عبد الخالق الفلاح/ يفتخر الوطن بشهدائنا الأبرار الذين رحلوا باجسادهم واستشهدوا بشرف وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت، وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموسّم بالدماء وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء، فعطائهم بارواحهم لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، لنَرفع رؤوسنا عالِيًا بشُهدائِنا، واحِدًا واحِدًا، سالت دماؤهم الزكية لتروى أرض الوطن فتثمر أشجار الحياة والحرية وبتضحياتهم في سبيل العزة والرفعة فطوبى لهم، وعلى مر السنين هم سطروا حروف من نور ستظل مشعشعة مدى التاريخ في دفاتر الروح النابضة بالحياة ، فهم أناس آمنوا بقضيتهم واناروا ظلمة الحياة للقادم ، فازدادوا عشقاً للفداء بالنفس في سبيله. ليصنعوا مستقبل أفضل لنا ، لم تردعهم صورة الموت في سبيل عزته وإسهاماته الإنسانية ومن أجل نصرة الحق وأهله في شتى بقاع الأرض بإيمانهم ، أن ذلك هو جزء من ثقافة حياة سامية، وهو اختبار يتخطى بمعانيه الوجود الحسي، ليسمو في أعلى درجات النبل بها. التي يمثلها الشهيد في مختلف المواقف الإنسانية أو تلك التي يسعى لتجسيدها بين الأمم الأخرى. شهادة شبابنا باتت واحة الكرامة ومقصداً رئيساً للزوار، والانتصار على الظلم و الطغيان و تخليد سيرهم رواية فخر وعز دائمة لهذه التضحيات ومعلماً انسانياً يحكي بكل فخر وعزة قصص وفاء هؤلاء الأبطال ابناء ابناء الكورد والكورد الفيلية، الذين قدموا أرواحهم للحفاظ على كرامة وعزة امتهم، وقصة مجد ترويها بطولات الشهداء. زاخرة بالمعاني و المضامين القيمة، و إثارة لنخوة الرجولة في القلوب ، بعد المعاناة من ويلات الحروب والفوضى. وأرواحهم الطاهرة ستظل نبراساً لنا نهتدي بها لتضيء لنا الطريق ونستمر في العمل لرفعتنا وستبقى امتهم الطهورة عصية على اعدائها وكل من تسول له نفسه العبث باسمهم ليمارسوا هواية العيش المزيف، والركض خلف قوس قزح، يلهوه العبث. يتشاجرون على حطام الدنيا، إن أرواح الشهداء في اجواف طير خضر تعلق في ثمرة الجنة أو شجرة الجنة. يجب علينا ان لا نظلم شهدائنا مرة أخرى بعد ان ظلمهم النظام فهم ظلموا وقتلوا ونحن نأتي لنظلمهم ثانية فنغطّي آثارهم ونعوضهم بالمال فرحين بما اتاهم السلطان، وندفن أفكارهم كما دفنت أجسادهم ظلماً وعدواناً هل هذا جزاء الشهادة. أهذا هو جزاء تلك الدماء الطاهرة.. أمن الحبّ لهم أن لا ننشر أفكارهم، إن الأمة التي تنسى عظمائها لا تستحقهم.