علي حسين فيلي/ مع اقتراب الانتخابات النيابية العراقية تدخل دعايات المرشحين والاطراف السياسية مرحلة جديدة. في افضل الاحوال اذا افترضنا ترشيح نحو عشرة مرشحين لكوتا الفيليين في محافظة واسط وعدد الناخبين غير معلوم! نرى انه في افضل الحالات فان 20 شخصا من مجموع 6904 مرشح في العراق كلهم من الكورد الفيليين، فان نسبتهم تكون اقل بكثير من 1% وهذا ما يبعث الشكوك عند الاخرين بشأن المجموع الكامل لنسبة الفيليين في العراق.
بمقابل هذا العدد من المرشحين يجب ان ننظر الى ميدان التنافس ونظرة العالم لها وشكل التعامل! بالنسبة للفيليين فان وجود النقد والمقترحات موضوع طبيعي وضروري ووجود الرؤى السياسية والثقافية امر مقبول ولكن النقد الذي يشبه الارهاب والشعارات الذي لا مضمون له والبرامج المدمرة في اطار اي حرية حقيقية وذات قيمة تكون؟
ان اغتيال الشخصية ظاهرة طبيعية في هذه المرحلة خاصة في العالم المجازي وفي اوقات الانتخابات ومن دون الالتفات لأية مبادئ اخلاقية وانسانية ومهنية، وبأسماء وهمية يقومون بخلق الفوضى، ومع الاسف فان الامر موجود بالأوساط الفيلية ومن المحتمل ان يكون اسوأ في بعض الحالات والاوقات.
على الرغم من ان تشكيل المجاميع والهيئات والصفحات الخاصة من اجل اهداف واغراض معينة امر مشروع وليس جديدا الا انه اذا كان له جوانب سلبية فان مصدرا مثل هذه التصرفات والافعال يعود الى ان لا احد يشرف على العالم المجازي وباسم حرية الرأي يتم فعل الدمار المعنوي.
بالنسبة لنا نحن الفيليين فان هذه الحقيقة واضحة على الرغم من انه مقارنة بالماضي فان مستوى الثقة لدى اناسنا بدعايات العالم الافتراضي قلت الى حد ما ولكن الامر مستمر! وكما نرى في وقت مازال هناك متسع للدعاية الانتخابية الرسمية، الا ان الصفحات بدأت بتلك الدعايات منذ فترة طويلة.
مع الاسف فان صفحات الناشطين الكورد الفيليين في هذا الوقت تقترب اكثر من الاغتيال السياسي من كونها نشاطا مدنيا ونابعا من حاجة المرشحين وطرح البرامج لمعالجة اوضاع الشريحة في الانتخابات!
لا شك ان الذين يديرون هذه الصفحات والذين هم مشاركون نشيطون يجب ان يلتزموا بسياسة متوازنة وعقلانية ومناسبة، لان بعض الاطراف تريد دائما تأزيم الاوضاع وتعقيد العلاقات وخلق الاجنحة والهيئات والجماعات المتفرقة عوضا عن السلم والتوحد واحترام البعض والدفاع عن حقوق البعض. ليسوا قليلين الذين يخفون تقصيرهم وهم يعرفون ان مسائل (القومية الفيلية والمكون الفيلي والكيان او الاقليم الفيلي و.. الخ) هي ابتعاد عن القومية وجر للمذهب في الميادين السياسية التي ليس فيها ما يخدم الانسان الكوردي المظلوم، بل هي تخلف تقسيما وتقاطعا قوميا واجتماعيا وسياسيا وشرخا مذهبيا.
نستطيع ان نقوم بالدعاية للمرشح الذي نريده ولكن ليس باغتيال شخصية الناس الاخرين.
نستطيع الدفاع عن برامج ومشاريع المرشحين والاطراف الخاصة ولكن ليس بتكفير الاطراف الاخرى.
نستطيع اللجوء الى تأجيج احاسيس وشعور المناطقية والقبلية والطائفية ولكن ليس بإنكار شعبنا.
يجب ان نمارس السياسة ولكن الاتجار بالدين والمذهب بثمن غال وترخيص الشعب والقومية ليس مشروعا. هؤلاء الذين يلجأون الى مثل هذه الصيغ لا يستطيعون المنافسة في الاوضاع الاعتيادية وتقديم برامجهم وسيضطرون للجوء الى تشويه السمعة والانكار.
كل هذا يأتي نتيجة الاستغناء عن الاسس والقيم الانسانية في عملية النجاح والفشل السياسي، ان الذين يمارسون هذا السلوك يجب ان يعلموا ان: جميع المرشحين يرغبون في الحصول على اعلى عدد من الاصوات ولكن حينما يتضح الجانب الحقيقي لمثل هذه التصرفات والاقوال، لا يعد هناك اعذار واجوبة. فهذه التصرفات هي من نتاج التظليل والابتعاد عن المسائل الاساسية والمشاكل القانونية والتاريخية للكورد الفيليين، وهذه لن توحد البيت الفيلي ولا تدع الصفوف الفيلية تتوحد!! لذلك فان المرشح الذي يرى بان استخدام هذه السياسة والصيغة شيء شرعي من اجل الفوز؛ بلا شك غدا ينكر اصحاب هذه الصفحات ولن يلتفت الى الهيئات والمجاميع التي مهدت لفوزه باغتيال شخصيات اناس اخرين.