اجرى اللقاء: كَوران محمد . ترجمه : ماجد السوره ميري "أجرت مجلة (بزاو) الأسبوعية التي تصدر في أربيل عاصمة إقليم كوردستان باللغة الكوردية لقاءً مع علي حسين فيلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفق للثقافة والأعلام للكورد الفيليين في عددها ذي الرقم 24، ونظراً لأهمية ذلك اللقاء وجرأة الطرح الموضوعي والإجابات الوافية التي أدلى بها الفيلي ارتأيت ترجمة نص اللقاء".
نادراً ما تجد الابتسامة طريقا إلى شفتيه لكن ليس لأنه إنسان متجهم الوجه، انه كوردي لم يحظ مع إخوانه برعاية الكورد. تجده يتكلم العربية مجبراً في اغلب الاحيان مع أغلب أصدقائه، مقره في بغداد كان قريباً من 39 انفجاراً ؛ يحاول الأعداء قتل مشروعه ولكنه لا يلوم الراغبين في النيل منه بقدر ما يلوم الأحزاب القومية لأبناء جلدته، علي الفيلي كوردي فيلي، مسؤول مؤسسة شفق للثقافة والأعلام للكورد الفيليين في بغداد، ينتمي الى شريحة من المجتمع الكوردي لم يلتئم ولو جزء من جراحها حتى يومنا هذا، يهملها الشيعة لكورديتها ويهملها الكورد لكونها شيعية والسنة لكلا السببين.
* هل نستطيع أن نقول بأن الكورد الفيليين قد عزلوا أنفسهم عن الكورد؟ - لا أعلم مصدر كل هذا العداء والاتهامات الملفقة ومن الذي ألصق هذه التهمة بنا؟ الأعلام الكوردي أم الأحزاب السياسية في هذه الأيام؛ فمن أجل القتل والإبعاد النهائي يتم الركون الى مختلف الوسائل، أستطيع أن أجزم بأن هنالك من حيث لا نشعر عملية انتقامية لما آلت إليها الانتخابات البرلمانية من نتائج غير منتظرة.. ان وصفا كهذا لهذه الشريحة وصف غيرعادل فأصحاب هذه الادعاءات لا يعرفوننا إلا كعدد ولا يعلمون أن بغداد ليست كوردستان وأن باستطاعة المواطنين الكورد من خارج الأقليم أن يبدوا عدم الرضا حيال حالة اللامبالاة وعدم الفاعلية من جانب عدد من المسؤولين الكورد ويتمردوا في الانتخابات.
أن أصحاب تلك الادعاءات ليسوا صادقين مع القيادة والأمة الكوردية، فالأوضاع ليست على ما يرام ولا نلمس إرادة المساءلة حتى يتم التعرف على حقيقة الأمر ويتم التحقق من تلك الأقوال والتقارير، إن التقاطع الفكري والقومي وضعف الانتماء للكورد وكوردستان ليس ذنبنا لوحدنا حتى يقال بأننا نبحث عن الانعزال ولمعلوماتكم فقد أجرت مؤسسة شفق استطلاعاً للرأي في بغداد عام 2006 اشترك فيه 1000 شخص محايد من عامة الناس أسفر عن هذه الإحصاءات : 84 % من الكورد الفيليين الذين تحرروا من جحيم البعث لم يسبق لهم مشاهدة كوردستان. 98 % من الكورد الفيليين لا يستطيعون التحدث باللهجات الرسمية الكوردية فضلاً عن الكتابة بها. 87 % من الذين ولدوا في ثمانينيات القرن المنصرم لا يتقنون التكلم بلهجتهم الأم. قام أكثر من 51 % منهم بتغيير ألقابهم واندمجوا مع العشائر العربية نتيجة الظلم والاضطهاد والتهديد والوعيد من جانب السلطات البعثية . 38 % منهم لا يعرفون بأن أربيل هي عاصمة إقليم كوردستان. 82 % منهم لا يعرفون شيئاً عن الثورات الكوردية. 100 % منهم قلقون من مستقبل النزاع بين الكورد والعرب خصوصاً حول كركوك ونتائجه. تكمن المأساة في البحث عن الروح القومية الكوردية (الكوردايتى) خارج مناطق الأقليم في الوقت الذي يعاني فيه البيت الكوردي في كوردستان من الانقسام والأحزاب المتنفذة تفضل التحزب والسلطة على الروح القومية (الكوردايتى) خارج الإقليم .
