شفق نيوز/ افتتح وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، معرضاً تشكيليا مشتركا للفنانين ماهر ستار وشارا رشيد بعنوان (حكايات) برعاية دائرة الفنون التشكيلية على قاعات مركز الوزارة، ويستمر لمدة ثلاثة ايام.
وقال وزير الثقافة خلال افتتاح المعرض، والذي حضرته "شفق نيوز" إنّ هذا المعرض يعدّ باكورة التعاون التشكيلي بين بغداد والسليمانية، ويأتي مشاركة فنانين من السليمانية، ماهر ستار وزوجته شارا رشيد لتقوية هذا التعاون الفني، مضيفاً إنها خطوة أولى ضمن خطة شاملة لغرض استضافة فنانين من المحافظات العراقية الأخرى.
وعبر رواندزي عن ثقته بأنّ هذا المعرض سيلاقي الاستحسان لدى محبي الفن التشكيلي وجمهور الفنانين، مشيرا الى انه على الرغم من الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يمرّ بها العراق إلا أن الوزارة تشجع مثل هذه الأعمال من أجل التواصل والاستمرار في كلّ المجالات، وذلك لتعزيز جسور التعاون بين بغداد وسائر المحافظات.
وعن اللوحات المعروضة اشار وزير الثقافة إلى أنّها بشكل عام تعبّر عن الحالات العراقية وما تمر بها الحياة من إسقاطات موجودة، لافتا الى ان الفنان لا يمكن أن يكون بعيداً عن ظروف بلده.
من جهته اكد الفنان التشكيلي ماهر ستار في حديث لشفق نيوز، انه سعيد بالتواجد في بغداد، وبمشاركته في المعرض بـ(24) لوحة، مضيفاً إنّ المعرض "حكايات" يتضمن لوحات زيتية وأخرى اكرليك.
واوضح ان هذا المعرض هو المعرض الثاني المشترك وهذه المرة بالمشاركة مع زوجته الفنانة التشكيلية شارا رشيد علي، بعد المعرض الشخصي الاول الذي اقامه في السليمانية عام 2010.
وبشأن الرسالة التي تحملها لوحاته اكد ستار بان "كل فرد منا يحمل في دواخله العديد من الحكايات والقصص والفن جزء من الحكايات لانه جزء لا يتجزأ من الواقع.
واضاف ستار ان الفن ليس فقط حالة جمالية بل هو هو حقيقة نتشارك بها في الحياة والواقع، مشيرا الى ان الفنان يجب ان يواجه الواقع ليحاول ترجمته الى فضاءات جمالية.
وتابع ان لوحاته تعبر عن علاقة الانسان بالارض لان الاشياء كلها تبدأ تنتهي مع الارض عبر مفهوم (الشيء والتشيؤ)، مشيرا الى ان الرسالة التي يريد ان يوصلها عبر لوحات المعرض وكما اصدر في الحديث هي ان الفنان جزء لا يتجزأ من الواقع بالرغم من المعاناة التي يتعرض لها الشعب بكل شرائحه.
ولفت الى ان هذه الاعمال تحاول ان تعبر عن الواقع الصعب الذي عاناه الشعب الكوردي خلال عشرات السنين، معربا عن امله ان يكون قد استطاع ان ينقل جزءا قليلا من هذا الواقع للمتلقين ولمتذوقي الفن.
وقدم ستار شكره للقائمين على وزارة الثقافة ومبادرتهم في استضافة المعرض وتهيئة الأمور والمستلزمات كافة لإنجاح المعرض.
من جهتها قالت الفنانة التشكيلية شارا رشيد إنها شاركت في المعرض بواقع (13) لوحة تشكيلية وبأحجام مختلفة، لافتة الى ان كلّ لوحة حملت في طياتها موضوع واحد يخص العراق من شماله إلى جنوبه وهي المرأة العراقية والكوردية.
واوضحت انها ارادت ان تنقل معاناة المرأة الكوردية خصوصا في كل المراحل التاريخية السابقة والحالية والجرائم التي تعرضت لها كجزء من المجتمع في عمليات الانفال والقصف الكيمياوي لحلبجة والحروب والمعارك التي شهدتها الساحة الكوردستانية عبر تلك المراحل.
واضافت ان لوحاتها التي اتبعت فيها المدرسة التجريدية في الرسم لها علاقة بالدراسة النظرية التي تلقتها وساعدتها على اغناء تجربتها في مجال الفن التشكيلي.
وعن اهم ما ميز لوحاتها في المعرض اشارت الى انها وظفت الازياء والاكسسوارات والمخشلات التراثية التي تتميز بها المرأة الكوردية عبر المراحل التاريخية والتي اضافت مسحة جمالية ومدلولات خاصة لا تخفى على المتابعين.
يذكر أنّ الفنان ماهر ستار من مواليد خانقين 1969 بكالوريوس فنون تشكيلية، ومدرّس في معهد الفنون الجميلة بالسليمانية وعضو نقابة الفنانين في إقليم كوردستان، وله معارض مشتركة عديدة ويعدّ هذا المعرض الشخصي الثاني له، أما الفنانة شارا رشيد فهي من مواليد السليمانية 1974، دبلوم معهد المعلمات التربية الفنية وبكالوريوس في العلوم الإنسانية ولها مشاركات عديدة في معارض محلية مشتركة.