بعدما قال برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة إنه قلص للنصف حصص الطعام التي يوزعها على 1.4 مليون لاجئ عراقي بسبب تأخر الدول المانحة في دفع الأموال التي تعهدت بها.
وقال أحمد علي الذي كان يعمل بمصنع في الموصل إن أطفاله اضطروا للذهاب إلى العمل في ظل عدم عثوره على وظيفة.
وأضاف "إنه وضع مؤلم للغاية. بالطبع أشعر بالأسف من أجلهم. ماذا فعل ابني ليستحق ذلك؟ عمره الآن ثماني سنوات ولا يعرف كيف يكتب اسمه."
ومع استعادة شرق الموصل الشهر الماضي هناك آمال على بدء عودة الأطفال إلى المدارس.
ومرتضى الذي يبلغ من العمر 12 عاما من أولئك الذين يحرصون على التخلص من عمله في بيع الزجاجات البلاستيكية الفارغة لتعويض ثلاث سنوات فاتته من التعليم.
وقال "بالطبع المدرسة أفضل من العمل. في المستقبل أريد أن أكون طبيبا أو طيارا."
(الدولار = 1181 دينارا عراقيا)
ايات بسمة