- ليس في كوردستان كلها شارع أو ساحة أطلق عليها اسم شهداء الكورد الفيليين ولا يتم التطرق الى ذكرهم حتى في البرلمان ولم يخصص لهم سوى درجة وزير إقليم. وعندما يتم التطرق الى الأنفال لا تتم الإشارة الى مصير أكثر من 150 ألف عائلة و 450 ألف كوردي فيلي تم أبعادهم عام 1980 على حين غرة. - أثناء الحديث عن ضرب حلبجة بالأسلحة الكيمياوية لايتم الإشارة الى الآلاف من شهداء الكورد الفيليين الشباب في ملفات تلك الجريمة حيث قضوا نحبهم شهداء ضحايا التجارب على الأسلحة الكيمياوية .
- عندما يتم الحديث عن تطبيق العقوبات على المجرمين ، نحن نقول بأن ضحايانا لم يوقعوا على أحكام إعدامهم للنظام البعثي ، ولكن في هذا الوقت لا يقوم رئيس الجمهورية بالتوقيع على إعدام هؤلاء المجرمين المدانين .
عندما لا تسأل عن أحوالهم ولا تقدم لهم المعونات فماذا تنتظر منهم ، هم لم تكن لديهم لا أفواجا خفيفة ولا مستشارين ولا جواسيس وعملاء للنظام ، وجلّ ما صرف للكورد الفيليين لا يعوضهم عن يوم واحد من معاناتهم ، لنتساءل معاً أيهما أكثر: مجموع ما صرف على شارع في أربيل أم ما صرف على ذوي ضحايانا ؛ للأسف في الأيام الصعبة للنضال كان يحسب لتضحياتنا حساب كبير ولكننا في أيام الرخاء الحالية لا نحظى من الاحترام ما يناله مجرم شارك في جريمة الأنفال ... يحسن بنا أن نقول بالمعنى المجازي هل قاد الفيليون ثورة لإعلان عدم الرضا خارج مناطق الأقليم ضد قوميتهم ؟ كلا ؛ لكنهم فعلوا ذلك ضد المسؤولين غير الفاعلين الذين جلبوا الى بغداد والتي أذهلت الجميع في نتائج الانتخابات وهذا لا يفسر بأنه انعزال .
* من كان أكثر نشاطاً في رفع صفة التبعية الإيرانية عن الكورد الفيليين، الكورد أم الشيعة؟ - لم يقم أي منهما بقطع دابر المشكلة حسب ما هو مطلوب ، ويبدو أنه بحكم أن الشيعة متنفذون في الحكومة المركزية فقد استطاعت ان تقدم بعض التسهيلات للأطراف المؤيدة لها ، حيث كنا نحن محرومين منها ، ولكن الطرف الكوردي حتى لم يُعين أحداً في مديرية الجنسية ليقوم بتقديم التسهيلات لهذه الشريحة ، إنها قضية الآف الناس والكلام الذي نسمعه في وسائل الأعلام عن قرارات ، لم تدخل حيز التنفيذ وعلى وجه الخصوص في مجال استعادة حق المواطنة ومحو آثار تلك السياسة الظالمة التي لا يشعر بمرارتها حتى الكورد في مناطق الأقليم ولا يعلمون بأن هذا الموضوع من جملة أسباب التباعد والترهيب .
على الرغم من أنه اختصاص الحكومة والقانون ولكن في معظم الحالات لا زالت الأجهزة الحكومية في بغداد تعمل وفق القوانين التي سنها البعث ولم يتم حل 20 % من المشكلة لحد الآن .
