علي رضا اسدي
ولدت ليلى قاسم حسن ملکشاهي الفيلي (عروس كردستان) في السابع والعشرين من كانون الأول من عام 1952 قریة مسفا في مدينة خانقين وأمضت الابتدائية والمتوسطة فيها, و كان والدها (دالاهو قاسم) عامل بسيط في مصفاة خانقين وبعد تقاعده أقام في بغداد حيث تدرس ابنته الشهيدة علم الاجتماع بكلية الآداب وعملت في الصحافة وكانت وأخوها سام و خطيبها جواد الهماوندي , وبدأت حياتها النضالية في حزب الديمقراطي الكردستاني وكان ذلك في بداية السبعينات وقامت بنشاطات سياسية ضد ظلم حكومة البعث العراقية القي القبض عليها وعلى خطيبها جواد الهماوندي مع عدد من رفاقها في 29 نيسان 1974 ومن رفاقها (نريمان فؤاد مستي و آزاد سليمان میران و حمه ره ش-حسن محمد رشید-)
وفي الزّيارة الأولى لوالدتها وشقيقتها لها بعد سجنها , أوصتهما أن يحضرا لها في الزّيارة القادمة (مقص وملابس جديدة). وبعد أن أحضرتا لها ما تريد في الزّيارة الثانية , أخذت المقص وقصّت به خصلاتٍ من شعرها , وأهدتها إلى شقيقتها لتبقى ذكرى وشاهدة على نضالها وتحدّيها للموت والطغاة , وأجابت أختها التي سألتها عن سبب طلبها إحضار ثوبها الجديد أجابتها بثقة وابتسامة.
أختاه سأصبحُ بعد أيّام (عروس كردستان) لذلك أحبّ أن تحتضنني الأرضُ وأنا بكامل أناقتي.
أكتب هذه السطور خارجا من تأملات موثق السيرة، الى الإنهيار الوجداني، وأنا أتخيل ثوب العرس، الذي لم تهنأ به مع حبيبها، لفلفته رملة المقبرة، بين يدي الإمام علي عليه السلام، جوار طابور من الانبياء والرسل والشهداء والصديقين. تربعت “عروس كردستان” مبرهنة أن المرأة الكردية طاهرة وجريئة بالحق؛ حين سعت الى الشهادة، بخيلاء، تؤكد انها اقوى من سوط الجلاد وحبال مشنقته.
يروى أنها صرخت أثناء التعذيب: “شأني ككل الاوفياء الذين ضحوا بدمائهم الزكية، من أجل التصدي للظلم الذي يمارس بحق الشعب الكوردي، من قبل أزلام السلطة الدموية، في بغداد سجنا وذبحا وتهجيرا ونفيا.
وأجريت لها وخطيبها ورفاقهما محاكمة صورية وحكمت المحكمة عليهم بالإعدام . وفي 12 أيار 1974 تم إعدامها شنقاً حتى الموت دون محاكمة قانونية تذكر وفي مكان الاعتقال نفسه بأقل من أسبوعين من تاريخ سجنها بعدما أفقعوا عينها اليمنى و شوّهوا جسدها بصورة فظة من خلال التعذيب الشديد الذي تعرضت له أيام الاعتقال.
في اليوم الثاني من تنفيذ الإعدام سلم جثمانها الطاهر إلى أهلها وهي في زيّها الكردي الجديد و ليتم دفنها في مدينة النجف الاشرف – مقبرة وادي السلام – بعيداً عن ديار أهلها ومواطن طفولتها و بعيداً عن مناقب ذكرياتها.