2020-06-13 20:04:10
في مثل هذه الايام سقطت الموصل على ايدي شذاذ الافاق وفي مثل هذه الايام تقريبا تحررت بعد ثلاث سنوات من الاسر المرير الدامي .
وبما ان أسباب سقوط الموصل اصبحت معروفة للجميع والارادة السياسية مصرة على التغطية عن المتسببين الرئيسين فيما حدث ولا تجروأ على محاسبتهم عن تلك النكبة. اذن لنتحدث عن حاضر الموصل ومستقبلها افضل. وبالتأكيد التساؤل الذي يفرض نفسه الان هو اسباب تلكؤ الاعمار
وانا هنا اسميها مرحلة الترقيع وليست مرحلة الاعمار والبناء!!.
واذا استعرضنا التاريخ الحديث لدول وشعوب عانت من الحروب والدمار فسنرى ان تلك الدول اعدت الرؤيا الصحيحة لاعادة الاعمار اثناء الحرب وبالتالي وضعت الخطط الملائمة لتنفيذ تلك الرؤى وباشروا بتنفيذها بعد انتهاء الحرب مباشرة .ولنا في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية مثال واضح في مشروع مارشال .هذا ما حدث في الدول الناجحة اما هنا في العراق فلأننا دولة فاشلة بل دولة ال( لا دولة ) فلم نكن نمتلك رؤيا لما بعد الحرب وانعدمت الخطط المقترحة .ولذلك في اليوم التالي لاعلان النصر على داعش وجد المسؤولين انفسهم في غيبوبة عن الواقع ولا يعلمون ماذا سيفعلون ولذلك بدأت عملية ترقيع يشوبها التخبط والعشوائية في العمل
بسبب افتقادنا لدولة المؤسسات اضافة الى منظومة الفساد والفشل القابضة على السلطة في بغداد والتي هيمنت على القرار الموصلي وتقصدت ابقاء المدينة مكسورة الارادة واهلها يجترون معاناتهم لكي تبقى الموصل خارج المعادلة السياسية . ويبدو ان من كان يقبض على السلطة في بغداد ولا زال لم ياخذ بنظر الاعتبارالدروس المستنبطة من سقوط الموصل !! و غاب عن ذهنهم مكانة الموصل في التاريخ والجغرافية وحجمها الاقتصادي والانساني والاجتماعي .لم يعيروا اهمية لمدينة عمرها اكثر من ثلاثة اللاف سنة وهي ثاني اكبر مدينة عراقية مساحة وسكان وثقل سياسي . غاب عن بالهم ان خيرة النخب التي بنت العراق الحديث كانت من الموصل . خيرة الاطباء والمهندسين والعلماء والضباط القادة ...رفدت البلد بهم غاب عن بالهم ان اهل الموصل يسمونهم (بالحضير) دلالة على التحضر والمدنية والثقافة التي تتميز بها المدينة .كيف لا وهي احدى ولايات العراق الثلاثة مع بغداد والبصرة .
كل هذا واكثر تقصدت جهات داخلية وخارجية في تهميش واقصاء الموصل وعدم تعويض اهلها عن الدمار والخراب والدم الذي فقدوه طيلة سنوات الاحتلال .
وعندما اتهم تلك الجهات بالتعمد فذلك لان المؤشرات على ذلك واضحة ولا تقبل تفسير اخر!
والا كيف نفسر ما كان يقال عن شحة الاموال المخصصة لاعمار نينوى والاعتذار عن تخصيص المبالغ المستحقة لشحتها ! وفي نهاية عمر حكومة حيدر العبادي تبين وجود وفرة مالية تقدر ب ٢٠ مليار دولار في خزينة الشعب !!! وفي ملفات اخرى مثل التعويضات والمفقودين لم تكن اجراءات الحكومة المركزية جادة أبدا وبقي اهل الموصل يدفعون ثمن نكبة لم يكن لهم فيها أي ذنب .
لنتصور تعويضات ل ٤٥ الف عائلة فقدوا بيوتهم ومحلاتهم ولازالوا يفترشون الارض ينتظرون ان تقدم لهم الدولة ما يستحقون من تعويض عن كل ذاك الاذى الذي ذاقوه والدمار الذي حرمهم من سقف منزل يسترون عوائلهم تحته .
والمضحك المبكي ان اغلب المشاريع المنجزة في قطاع البنى التحتية والخدمات نفذت من قبل المنظمات الدولية والامم المتحدة ولكن الحكومة المحلية تنسب لنفسها هذه المنجزات !!
