شفق نيوز/ في اعنف تفجير ارهابي شهدته ديالى خلال العام وناحية بني سعد منذ 2003 اعلنت ادارة ديالى اعتبار الناحية مدينة منكوبة فيما كشف مصدر امني في ديالى ان لجنة التحقيق بالحادث توصلت الى نتائج مهمة وامسكت خيوطا تقود الى منفذي الجريمة.
وأعلن تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة من شمال العراق وغربه مسؤوليته عن الهجوم في محافظة ديالى الواقعة في شرق العراق والتي يقطنها خليط من السنة والشيعة والكورد حيث تقع بلدة خان بني سعد وقال إن الهدف كان "الرافضة."
وقالت الشرطة إن قطعا من أجسام بشرية تطايرت فوق أسطح المباني القريبة بسبب قوة الانفجار.
وأعلن مجلس محافظة ديالى الحداد لمدة ثلاثة أيام وأمر بإغلاق كل المتنزهات وأماكن الترفيه حتى نهاية عطلة عيد الفطر لإجهاض أي هجمات أخرى.
وقال بيان لتنظيم الدولة الإسلامية على تويتر إن الهجوم كان ثأرا لقتل سنة في بلدة الحويجة في شمال العراق وإن السيارة الملغومة كانت تحمل نحو ثلاثة أطنان من المتفجرات.
وكان المسؤولون العراقيون قد أعلنوا الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في ديالي في وقت سابق من العام الحالي بعد أن طردته قوات الأمن وفصائل شيعية من بلدات وقرى هناك ولكن مقاتلي التنظيم مازالوا نشطين في المحافظة.
وتركز قوات الأمن وفصائل مقاتلة في الوقت الحالي على محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق حيث تتأهب لشن هجوم لاستعادة المحافظة التي تقطنها أغلبية سنية.
وخرجت حشود غاضبة بعد الانفجار وحطمت زجاج نوافذ السيارات الواقفة في الشارع تعبيرا عن الحزن والغضب.
وقال رئيس مجلس بني سعد المحلي عبد الرسول الحسيني لشفق نيوز ان التفجير الارهابي الذي طال الناحية يعد الاعنف في تاريخ الناحية واشبه بالزلزال الذي ابتلاعه منطقة كاملة، مشيرا الى وصول حصيلة الضحايا الى 90 قتيلا و125 جريحا العشرات منهم اصاباتهم حرجة.
وبين الحسيني "بناء على المعلومات الاولية ان التفجير تم بعجلة متوسطة تحمل 3 الى 4 طن من مواد TNT الـC4 مما تسبب تدمير عشرات المحال التجارية والعمارات السكنيية المتوسطة واحتراق اكثر من 70 سيارة.
واضاف ان خسائر التفجير الارهابية بلغت مليارات الدنانير ولا يمكن احصائها على وجه الدقة في الوقت الحالي، داعيا الى خطة اغاثية عاجلة للتخفيف عن اثار الاعتداء الارهابي الذي طال ناحية بني سعد بمختلف مكوناتها.
بدوره دعا قائمقام بعقوبة عبدالله الحيالي الاجهزة الامنية الى استحداث خطط تامين مداخل الاسواق والاماكن العامة لتلافي الخروقات الامنية التي حصدت ارواح مئات المواطنيين بديالى.
وطالب الحيالي في حديثه لشفق نيوز الى معالجة جادة وفاعلة للبؤر الارهابية المتخفية واجهاض مخططاتها الاجرامية التي تستهدف المدن الامنة.
بدوره اكد محافظ ديالى مثنى التميمي خلال زيارة موقع الحادث "سيكون دوامنا اليوم في مدينة بني سعد واعتبارها منكوبة.
واضاف "سوف نعمل ليلاً ونهاراً من اجل القصاص من المجرميين واعدامهم. كما سنعقد اجتماع مع كل من قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الامير الزيدي وقائد شرطة ديالى العميد الركن جاسم السعدي لبذل كل الجهد من اجل البحث عن المجرميين ومحاسبتهم".
ودعا التميمي الاجهزة الأمنية الى اليقظةِ والحذر من مخططات الارهاب الداعشي الذي يستهدف الى تمزيق الصف الوطني لابناء المحافظة، مؤكدا ان "هذا العمل الجبان لن يمر مرور الكرام وسيتم ملاحقة المجرمين المنفذين والقاء القبض عليهم في اقرب فرصة".
فيما كشف مصدر امني لشفق نيوز عن توصل لجنة التحقيق بتفجير بني سعد الى نتائج ايجابية متقدمة ومسك خيوط تقود الى المنفذين من خلال التحقيقات والمعلومات التي تم جمعها من المواطنين، لافتا الى قرب اعتقال المنفذين وتقديمهم للعدالة.
واكد المصدر احتجاز عدد من منتسبي الامن المسؤولين عن نقاط التفتيش المؤدية الى مكان الحادث للوقوف على اسباب وملابسات الحادث وتعيين مواطن الخلل والقصور الذي سبب "المجزرة البشرية"
وشهدت ناحية بني سعد 18 كم جنوب غرب بعقوبة انفجدار سيارة مفخخة في سوق شعبي مزدحم خلفت عشرات القتلى والجرحى والحاق اضرار جسيمة بالابنية والمحال التجارية والسيارات.
وتشهد ناحية بني سعد بشكل مستمر هجمات واعمال عنف مستمرة بسبب انفتاحها على المحاور الساخنة في ديالى وبغداد والتنوع القومي والمذهبي لسكانها.
وتقع على بعد 18 كم جنوب غرب بعقوبة وتتبعها اداريا يتجاوز 150 الف نسمة ويتجاوز سكانها 350 الف نسمة وتعد اكبر نواحي محافظة ديالى واكثرها امنا خلال الاعوام التسع الماضية.
وقال رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إن هذا التفجير "سيزيد من العزم على ملاحقتهم والقضاء عليهم".
من جهته قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في بيان ان محاولات تنظيم داعش الارهابي في زعزعة امن ديالى عبر الضرب على وتر الطائفية المقيت لن يزيدها الا اصرارا على رفض هذا النهج ومقارعته واستأصاله من ارض العراق.