شفق نيوز/ افاد الخبير الامني هشام الهاشمي يوم الجمعة ان شبكات لتنظيم داعش قد عاودت النشاط في مثلثين ضمن ست محافظات عراقية، فيما اشار سعي التنظيم لكسر الحدود بين العراق وسوريا رأى ان التنظيم قد يتفاوض مع ايران في حال تصادمه بالهلال الشيعي في العراق وسوريا ولبنان.
وتحدث الهاشمي الذي يقدم المشورة للحكومة العراقية في تحليل عن تباين شبكات فلول داعش في شرق وغرب العراق قائلا: على الرغم من أن شبكات فلول داعش عادت لتنشط بشكل فاعل في كل من مثلث غرب صلاح الدين وجنوب نينوى وشمال الانبار، ومثلث شمال شرق ديالى وشرق صلاح الدين وجنوب كركوك، إلا أن عودته في غرب العراق تختلف عن عودته في شرق العراق، فبنيته في غرب العراق يغلب عليهم الطابع العشائري المحلي على عكس شرق العراق الذي يشكل فيه الفلول من العشائر غير المحلية أغلبية واضحة أو قيادة مسيطرة.
واضاف أن شبكات فلول داعش في غرب العراق أقل "طائفية" من شبكات شرق العراق، فالقتل الطائفي على الهوية أولوية في شرق العراق بحسب بيانات أعماق وناشر نيوز ونشرات صحيفة النبأ الأسبوعية (الاعلام الرسمي لداعش)، وهو ما يبدو جليا في الهجمات على مناطق وقرى خانقين وداقوق والطوز وقرى جنوب كركوك.
واردف الهاشمي بالقول: كما تكتسب شبكات فلول داعش في قرى غرب العراق حاضنة وظيفية أكثر من تلك التي تتمتع بها شبكات فلول داعش في الشرق، ربما السبب الرئيسي يعود الى تخادم بعض ابناء تلك القرى مع أموال داعش لفقرهم وتوقف أسباب الكسب في تلك المناطق المهملة، بخلاف القرى النائية في شرق العراق فلديها فرص عمل كثيرة بالتعاون مع الحكومات المحلية والفصائل المسلحة المناطقية.
وزاد قائلا إن مقارنـة اعترافات فلول تنظيم داعش الذين القي القبض عليهم ٢٠١٨و٢٠١٩، يظهـر عـلى نحـو جـلي، ارتفـاع نسـبة مـن اعترفوا بإن نظرتهـم تجـاه عقيدة ومنهج داعش هي نظرة سـلبية عند فلول غرب العراق لان غالبهم كان انضمامهم لأسباب اقتصادية وليست عقائدية او دينية فقهية، ويتضـح هـذا الأمـر، عـلى نحـو جـلي، لدى جميـع اعترافات الموقفين او المسجونين من تلك المناطق.
وإن هـذه التغيرات في نظرة فلول شبكات غرب العراق تجـاه داعش يمكن أن تفسر بـأن مواقـف الإرهابيين لم تكن بالإيجابيـة تجـاه داعـش، لم تكـن ناتجـة مـن اقتنـاع أو منهج يتوافق مـع سلوك داعـش أو مـا يدعـو إليـه، وإنمـا كانـت ناتجـة، عـلى الأرجـح، مـن موقـف وظيفي اقتصادي متعلـق بتدهور الاقتصاد وسوء الخدمات الحكومية.
ومضى في سرد تحليله في متابعة تحركات التنظيم انه "في قرى شرق العراق التي تختبأ فيها شبكات فلول داعش يظهـر بجـلاء أن المساجد المرتبطـة بالوقف السني هـي فواعل مؤثـرة في تكويـن وجهـة نظـر سلبية نحـو داعـش؛ إذ إن نسـب الذيـن يحملـون وجهـات نظـر سلبية نحـو داعـش بـين المتدينـين جـدا عالية وهي متطابقـة مع وجهات نظر الثقافات غير السنية في المنطقة، وهـذا يؤكد نجاح برامج مكافحة الفكر المتطرف في تلك المناطق".