* هل تم تعويض أولئك الذين تضرروا من جراء سياسات البعث في حينه ؟ - لم يكلف أحد نفسه حتى عناء السؤال عمّا آل إليه مصير الآلاف من الأسر الفيلية التي سلبت عقاراتها وأراضيها وممتلكاتها وثرواتها فما بالك بمسألة التعويض؟ من مجموع 134 الف شكوى رسمية حول العقارات المسلوبة والتي قدمت للمحاكم يتعلق 20 ألف منها بكوردستان و114 ألفا الباقية معظمها في بغداد وأماكن سكن الكورد الفيليين تراكمت على ملفاتها الأتربة والغبار وبعد أربع سنوات تم تسوية ملفات بضعة عشرات من العقارات المسلوبة فقط في الوقت الذي يشكل الكورد نسبة منظورة من قضاة محكمة التمييز؛ فبعد 30 سنة من الانتظار وسقوط نظام البعث أسست مؤسسة لفض النزاعات الملكية لم تستطيع أن تعوض أحداً ولم يتم إرجاع العقارات المسلوبة لأصحابها الحقيقيين ، كل الذي تقوم به هو جعل الناس يتنازعون فيما بينهم وتتصرف بسياسة وعقلية ذلك النظام المباد التي أورثت تلك المظالم الكبيرة . الكورد الفيليون يعيشون الآن في مساكن مؤجرة وبيوتهم يسكنها البعثيون السابقون أو أناس باعهم البعث تلك العقارات أو وهبها لهم النظام المقبور .
* يقول الدكتور هيوا زندي في موضوع لـ مجلة بزاو " على مدى التاريخ كان الكورد الفيليون يغلبون الانتماء القومي على الانتماء الطائفي " ولكن العديد من الأفعال الحالية تشير الى عكس تلك المقولة ، فعلى سبيل المثال مسألة ( زكية إسماعيل حقي ) التي كانت مناضلة كوردية ، تصوت الآن في البرلمان العراقي لصالح قرارات لا تصب في صالح الكورد وبالضد من مطالبهم؟
- لقد تغير حال الدنيا بأجمعها وليس الذنب ذنبنا ، تحدث عن المسألة المذهبية مع أناس على قدرمن الفاعلية ، نحن نقوم بدفن موتانا في مدينة النجف منذ الأزل ولم يكن الفيليون بعيدين عن الدين فقبل عهدنا بالظواهر المذهبية التي تحاصرنا الآن وتظهر أكثر جلاء في كوردستان نحن لم نملك في معظم قرانا حتى مسجداً واحداً .
يمكنك أن تسمي هذه الظاهرة التي تتحدث عنها بعلة بقاء أقلية قومية داخل أغلبية متنفذة ، يربطها المذهب المشترك و الضامن الوحيد للبقاء والحفظ و إلا لماذا انخرط معظمنا في صفوف اليسار و من ثم رجعنا الى الخط القومي (الكوردايتى) ، من جهة أخرى دنيا اليوم هي دنيا المصالح فليست زكية إسماعيل حقي هي الوحيدة في هذا المنحى ؟ حسناً من الذي يمثل الكورد في البرلمان الحالي ؟العناصر الكوردية التي كان فيهم مستشارون أو جواسيس للبعث و يطاردون الكورد حالما حاول أياد علاوي أن يشكل جبهة ضد قوميتنا في القاهرة و بإطلاق صفير واحد عاد هؤلاء الى سابق عهدهم .هل ترى فيهم كوردياً فيلياً واحداً؟ زكية إسماعيل حقي شخصية معروفة ونحن غير راضين عن مواقفها ولكن فليقل التحالف الكوردستاني فيما إذا اختار عنصراً نسائياً للبرلمان حتى نرى فيما إذا كانت بمستوى زكية أم لا ؟ هنالك من يعّين مقدار الحس القومي على الخارطة وهنالك من يعّينه على أرض الواقع ؛ زكية إسماعيل تمثل جيلاً انخرط بمحض إرادته الى صفوف الثورة الكوردية في الخمسينات والستينات ولا يحق لأحد أن يلصق بنا أخطاءها الحالية فأخطاء من أدخل العشرات من أمثالها في جهات أناس آخرين اكبر من هذه الأخطاء .
