جلال باقر/ لاتستغربوا من هذا التناقض الموجود في بلد كالعراق وتاريخه المليء بالتناقضات فمن بلاد مابين النهرين الى العراق اليوم لم يستقر هذا البلد وكأن لعنة ابدية حلت به واصبح المواطن المغلوب على امره لايعلم مايريد وماذا يمكن ان يفعل ويأتي هذا الحاكم او ذاك ولاتستقر الاوضاع .
المواطن المسكين يدافع عن وطنه ويضحي بحياته من اجله ولكن ماذا ؟ هل ادى هذا المواطن دوره الحقيقي من اجل الوطن الذي كبر فيه وشرب من ماءه ام انه اصبح ضحية الحاكم الغبي والارعن ؟؟؟
الحاكم الذي لايمكن ان يفهم معنى ان تفقد الام ابنها ويعتقد ان هذه الام عليها ان تضحي بجميع ابناءها من اجل ارضاء رغباته بالسيطرة والقوة واظهار عضلاته امام الاخرين في الوقت الذي لايريد نفس هذا الحاكم ان يرسل ابنه الى جبهات القتال.
كما فعل المجرم صدام ابن ابيه بزج ابناء هذا الوطن الجريح في جبهات القتال منفذاً ما املي عليه وتلبية لرغباته الرعناء وغباءه المستمر فمن الحرب العراقية الايرانية الى دخول الكويت وخروجه منها وتبعات هذه الحرب والحصار الاقتصادي والظلم والحرمان الذي عانى منه الشعب العراقي جميعها ادت الى ان اصبح المواطن العراقي في حالة من الضياع والغربة في الوطن .
ومنهم الكوردي الفيلي الذي خدم هذا الوطن ودافع عنه وقدم الشهداء من اجله قام النظام العفلقي الفاشي والمجرم بتهجير الكورد الفيليين الى ايران الاسلامية بحجة التبعية الايرانية في الوقت الذي كان نفس هذا المواطن العراقي يؤدي واجبه الملقى على عاتقه وخدم العراق وكان جندياً مدافعاً عنه وخدم الكثير منهم سنين طويلة في الجيش قبل تهجيرهم ولكن ماذا كانت النتيجة ؟؟؟ .
لقد قام نظام صدام ابن ابيه بزجهم في السجون وهم من خيرة شباب العراق وتهجير اباءهم وامهاتهم واخواتهم والصغار منهم الى ايران الاسلامية ولايعلم احد الى الان اين هم هؤلاء الشباب ولا حتى اين هي رفاتهم فهل كان جزاءهم هو الموت ؟؟؟
وبعد سقوط النظام الصدامي المجرم وعيون الامهات كانت ترتقب وصول شبابها واحتضانهم ولكن مع الاسف لايعلم احد الى الان مصيرهم والحكومات المتعاقبة لم تهتم بامرهم بل تعامل الباقين منهم وكأنهم اجانب واوراقهم الثبوتية في شعبة الاجانب .
والان وبعد كل هذا الظلم الذي لحق بالكورد الفيليين لبوا نداء الضمير والوطن والتحقوا بالحشد الشعبي للدفاع عن هذا الوطن الذي يعتبرهم اجانب الى الان وقدموا قوافل من الشهداء من اجله ومستعدين للدفاع عنه الى اخر رجل يستطيع رفع السلاح بوجه المجرمين والقتلة لأنهم عراقيين اصلاء.
انهم يدافعون عن الارض والعرض ولا يدافعون عن هذا السياسي او ذاك ولكن هل يفهم هؤلاء السياسيين هذه المعادلة الشريفة ؟؟؟؟ وهل هم يفقهون معنى الوطن والدفاع عنه ؟؟؟؟ انهم يعتقدون انهم اصحاب هذه الارض والشعب واصحاب الوطن وملكية خاصة بهم والمواطنين عبيد لايفقهون .
ان التاريخ يسجل ماتفعلون والاجيال القادمة ستلعنكم ولاتجعلوا ابناء هذا الوطن الجريح يشعرون بالغربة فيه وقدموا له مايمكن ان يجعله نسيان ولو القليل من المآسي التي مرت عليه ومنهم الكوردي الفيلي .