واشار الى ان عودة داعش في القرى المهجورة غرب العراق، إنمـا يشـكل دليـلا إضافيـا على تزايد قـوة فلول داعش وخلاياها اللوجستية، وهـذه هـي مرحلـة أخـرى مـن مراحـل التمهيد لأرض التمكين، وشبكات فلول داعش في غرب العراق تستغل ضعـف الموارد البشرية والاقتصادية الحكومية في مسك البادية والصحراء الواسعة والقاسية.
وذكر الهاشمي ان تطلـع فلول داعـش إلى كسر الحـدود بين العراق سورية، إنمـا يمثـل قمة أهدافها القادمة وسـعيها لإقامـة الخلافـة المزعومة التـي تقـوم على أسـاس البيعة للبغدادي وعملياتهم هناك قد تمهد الى تخادم الولايات المتحدة كما تخادمت مع الفصائل السلفية في أفغانستان بالضد من السوفيت".
وقال ايضا مـن ناحيـة أخـرى، تسـعى شبكات فلول داعش في شرق العراق لإقامـة القواطع والمعرقلات امام الهـلال الشـيعي العابـر للحـدود وقطع طريق طهران-بيروت، فالعمليات هناك قد توصلها الى تفاوض مع إيران على غرار ما حدث مع القاعدة وطالبان"، مبينا ان "هـذا التصادم في المشـاريع يجعـل الـصراع الداعشي-الدولي بمثابـة العامـل الأهـم والأكـثر برغماتية".
واستدرك القول "لكـن مـا خـلا هـذا كلـه، العراق بحاجة إلى سـند اسـتراتيجي واضـح. ويبـدو أنـه بالرغـم مـن أن الحكومة العراقية لا تسـتطيع الإقـرار بذلـك صراحـة، فالسـند الاسـتراتيجي والعسـكري الوحيـد والعمـلي بالنسـبة إليـها هـو التصالح مع الشعب العراقي".
واستطرد قائلا "لقــد اتضــح تمامــا في الأســابيع الأخــيرة أن التحــدي الحقيقــي في العــراق ليــس طــرد داعــش مــن مراكز المدن الحضرية في صلاح الدين وشمال بغداد وشمال ديالى وجنوب كركوك والأنبــار ونينــوى، بــل مطاردة فلول داعش في المناطق المهجورة في غرب وشرق العراق وتحقيــق نــوع مــن الانهاك والاستنزاف الذي يمنع اقتراب فلول داعش من الاحزمة الريفية للمدن الحضرية، وتنشيط برامج تمكين الاستقرار لتحييد الفساد الذي يمهد لعودة داعش".
واختتم الهاشمي تحليله بالقول مــن المؤكــد أن النصر العسكري الذي تحقق بطــرد داعــش مــن المناطــق ذات الغالبية الســنية في غــرب وشرق العــراق ضرورة حيويــة، لكــن مجــرد هزيمــة داعــش عسكريا لــم يحــدث فرقــا جذريا، إذا لم تنفذ برامج تمكين الاستقرار وإعادة الاعمار وانهاء ملف النازحين كما هو مخطط، لن يتم التوصــل إلى حالة تسامح وتعايش اجتماعية وسياســية واقتصاديــة، ولابد من إيجــاد قانون انتخابات يشــعر العراقيــون جميعــا أنه ملائم لاهتماماتهــم بالتغيير والإصلاحات الأساســية، ووضــع العــراق عــلى قائمة التحسن الاقتصــادي، ثــم الســير في اتجــاه مكافحة الفساد".
وكانت الحكومة الاتحادية قد اعلنت في عام 2017 هزيمة داعش عسكريا بعد ثلاث سنوات من سيطرة التنظيم المتشدد على نحو ثلث أراضي العراق.