علي حسين فيلي/ يحضرني تعليق يتوجب ان اعيد قراءته: لو تقدم اي انسان على زمانه فليس ثمة فرق اذا كان كورديا او عربيا أو...
اسوق مثال رسالة ذلك التعليق بالحديث عن الفيليين الذين يفهمون جيدا بمناسبة شهر نيسان، صعوبات ومعاني وضرورة الجد والاجتهاد. فـ99% من نتاج قدراتهم واوقاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي (سوشيال ميديا)، تصل لاولئك الاشخاص الذين في الحالات الاعتيادية شركاء في الفكر واصدقاء ومعارف وكل تعليقاتهم ومشاركاتهم في موضوعات لاتتوازن مع عظم الكارثة وضخامة اعداد الضحايا.
وفي المكان الذي يجتمع فيه الفيليون من اجل قضية يؤمنون بها يقومون بلهفة كبيرة ببناء وطن الاستماع والمشاهدة والقراءة في شبكة التواصل الاجتماعي ويقومون بمتابعته، العجيب في الامر ان الكثيرين منهم يقومون بايصاد الابواب على انفسهم ويسجنون رسائلهم ومقترحاتهم ولا يسمحون للغير لسماعها ورؤيتها! لماذا؟
منذ امد بعيد لم يبق شيء مخفي في هذه القضية، ان الموجود يجب ان يسمعه الجميع، فضرورة وحاجة القضية هي في الحديث عنها باستمرار لان جميع افاق المأساة التي تعيشها هذه الشريحة في قوميتنا ليست واضحة، ففيها العديد من الموضوعات الغريبة وغير المرئية وغير المسموعة من قبل الناس.
ان موقع "فيسبوك" وامثاله وفرّ فرصة من منطلق التجارة بالفكر وحرية ايصال الرسائل. فبحفنة من المال يمكن استدراج اكبر عدد من الناس لملاحظة وقراءة موضوع خاص. اي انه مضى زمن اعطائك المال لترى وتقرأ. عدا الاصدقاء فان شركاء الفكر وزملاء المهنة يقرأون لبعضهم، ان موديل وصيغة الفيسبوك لتهيئة مساحة اوسع ليس بالشيء المجاني!
وليس بالنسبة للفيليين لوحدهم، ان اي واجب او عمل خلفه تعب سيكون محبوبا ومقدسا بالنسبة لصاحبه. ان كل تلك المواقع والصفحات والمدونات تعيش حرة في جميع المجالات ويمكن ان تصبح فرصة لخدمة هذه القضية. بملاحظة وضعهم الحالي وقدرات واوقات وعمل نشطائهم يظهر ان حدودهم ليست واسعة.
ان اعضاء صفحة اذا لم يتعدوا عشرات او مئات الاشخاص من المعارف وكانوا كلهم كما يقول المثل الكوردي من اولاد اب واحد بالمزاج وليس بالالتزام، اذا التقوا خالين الوفاض وليس لهم برامج خاصة يجعل المسألة منغلقة اكثر.
ومن الطبيعي ان يكون لاي كوردي فيلي كحال الاخرين صفحته وحسابه الخاص ولكن اذا كان الحديث يدور في الدائرة الفيلية المغلقة، فان الاصوات لايمكن سماعها، وتختنق القرارات داخل رئة الخيال وان المشاريع والبرامج من دون عون لا تحقق اهدافها المنشودة.
ومن اجل ان يختلط الاخرون بالمعاناة ويتعاطفون وينفعلون معها، يتوجب استخدام اصطلاحات شمولية مقبولة من الجميع. وان عتابنا ولومنا في السنوات الاربعين الماضية كان ان هناك اناسا يريدون من الفيليين ان يصمتوا وييأسوا!
اذا لم تتم اماطة اللثام عن افكار ورغبات اي انسان لا احد يعرف ماذا يريد هذا الشخص! ومن دون بذل المساعي لن يأتي ذلك اليوم الذي يرتفع فيه صوت الجميع بمستوى الاوضاع الخطيرة وان يتقاسموا مسؤولية كما يتم تقاسم المواريث بشكل عادل.
أخ لي عزيز على قلبي، (كاتب ورياضي مهتم بالهم الفيلي حد النخاع) قال لي: في الذكرى الاربعين لجريمة الابادة الجماعية للكورد الفيليين خطر ببالي ان اقول لكم كفى ان نكتب لبعضنا او لانفسنا! فلنكتب عن قضيتنا للناس الاخرين.
اكثر مايحتاجه هذا البلد هي العدالة والبرامج العملية التطبيقية. فاذا لم يصل الجميع الى ذلك المستوى من المسؤولية والوعي بان تلك الذكرى وامثالها لا يجب ان تغلق الابواب على نفسها فسيدفعون دوما ضريبة الظلم وسيعتاش اخرون على ثمرة هذا الظلم.