رئيس الجمهورية كوردي ومسؤولون اخرون، هل فعل هؤلاء شيئاً للكورد الفيليين في بغداد؟ - نحن أناس فقراء ، ولكن ننظر الى الحياة بواقعية ونعلم بأنه في الظرف الحالي لبغداد لا أحد يتعب نفسه إلا للمقاولين والتجار والذين يتظاهرون بالوطنية العراقية ( العراقجية ) ، ليس المهم ما نقوله نحن ، المهم أن يطلب منهم أن يوضحوا ماذا فعلوا هم ؟ فالمسؤولون الكورد في بغداد بقدر ما يتعاملون مع المستشارين والبعثيين السابقين بلين ورأفة لا يفعلون ذلك مع هذا الجزء من قوميتهم ، فهؤلاء المحترمون مشغولون حالياً بجمع الأصوات لمنع تنفيذ الإعدام بحق مجرمي الأنفال وبقايا مجرمي البعث. فقط رجال حمايتهم من الكورد الفيليين ؛ فهم قد عزلوا أنفسهم وأشياءهم الأخرى عنا ، لم يستطيعوا حتى من إطلاق أسم شهدائنا أو أحدى شخصياتنا على إحدى شوارع بغداد.
* في مسالة توزيع المناصب في بغداد هل روعي الكورد الفيليون في استحقاقها ؟ - في الحقيقة انقلبت كل الأشياء بعد الانتخابات وظهرت سياسات الحنث بالعهود والإبعاد ماثلة للعيان ، طالما لا يتم اختيار أحد من خارج الأقليم كأنه لا يوجد فيهم شخص جيد و كل من يأتي من كوردستان ليس بسيئ ، صحيح أن توزيع المناصب كان على أساس حزبي والناس المناسبون والحياديون حظوظهم قليلة لتولي المناصب ولكن السؤال هنا هو هل كل هؤلاء الأعضاء ليس فيهم شخص مناسب يمكن الوثوق به ؟ ولكي نعلم ما هو نصيبنا من حكومة الشراكة بين الكورد والعرب أنقل لكم الكلام الذي يرويه الناس العاديون في مجالسهم ومجتمعاتهم والذي يقول : إذا لم يجد الساسة الكورد أحدا في السليمانية وأربيل لإرساله الى بغداد وكان من المحتم اختيار كوردي لمنصب ما فأنهم يجلبون شخصاً من ديار بكر أو القامشلي ، ولكنهم لا يختارون أحدا من كورد بغداد ، فأن كان ذلك الأمر ليس صحيحاً فلتشكل لجنة لتقصي حقيقة الأمر فيما إذا كان التحالف الكوردستاني قد أولى اهتماما أكبر بهذه الأطراف أو بأطراف أخرى.
