صلاح شمشير البدري/ يعيش في العراق والذي يعتبر بلد المكونات باغلبية عربية بعدها القومية الكردية ثم التركمان مع طوائف واديان تعتبر حسب اعدادها أقلية وهم المسيحيون والصابئة والايزيديون والشبك مع اختلاف بالاراء حول موضوع المقال وهم الكورد الفيليون.
حيث كثر الجدل حول تسميتهم وتاريخه وماجرى عليهم في ثمانينات القرن الماضي عندما كان عدد سكان العراق لايتجاوز العشرة مليون تم تهجير حوالي سبعمائة الف مواطن عراقي بتهمة التبعية الايرانية كونهم كورد شيعة وامتزاج هذه الصفة دون غيرها بقرار من صدام حسين ومصادرة أملاكهم واموالهم وتغييب اكثر من عشرين الف شاب، ومن لم يسفر تم محاربتهم وإخراجهم من مناطقهم واراضيهم كما حدث في مندلي وخانقين والمعروفة بالعشائر السبع التي اعتبرت مناهضة لحزب البعث ونظامها كذلك زرباطية وبدرة ومصادرة أراضيهم والتي لم تحل قضيتهم ليومنا هذا.
وهؤلاء بمجموعهم كانوا يشكلون نسبة حوالي ٢٠٪من سكان العراق وهم اصحاب رؤوس أموال ومصانع ومعامل معروفة كانت تجهز السوق العراقية وتجار واصحاب اراضي زراعية وبساتين.
المشكلة اننا عرفنا المظلمة ومن ظلمهم لم يعد له وجود، فهل أعيدت الحقوق والمفروض بعد ستة عشر عاما ان تكون بحكم الماضي وان يرجع الحق لاصحابه ويعوضون عما اصابهم من ظلم، ببساطة ال ٢٠٪ قبل أربعين عاما خلاف كل الحسابات الرياضية في النسبة والتناسب الأحصائي لسكان العراق الذي اصبح حسب اخر احصائية عن وزارة التخطيط حوالي ٣٨ مليون نسمة صار الكورد الفيليين اقل نسبة أقلية في العراق ال ٧٠٠الف الذي تم تسفيرهم الى ايران مع ما موجود ممن لم يسفر من أهالي خانقين ومندلي وبدرة وزرباطية وفِي العاصمة بغداد سأترك تقديره للقارئ، تلك كانت المشكلة، الأدهى والامر هو ان الكورد الفيليين بين اتهامات لا ذنب لهم فيها والجميع يشهد لهم بالنزاهة والامانة والاخلاص والشجاعة والإيثار وهي أكثرها ايلاما فلم يعد احدا يذكر هذا الإيثار.
بقى الكورد الفيليون ينتظرون من الآخرين رد الجميل والمشاركة في العراق الجديد الذي أصبحوا فيه غرباء، وعود حبرا على ورق تجاوز عمره ستة عشر عاما من التغيير الذي اصبح فيه البعض نجوم السياسة واصحاب كتل توزع الوزارات والمناصب، لم يكتفوا بالتهميش بل بإثارة الفتنة بإعطاء مقعد برلماني يتيم للأقلية حسب قانون الانتخابات المجحف وتحت مسمى جديد المكون الفيلي بعد ان كانوا كورد فيليية او كورد شيعة وكأنهم اصحاب كتاب سماوي مختلف او طائفة دينية محدودة لعزلهم، مايجري عليهم اليوم بحاجة لوقفة ودراسة لإعادة التعامل مع شركاء الامس في العراق الجديد الغريب، ماجرى على الكورد الفيليين ليست اعتباطا ولا تحصيل حاصل بل قضية تثير الكثير من التساؤلات، والذي اخر إيجاد الحلول بعض اصحاب النفوس الضعيفة ممن تسلقوا على حساب دماء الشهداء والمظلومية ليكون على كراسي تخدم مصالحهم وخدم لمن من عليهم، المحصلة جميع الكتل السياسية شاركت بطريقة مباشرة او عبر سكوتها بتفرقتهم ثم يأتي السؤال التقليدي الممل والمضحك المبكي عند لقاء اي جهة سياسية يطلب منهم ان يجتمعوا ،بينما أحزاب التي تشكلت ايّام المعارضة تشظت الى عشرات الأحزاب لتقاسم المغانم بعد ٢٠٠٣ وبعد كل دورة انتخابية ولادة حزب جديد من بُطُون الأحزاب والجميع صاروا قادة احزاب، فهل ترضى الأحزاب ان يجتمع الكورد الفيليين ويكونوا حزبا منافسا لهم على الساحة السياسية ويتحولوا من أقلية بقانونهم الى كتلة سياسية ووزراء يخدمون مناطقهم في وسط العراق التي هملتها الحكومات السابقة ولدى الكورد الفيليين أكاديميين وكفاءات لم تسنح لهم الفرصة لخدمة العراق الذي كانوا اساس نشأته، يبدو انها عقدة تكونت اتجاههم وقد تنتهي مع جيل جديد لايحمل عقد نفسية، خلال ماجاد به قلمي الصحفي لا ابحث عن نصائح للكورد الفيليين فمن غير المعقول ان لايعرف الانسان الذي كرمه الله بزينة العقل الى اين يكون مسيره واي اتجاه يخدمه، ولا اريد المطالبة ممن ظلمهم بتهميش دورهم في المجتمع وفِي مؤسسات الدولة اعطائهم فرصة، أقول للكورد الفيليين او الكورد الشيعة او الكورد خارج الاقليم اما أنتم حقيقة على الارض في بلد اسمه العراق او أنتم اموات يطلق عليكم بمصطلح طبي مسمى احياء في العناية المركزة وطال رقودكم فتستحقون الدعاء ان يرحمكم الله برحمته او تعودون للحياة وبرغبتكم.