عبدالخالق الفلاح/ كيف نستطيع اختيار الكلمات المناسبة التي يمكن ان تستجيب معانيها للتعبير عن مظالم الكورد الفيليين؟ وليس هناك أجمل من الاعتراف بفضل شخص علينا، والأفضل من هذا توجيه رسالة معبّرة مليئة بكلمات تلحظ في ثناياها ما يُحرّك الوجدان، ويخاطب العواطف،.و شكر وتقدير تعبر عن صدق المشاعر بداخلنا وامتناننا لما يقوم به من أجلنا البعض ولكن لمن وكيف يمكننا ان نتجاوز مشاعر الحزن والاسى التي تعصر قلب أي انسان يمتلك الحد الادنى من الشعور والاحساس بمعاناة الآخرين؟ دون ان يحظى شهدائنا ولو بشاهد او قبر؟
إلأ بجهود ابناء المكون انفسهم وبصبرهم المتعالي وسكوت الحكومة ودون التفاتة منها"
ايها الاخوة والاخوات الاعزاء
لنجعل من ايام استذكارنا في كل مناسبة ، محطة عظيمة تذكرنا وحتى اخر الدهر بأن الفرقة فيما بيننا هي سبب فيما نحن فيه من فقرة وتدهور إنساني وضياعاً للحقوق بل ولنجعل من كل مناسبة محطة لوحدتنا والتفكر بقضايانا بشكل مشترك. ان عدم التفاعل مع هذه القضايا لا تعكس إلا تلك الأهداف البالية التي تشجع العقل التدميري الرامي لضعف وجودنا. علينا تجاوز الخلافات والمناكفات السياسية فيما بيننا. كفانا تشرذم وكفانا خلافات، وعلى من يعتبرون انفسهم من القادة الترفع عن الخلافات والخروج معا وسوية للجماهير التي تنظر اليهم وتنتظر منهم ، وعليهم أن يكونوا بقدر المسؤولية، وليكونوا قدوة الأجيال القادمة بالمحبة والتألف لتجاوز المحن ، واسمى واعلى من المصالح الشخصية الضيقة لوقف حالة التشرذم وردع الايدي الملوثة التي تهدف لضربنا وتدمير وحدتنا والمتاجرة بقضيتنا والتلاعب باحساستنا ومشاعرنا .
ان جريمة التهجيرالبشعة التي طالت مكوننا البسيط المسالم من مكونات الشعب العراقي والذي كان الانتقام منهم شديداً لسببين، لطبيعة الانتماء القومي الذي ينتمي اليه الفيليون بافتخار باعتبارهم كوردا يعتزون بكورديتهم التي منحتهم مكانة متميزة في المجتمع العراقي في بغداد والمدن الجنوبية والتي يزينونها كالزهورفي احضان اخوتهم في كوردستان العزيزة مرحبين بهم كجزء لا يتجزء في وحدة المصير، اضافة الى انتمائهم المذهبي الذي اعتبر ذريعة ايضا للتنكيل بهم في خلال الفترة التي حدثت فيه هذه الجريمة خلال سنوات الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم من الامبريالية العالمية والتي كان فيها أغلب العالم صامةً اومسانداً للنظام الدكتاتوري البعثي المجرم.
هذه الجريمة التي تتفرع منها جرائم عديدة وكثيرة مرتبطة بها عانى منها اخوتنا وما زالوا يعانون من تبعاتها وهم موزعون في معظم انحاء العالم، فجرائم التهجيرالقسري والتغييب والسجن والاعتقال والاحتجاز لسنوات طويلة دون أي تهمة او حق والتي عانى منها عشرات الآلاف منهم والذين وجدوا انفسهم مجردين من كل الوثائق والهويات الرسمية واموالهم واملاكهم التي تمت مصادرتها وتشتت عوائلهم الذين تم فصلهم بعضا عن بعض، فالكبار في السن من الآباء والامهات والنساء والاطفال تم اخذهم الى الحدود وتركوا بين حقول الالغام في السهول والوديان على الحدود ليواجهوا مصيرهم بين نيران الطرفين المتحاربين العراق وايران والاحتفاض بشبابهم وتغيبهم حتى شمل الاطفال الرضع والرجال الكبار والنساء منهم دون معرفة مصيرهم لحد هذا اليوم .هذه الجريمة البشعة التي لم تشمل الكورد الفيليون بل معهم مئات الآلاف من العراقيين من الكورد والعرب والتركمان من كل المذاهب والمسيحين وسائر مكونات الشعب العراقي الذين توزع عليهم الظلم والبطش والجريمة بحقهم و الذي وصل الى درجة لا يمكن احيانا تصورها او تصويرها والتي تمت بوحشية ومنهجية منظمة استخدمت فيها وسائل قذرة تبين مدى حقد سلطة الحكومة والحزب والاشخاص من مختلف المستويات والمناصب الذين ساهموا في هذه الجرائم الشنيعة سواء كانت مساهمتهم مساهمة تبعية او فاعلين اصليين أم شركاء في الجرائم والمظالم التي ليس لها تعداد او حدود. المجد والخلود لشهدائنا الابرار والرحمة للاموات منهم وهنيئاً للاخوات والاخوة الذين تحملوا عبئ المسؤولية في حمل الامانة بكل ثبات والعزة والرفعة لصبر الامهات الثكالى والاباء الصابرين "وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ". وایماناً منا بان القانون یجب ان یكون هو المرجع والوسیلة الاولی و الاخیرة لنیل الحقوق وارجاعها وکذلك لردع المجرمین ومعاقبتهم ولتكن نيّتنا في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل ويرضي الله سبحانه وتعالى تحية لكل الجهود الخيرة التي تعمل من اجل احقاق حقوقهم ... اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وانتم الاعلون