* أنت كناشط في هذا المجال الى من تعزو حالة عدم الاهتمام هذه ؟ الى الجانب الكوردي أم الى الشريحة الفيلية ؟
- ان غض النظر عن سلبيات وأخطاء الناس من صلب واجبات وخصوصيات القادة وتوزيع المناصب ليس شان الناس ، حسب اعتقادي في هذا الوقت يتم إلحاق الأذى بنا و تهميشنا بصورة قانونية ، يجب أن نعلم أن كلا الطرفين قد أخطأ في قراءة الحقائق و الطرفان كلاهما غير مستعدين للبدء بمرحلة جديدة ، لذلك فأن التباعد فيما بيننا أعطى الفرصة للمتصيدين في الماء العكر ليقولوا أن بغداد ليس فيها كورد فأملأوا هذه الفراغات التي هي مهمة للغاية بالنسبة لنا ولكنها ليست بذات الأهمية عند القيادة الكوردية أن لا ترغب أن يشاركها الكورد الفيليون فحتى الوزيرعندها مجرد موظف ؛ أعتقد أن السبب الرئيس لذلك هو بعد المسافة ونقص الخبرة وعدم وجود ستراتيجية مناسبة للتعامل مع هذا الظرف الخطير... حالة عدم وجود خطط وبرامج سياسية محبوكة ومتكاملة نتج عنها ان السلطة السياسية أو الرأي العام في كوردستان لا تنظر بعين العدل الى أولئك الكورد الذين يشكلون أربعة أعشار الكورد الذين يعيشون خارج الأقليم وترعرعوا تحت ظل الخوف والرعب ولحد الآن يرتبط خفقان قلوبهم وحياتهم ومستقبلهم بأقل تشنج يمكن ان يحدث بين الكورد والعرب على علم ما أو مادة دستورية معينة. فأنت عندما تغلق جميع الأبواب بوجهه ولا تريد أو لا تثق به أن تمنحه وظيفة على ملاك ومالية الحكومة المركزية أو أن تعطيه من زكاة الآف الوظائف لا أعتقد بانك تستطيع أن تمنحه بالأقوال ذلك الفكر والشعور الذي تثير عواطفه وتجعله يصبح (بيشمركة) على نمط السنين الماضية.
*-سابقا- غالبية كورد خانقين كأقرانهم من العرب الشيعة التزموا بفتوى السيستاني ومنحوا أصواتهم لقائمة الائتلاف العراقي ؟ لماذا؟
- هذا كلام باطل لأن سكان خانقين منحوا أصواتهم للتحالف الكوردستاني وبنسبة أعلى من كل المدن الكوردستانية تجاوزت الـ 90 % ، هذا من جهة ومن جهة أخرى هل تعلم بأن نسبة الكورد الشيعة في هذه المدينة اكبر بكثير من السنة؟ حسناً لو فرضنا أن هؤلاء قد منحوا أصواتهم للشيعة وكيف أمكن الحصول على هذه النسبة الكبيرة ؟ سمعنا بان مسؤولاً حزبياً كبيراً قد قال بأننا نريد أرض خانقين وليس أهلها ، وأذا تحدثنا بلغة الأرقام فأن السلطة الحالية للمدينة بيد الكورد السنة ، ومع الأسف فأن السلطة السياسية الكوردية في الوقت الذي تؤكد على قوميتها ولكنها بإسنادها المسؤولية الى مذهب معين في مدينة شيعية المذهب تظهر وكأنها تمارس التفرقة المذهبية مع أبناء تلك المدينة ، خانقين من الناحية القانونية تابعة لمحافظة ديالى ولكنها إدارتها الفعلية بيد الكورد 100 % فما يمارسه الكورد مع الكورد هو خلاف الحق. يظهر أنه من أجل التغطية على فساد بعض المسؤولين لا يُسمح بالتطرق الى ظاهرة خطيرة مثل ظاهرة السنة والشيعة في خانقين أو أي منطقة أخرى في كوردستان . وهذا تهديد خطير لمستقبل الوحدة القومية لشعبنا الذي يضم تلاوين دينية ومذهبية واضحة .
* معظم المناطق التي يعيش فيها الكورد الفيليون تقع ضمن إطار المادة 140 في الدستور ولكن القيادة السياسية الكوردية تتحدث فقط عن كركوك ، كيف تنظر الى هذا الأمر؟ - في البدء أعطى الحزبان الكورديان الرئيسان الديمقراطي والاتحاد الكثير من الوعود و لكنهما ألغيا أو على الأقل قللا من دور الشعب في معالجة هذه المسألة في الوقت الذي لا تعالج مسألة كبيرة بهذه الصورة دون الاستعانة بالشعب ، تم تأجيل الاستفتاء وتنفيذ المادة 140 وهنالك المزيد ، تعلم قيادتنا السياسية ظروف المناطق المستقطعة ؛ الشيء الذي يؤرقهم أكثر في هذه الفترة هو إعطاء جواب وتوضيح للرأي العام الكوردستاني حول تلك المناطق وتنفيذ المادة 140 ، حسب اعتقادي هنالك العديد من النقاط للدخول في جواب هذه المسألة ، مثل النوايا السيئة للأطراف غير الكوردية وخصوصية قضية المناطق المستقطعة من الناحية الديموغرافية والجغرافية والمذهبية والسياسية والقومية التي تظهر مدى تعقيد هذه المسألة ، وكذلك تلوح في الأفق حرب أخرى في تقصي القضية وإيجاد الحلول لها ولكن ليس على الطريقة القديمة فليس من الضروري أن تكون حرباً بالحديد والنار والكورد خارج الإقليم يشعرون بهذه المسألة جيداً .
