تتردد على السنة الاعلاميين في أجهزة التلفاز كلمة جائحة للتعبير عن الكورونا التي ضربت معظم أرجاء المعمورة وأشاعت الهلع والرعب في النفوس وجعلت الناس تلجأ الى الاختباء في البيوت واحراق البخور وشرب الليمون واستشارة النطاسـيـين عسى أن لا يصيبهم مكروه من كورونا ويضعهم في حيص بيص لايعرفون نتائجه .
ورغم ان البشرية تعرضت الى جوائح سابقة لا تقل خطرا عن هذه الكورونا ، الا ان سطوة وسائل الاعلام نشرت الاخبار والصور التي أقلقت الناس وقضّت مضاجعهم فأطارت النوم من عيونهم وسلبت السكينة من أفئدتهم .
بات الناس بين مفسر وشارح لامر هذه الجائحة فمنهم من زعم انها لعبة امريكية ، ومنهم من ادعى انها فيروس صيني انتقل من الخفاش الى البشر ، ومنهم من قال إن في الامر خدعة سـتـكشف عن هلاك الشيوخ وكبار السن كي يخف كاهل البشرية عن رعاية المسنين ، وبينهم من يتهم الرأسمالية في صناعة الفيروس ، ومنهم من يعيد الامر الى دكتاتورية الصين فـيـنـقسـم الناس بين هذا وذاك ولله في خلقه شؤون .
وما دمنا في زمن الكورونا رأيتُ أن اورد بعض تجليات كلمة الجائحة التي يلهج بها رجال الاعلام وحسناواته .
فالجائحة من جاحَ ، يجوحُ ، جياحةً نقول : جاحَ الجرادُ الزرعَ أي أهلكهُ . وجائح اسم للجراد . والجوائح جمع جائحة .جَحا الشئَ : استأصلهُ.
وأشهر من حمل بعضا من هذا الاسم المحقق الذي حقق مع صدام و كان يدعى رائد جوحي ،له صادق التحيات ، كما يرد في الخاطر اسم جُحا العَـلمُ الذي تنسب اليه الحكايات المضحكة ، ويدعى ابو الغصن دُجين بن ثابت العراقي ومنهم من يقول انه الملا نصر الدين التركي ، ولا بأس أن نعيد التذكير بواحدة من أشهر حكاياته التي تفيد انه كان يمتلك حمارا فجاء اليه يوما أحد معارفه يطلب منه الحمار لقضاء شأن من شؤونه ، فاعتذر له جحا بالقول إن الحمار غير موجود لديه اليوم ، وبهذه الاثناء تردد صوت الحمار ينهق في الدار ، فقال له الرجل ولكن ياجُـحا، الحمار في البيت وها نحن نسمع نهيقه ، فقال له جُـحا : ويلك أتكذبني وتصدق الحمار !!؟
وبهذه المناسبة نأمل من رجال السياسة في حكومتنا أن لا يصدقوا جُحا ويحسموا أمـر رئيس الوزراء وكان الله يحب المحسنين .