2018-09-25 07:11:00
يعرف الكورد بتأريخ حافل بالأحداث البطولية والتي طرزت بأحرف من ذهب للأجيال المتعاقبة وسجل زاخر بالتضحيات على مدى سنوات من النضال ضد الدكتاتورية والأنظمة الشمولية وما جنوه تحت نير حكوماتها شتى أنواع الظلم وإنتهاجهم سياسة التهميش والإقصاء حتى وصل الأمر ببعضهم إعتبار الكورد مواطنين من الدرجة الثانية وتحملوا ما لم يتحمله شعب من شعوب العالم الثالث التواقة للأمان والديمقراطية والتعايش السلمي , ونتيجة للخروقات الدستورية مع سبق الإصرار والترصد , وإنهاء مبدأ الشراكة السياسية والتوازن والتوافق عن عمد , وقطع رواتب الموظفين وقوات البيشمركة الأشاوس وعدم دفع المستحقات المالية من الموازنة السنوية من قبل حكومة بغداد قررت القيادة الكوردستانية إجراء الإستفتاء على الإستقلال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي كممارسة شرعية ودستورية ضمن دولة إتحادية فيدرالية , حيث صوت الشعب الكوردستاني بنسبة 93% من أصوات الناخبين داخل إقليم كوردستان والمناطق المتنازع عليها بعد أن خرجت مدن وقرى كوردستان عن بكرة أبيها ليجعلوا من يوم الإستفتاء كرنفالاً وعيداً يضاهي الأعياد القومية للكورد لتصدح القلوب قبل الحناجر وتنادي نعم نعم للإستقلال .
لا يخفى لكل خطوة يخطوها المخلصين من أبناء كوردستان بالإتجاه الصحيح نحوبناء مستقبل الأمة الكوردية لتقرير مصيرها حتى تواجه بجهات سياسية تعمل بأجندات خارجية ضد التطلعات المشروعة وإمكانية إجهاض الوليد قبل أن يرى النور لشق وحدة الصف الكوردي والبقاء تحت مطرقة الظلم من خلال دعوة الناخبين بالتصويت ضد الأستفتاء وحدث الذي حدث بعد مآسي السادس عشر من أكتوبر 2017 وخاب ظن المتآمرين والخونة من بائعي الأرض مقابل حفنة من الدولارات ومن الوعود الكاذبة كصفقة سياسية وراء الكواليس .
وفي تصريح للسيد مسعود البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مع قناة الجزيرة ذكر سيادته ( إستقبلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني في أربيل وطالبني بتأجيل الإستفتاء لكن ردي كان واضحاً للجميع لن نؤجل الإستفتاء وسنجريه وليكن ما يكن ! ) وما يدعيه الغرب عن حقوق الإنسان لا أساس له إنما حبر على ورق لا قيمة له , هكذا هي شجاعة القادة المخلصين والمتفانين من أجل مصلحة شعوبهم مهما كلفهم الأمر .
لكن يوم الإستفتاء أوقد شموع المستقبل في دهاليز الظلم وفتح الباب على مصراعيه لنيل الكورد حقوقهم لأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى بعد سنوات من الضياع السياسي على يد أعتى نظام دكتاتوري وشوفيني عرفه التأريخ المعاصر وأيقض الشعور القومي لدى الكورد في جميع الدول التي يقطنونها وألهب في قلوبهم الحماس وهيأ فسحة من الأمل لقيام دولة كوردستان الكبرى وإحتفظت القيادة بنتائج الإستفتاء كورقة ضغط سياسي يمكن إستخدامها في الوقت المناسب بعد أن أدخلت الرعب في نفوس الشوفينيين لتحويل العراق من النظام الفيدرالي الى النظام الكونفيدرالي وإقامة الأقاليم المقترحة للحد من سطوة الحكومة المركزية لينعم العراقيون بأمن وأمان كباقي شعوب المنطقة لأن إستقرارها من إستقرار العراق .