اما مؤتمر المانحين في الكويت فيكفي القول انه مؤتمر الكذبة الكبرى في موضوع الموصل .
اكذوبة لم تستمر سوى ٤٨ ساعة وبعدها كشف العبادي عن تخوف الدول من منظومة الفساد والفشل وعدم ثقتها بالدولة العراقية للاستفادة من المبالغ المخصصة !!
واعلنوها بصراحة :( نحن نخشى ان نمنحكم اموال دافعي الضرائب عندنا ويسرقها السياسيين الفسادين في العراق !!) .
واذا عرجنا بالحديث على ملف المفقودين والمغيبين فسوف يطول الحديث طويلا عنهم .في الموصل هؤلاء تم خطفهم والقاء جثث اغلبهم في منطقة الخسفة وباقي المقابر الجماعية ولا زال عوائلهم لا مصيرهم او حتى جثمانهم . وتبقى سنجار المعضلة الكبرى التي لا يبدو حلا لها في الافق القريب. سنجار ايها السادة مخطوفة ومحتلة من الغرباء والمعيب أن اي مسؤول محلي او اتحادي ممنوع من الدخول بل وربما يتعرض اي شخص يحاول العودة الى ارضه للخطف والقتل ولا نعلم اين هي الحكومة الاتحادية والمحلية من هذا الوضع الغريب والمخجل .
خلاصة الحديث
الموصل ستبقى خارج الزمن وستبقى ادارتها وقرارها بيد القوى السياسية الغريبة عن المدينة وستبقى خيراتها منهوبة من قبل حيتان الفساد التابعين لصلاح الدين والانبار وبغداد بينما يرزخ اهل المدينة في ضنك العيش والاهمال والتهميش . الا اذا نفذ السيد الكاظمي ما وعد به من تغيير واصلاح وضرب الفساد والفاسدين وبالطبع نتمنى ان لا يكون ضربه على طريقة ضرب سلفه السيد العبادي الذي لم يضرب الا نفسه .
واخيرا رسالة الى السيد الكاظمي اذا لديك الرغبة والارادة فعلا لاعمار الموصل واعادة بهائها ورونقها فاذهب الى بيروت واستسخ تجربة الحريري الذي تمكن وبامكانات لبنان المحدودة في اعادة بيروت لسابق عهدها باريس الشرق .
وبما ان أسباب سقوط الموصل اصبحت معروفة للجميع والارادة السياسية مصرة على التغطية عن المتسببين الرئيسين فيما حدث ولا تجروأ على محاسبتهم عن تلك النكبة. اذن لنتحدث عن حاضر الموصل ومستقبلها افضل. وبالتأكيد التساؤل الذي يفرض نفسه الان هو اسباب تلكؤ الاعمار
وانا هنا اسميها مرحلة الترقيع وليست مرحلة الاعمار والبناء!!.
واذا استعرضنا التاريخ الحديث لدول وشعوب عانت من الحروب والدمار فسنرى ان تلك الدول اعدت الرؤيا الصحيحة لاعادة الاعمار اثناء الحرب وبالتالي وضعت الخطط الملائمة لتنفيذ تلك الرؤى وباشروا بتنفيذها بعد انتهاء الحرب مباشرة .ولنا في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية مثال واضح في مشروع مارشال .هذا ما حدث في الدول الناجحة اما هنا في العراق فلأننا دولة فاشلة بل دولة ال( لا دولة ) فلم نكن نمتلك رؤيا لما بعد الحرب وانعدمت الخطط المقترحة .ولذلك في اليوم التالي لاعلان النصر على داعش وجد المسؤولين انفسهم في غيبوبة عن الواقع ولا يعلمون ماذا سيفعلون ولذلك بدأت عملية ترقيع يشوبها التخبط والعشوائية في العمل
بسبب افتقادنا لدولة المؤسسات اضافة الى منظومة الفساد والفشل القابضة على السلطة في بغداد والتي هيمنت على القرار الموصلي وتقصدت ابقاء المدينة مكسورة الارادة واهلها يجترون معاناتهم لكي تبقى الموصل خارج المعادلة السياسية . ويبدو ان من كان يقبض على السلطة في بغداد ولا زال لم ياخذ بنظر الاعتبارالدروس المستنبطة من سقوط الموصل !! و غاب عن ذهنهم مكانة الموصل في التاريخ والجغرافية وحجمها الاقتصادي والانساني والاجتماعي .لم يعيروا اهمية لمدينة عمرها اكثر من ثلاثة اللاف سنة وهي ثاني اكبر مدينة عراقية مساحة وسكان وثقل سياسي . غاب عن بالهم ان خيرة النخب التي بنت العراق الحديث كانت من الموصل . خيرة الاطباء والمهندسين والعلماء والضباط القادة ...رفدت البلد بهم غاب عن بالهم ان اهل الموصل يسمونهم (بالحضير) دلالة على التحضر والمدنية والثقافة التي تتميز بها المدينة .كيف لا وهي احدى ولايات العراق الثلاثة مع بغداد والبصرة .
