جلال شيخ علي/ قبل ثمانية وثلاثين سنة ماضية وفي ظلمة الليل هاجم اوباش نظام صدام بيوت مواطنين عراقيين أبا عن جد لا لذنب ارتكبوه سوى لأنهم ينتمون الى قوميتهم الكردية ، و لكي ينتقم البعث المقبور من مواقفهم التاريخية المشرفة بدءا بموقفهم الثوري ازاء ردة شباط 1963 ضد حكم عبد الكريم قاسم ، مرورا بمواقفهم القومية والوطنية من ثورة ايلول الكبرى منذ اندلاعها في عام 1961
في هذا اليوم ارتكب النظام العراقي البائد سلسلة جرائم التهجير القسري والتطهير العرقي ضد الكورد الفيليين...جرائم ارتقت الى مستوى جرائم ضد الانسانية...ارتكبتها دولة العراق زمن النظام الدكتاتوري السابق ، هذه الجرائم التي امتد ارتكابها لاكثر من عشر سنين إذ ابتدأت في يوم الرابع من نيسان عام الف وتسعمئة وثمانين واستمرت الى عام 1990 من القرن الماضي و أدت الى الإبعاد القسري عن العراق لـ ستمئة الف كردي فيلي من حملة الجنسية العراقية على مرأى ومسمع الحكومات والمنظمات العربية والاسلامية وحكومات دول اوربا وامريكا والاتحاد السوفيتي قبل تفككه ومنظمة الامم المتحدة والاتحاد الاوربي وكافة المنظمات الدولية الاخرى.... دون ان تكون لهذه الدول والمنظمات اية ردود أفعال ضد هذه الجرائم المنافية للاعلان الدولي لحقوق الانسان ولكافة القوانين الوضعية والشرائع السماوية...
من بين اكبر هذه الجرائم بشاعة وأكثرها وحشية هي جريمة حجز عشرات الالاف من العوائل في السجون والمعتقلات العراقية ، مثل ابو غريب ونگرة السلمان وغيرها ، كذلك تم تغييب اكثر من عشرين الف منهم قسرا من قبل دولة العراق دون أن تقدم السلطات لحد الآن أية معلومات عن مصيرهم أومكان رفاتهم... ولم تقدم السلطات العراقية للعدالة والمسائلة المشاركين الفعليين في ارتكاب هذه الجرائم التي اعتبرتها المحكمة الجنائية العراقية العليا في قرارات سابقة جريمة ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية، كما اعتبرها مجلس النواب العراقي بإلاجماع جريمة ابادة جماعية بكل معنى الكلمة...
استند مجلس قيادة الثورة البائد في جريمة سحب الجنسية الى الفقرة الاولى من قراره المرقم 666 الصادر بتاريخ 7/5/1980 ، الغريب في الامر ان هذا القرار الذي تم على اساسه ارتكاب هذه الجرائم ضد الكورد الفيليين لم يتم لحد الان الغاءه من قبل مجلس النواب العراقي بشكل قانوني واصولي واضح وصريح...
و رغم التغيير السياسي في العراق ، الا ان ساسة العراق ولغاية في نفس يعقوب ما زالوا يتغافلون عن مأساة الكرد الفيليين التي لا تختلف عن مأساة حلبجة والأنفال ومأساة انتفاضة ، هذا الى جانب سكوت القادة الكورد عما حدث للكورد الفيليين الامر الذي تسبب في فقدانهم لاي امل في التعويض أو في ارجاع هويتهم القومية وليصبحوا الكورد المنسيين بدلا من الفيليين .