هنالك العديد من الأشياء التي لا تقال ، ولكنها تشاهد وتلمس بالأفعال ، وهنالك أشياء عديدة تقال وهي مجرد أحاديث الغرض منها تهدئة الرأي العام ، لم تستطع القيادة السياسية الكوردية أن تجد تسوية ثنائية الجانب أو فيهما أكثر من طرف داخل البرلمان لمعالجة هذه القضية ، وحتى الأطراف الأخرى تمارس عليهم الضغوط الخارجية أو الأطراف المؤيدة لها مما جعلهم ينكثون بوعودهم ، هم يعلمون بأننا في مثل هكذا ظروف لا نستطيع المطالبة بجميع المناطق المستقطعة ، التأكيد على كركوك ليس بهذا المعنى الذي يفهم منه الإهمال أو نسيان المناطق الأخرى ولكن القيادة الكوردية ان كانت يائسة يجب أن تعلم بأنها ومن أجل أن تحصل على امتيازات أكبر يجب عليها أن تتوغل في الأعماق وملف مناطقنا الكوردية يمكن ان يخلق حالة التوازن المطلوبة لترجيح كفة الكورد ولكن بشرط أن لا يعتقد بان أجراء أي استفتاء اليوم نتيجتها لغير صالح الكورد 100 % لأن أهلها الأصليين مشردون ليومنا هذا ولم يفعل لهم شيء فشعورهم القومي واقع تحت تأثير أفكار وتوجهات أخرى ، القيادة السياسية الكوردية تعلم هذا جيداً وأذا لم يلوموني فأنني أقول بأن أحد أسباب التدرج في اتهام الكورد خارج الأقليم هو ذريعة لتمهيد اتهامنا بأننا نحن السبب فيما إذا لم تلحق بعض المناطق بإقليم كوردستان في المستقبل .
* الصراعات الحزبية بين ( الاتحاد الوطني) و ( الحزب الديمقراطي ) في المناطق الكوردية مثل خانقين الى أي مدى تشكل قلقاً لأهالي هذه المناطق ؟
- الصراعات الحزبية لا تقلق أهالي خانقين لوحدهم ، ولكنها تقلق كوردستان بأجمعها وإنما الناس حتى في خارج الإقليم قلقون ، الصراع على درجة من الوضوح حتى أنهما لا يتناولان قدح الماء من أيدي بعضهما . على سبيل المثال قامت حكومة الإقليم بإرسال عدة وزراء الى خانقين ليتابعوا حالة المدينة عن كثب ، ولكن لم يكن أحد من مسؤولي المدينة الإداريين الذين هم تابعون للاتحاد الوطني الكوردستاني على استعداد للحضور في اللقاء ، حسناً مهما كانت ذريعتك كيف تفسر هذا الأمر؟ هذا هو حال الحكومة المشتركة فكيف يكون الأمر مع المواطنين ؟ سكان المدينة معظمهم من الشيعة ولكن الكورد السنة يحكمونها، الحزبان الكورديان حزبان علمانيان قوميان فماذا يعني هذا الأمر؟ هذه المدينة ومدن أخرى تعيش جحيم الصراع الحزبي ولا أعتقد بان خبر صلاح ذات البين-سابقا- بين السيدين الطالباني و البارزاني قد وصلت الى هذه المنطقة لحد الآن ، لأن باستطاعة موظف أن يتمرد على حكومة الإقليم في ظل الصراع الحزبي ويتجاوز على القانون .