كل هذا واكثر تقصدت جهات داخلية وخارجية في تهميش واقصاء الموصل وعدم تعويض اهلها عن الدمار والخراب والدم الذي فقدوه طيلة سنوات الاحتلال .
وعندما اتهم تلك الجهات بالتعمد فذلك لان المؤشرات على ذلك واضحة ولا تقبل تفسير اخر!
والا كيف نفسر ما كان يقال عن شحة الاموال المخصصة لاعمار نينوى والاعتذار عن تخصيص المبالغ المستحقة لشحتها ! وفي نهاية عمر حكومة حيدر العبادي تبين وجود وفرة مالية تقدر ب ٢٠ مليار دولار في خزينة الشعب !!! وفي ملفات اخرى مثل التعويضات والمفقودين لم تكن اجراءات الحكومة المركزية جادة أبدا وبقي اهل الموصل يدفعون ثمن نكبة لم يكن لهم فيها أي ذنب .
لنتصور تعويضات ل ٤٥ الف عائلة فقدوا بيوتهم ومحلاتهم ولازالوا يفترشون الارض ينتظرون ان تقدم لهم الدولة ما يستحقون من تعويض عن كل ذاك الاذى الذي ذاقوه والدمار الذي حرمهم من سقف منزل يسترون عوائلهم تحته .
والمضحك المبكي ان اغلب المشاريع المنجزة في قطاع البنى التحتية والخدمات نفذت من قبل المنظمات الدولية والامم المتحدة ولكن الحكومة المحلية تنسب لنفسها هذه المنجزات !!
اما مؤتمر المانحين في الكويت فيكفي القول انه مؤتمر الكذبة الكبرى في موضوع الموصل .
اكذوبة لم تستمر سوى ٤٨ ساعة وبعدها كشف العبادي عن تخوف الدول من منظومة الفساد والفشل وعدم ثقتها بالدولة العراقية للاستفادة من المبالغ المخصصة !!
واعلنوها بصراحة :( نحن نخشى ان نمنحكم اموال دافعي الضرائب عندنا ويسرقها السياسيين الفسادين في العراق !!) .
واذا عرجنا بالحديث على ملف المفقودين والمغيبين فسوف يطول الحديث طويلا عنهم .في الموصل هؤلاء تم خطفهم والقاء جثث اغلبهم في منطقة الخسفة وباقي المقابر الجماعية ولا زال عوائلهم لا مصيرهم او حتى جثمانهم . وتبقى سنجار المعضلة الكبرى التي لا يبدو حلا لها في الافق القريب. سنجار ايها السادة مخطوفة ومحتلة من الغرباء والمعيب أن اي مسؤول محلي او اتحادي ممنوع من الدخول بل وربما يتعرض اي شخص يحاول العودة الى ارضه للخطف والقتل ولا نعلم اين هي الحكومة الاتحادية والمحلية من هذا الوضع الغريب والمخجل .
خلاصة الحديث
الموصل ستبقى خارج الزمن وستبقى ادارتها وقرارها بيد القوى السياسية الغريبة عن المدينة وستبقى خيراتها منهوبة من قبل حيتان الفساد التابعين لصلاح الدين والانبار وبغداد بينما يرزخ اهل المدينة في ضنك العيش والاهمال والتهميش . الا اذا نفذ السيد الكاظمي ما وعد به من تغيير واصلاح وضرب الفساد والفاسدين وبالطبع نتمنى ان لا يكون ضربه على طريقة ضرب سلفه السيد العبادي الذي لم يضرب الا نفسه .
واخيرا رسالة الى السيد الكاظمي اذا لديك الرغبة والارادة فعلا لاعمار الموصل واعادة بهائها ورونقها فاذهب الى بيروت واستسخ تجربة الحريري الذي تمكن وبامكانات لبنان المحدودة في اعادة بيروت لسابق عهدها باريس الشرق .