* تولى عدد كبير من الكورد الفيليين مناصب مهمة في قيادة السياسة للحركة الكوردية ولكن اليوم لا يرى مثل ذلك الدور للكورد الفيليين؟ - في الحقيقة لا أعلم من يمثل الكورد الفيليين اليوم ، لم تشهد القيادة السياسة الكوردية منذ مدة طويلة حركة تجديدية وكانت المتغيرات إدارية فقط ولم تتعدى حدود الإقليم حتى نعلم ماذا تسند من دور للجيل الجديد من الكورد الفيليين ، في الماضي كان المعيار مشاركة جميع الشرائح و الأطياف القومية في الثورات والتضحيات حتى ولو كانت رمزية وعلى الخصوص البارزاني الخالد كان يتبع تلك المعايير ولكن المعايير شهدت تغيرات والأحزاب الجماهيرية أصبحت أحزاب سلطة وكثر عدد الموظفين حتى لو كانوا وزراء ولم يبق النضال بمعناه الكلاسيكي حتى تلعب مناطق خارج الأقليم دورها نحن لا نفتخر بعدد الكورد الفيليين الذين يتولون المسؤولية أو أنهم أعضاء قياديين في حزب ما ولا نعتب على عدم استمرار دورهم في القيادة السياسية الكوردية ، نحن جزء من ذلك الشعب الذي قدم تضحيات كبيرة للوصول الى يوم كيومنا هذا ونعلم بأن أغلب الذين جهدوا أنفسهم في النضال والثورات قد تقدم بهم العمر و أصبحوا متقاعدين ولا يقوون على فعل شيء وليس لهم مطالب معينة متعلقة بالكورد الفيليين ويوجد أشخاص لا يحبذون الحديث عن معاناتهم في المستويات العليا وأن يبرز أناس معروفون آخرون في مستوى القيادة السياسة.
* أي الحزبين الكورديين ( الاتحاد الوطني ) ام ( الحزب الديمقراطي ) قام بالعمل أكثر من الأخر للكورد الفيليين ؟ - أن بغداد هي مدينة تقاسم المكاسب السياسية والسلطات والإمكانات ، لا يتم تعيين أحد إلا بإيعاز والكورد في بغداد ليس لهم مستقبل من دون العمل ، نتيجة التماهل والتساهل ومنحها للغير لم يحصل الكورد إلا على نسبة قليلة من فرص التعيين، قام الحزبان بتقديم بعض الأعمال لأعضائهما و فيهما عدد من الكورد الفيليين، لكن المشكلة تكمن في أن أبناء شريحتنا كورد و لكنهم ليسوا حزبيين. إذا أجرينا مقارنة على مستوى بغداد لم يقدم كلا الحزبين الشيء الكثير حتى نقول أيهما كان أكثر نشاطاً معنا حتى انه لم يتم أدراج بناء مستشفى أو نادٍ رياضي في خطط وبرامج الحزبين كما أسلفت في وقت يعاني شبابنا من هذا الموضوع الأمّرين فهم لم يكملوا تعليمهم و معظمهم عاطلون عن العمل وهم يرضون بالقليل ولا يشكلون عبئاً كبيراً فيما لو أراد الحزبان أن يقوما بتوظيفهم. * ما مدى تأثير مؤسستكم ؟ - مؤسسة شفق هي مؤسسة للكورد وهي للفيليين بالاسم فقط ، ولكن بعد انفجار 39 عبوة ناسفة او سيارة مفخخة قريبة أوبعيدة ووقوفنا على الخط الأحمر الفاصل في الحرب الطائفية في أي واقع نعيش و بماذا ننشغل ؟ فضلاً عن ألآمنا ومتاعبنا فمؤسستنا تقوم بما يوازي ما تقوم به جميع قنوات الأعلام الكوردستانية في التطرق الى نضال الأمس ومنجزات ومكاسب الكورد وكوردستان اليوم بالنيابة عن الجميع وبشكل يومي ودائم نقول للذين نسونا بأننا كورد فليثبت الآخرون كورديتهم.