شفق نيوز/ اقامت دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد، اليوم الاحد، حفلا تأبينيا لرحيل الفنان الكوردي الكبير كريم كابان، بحضور جمهرة من ممثلي المكونات العراقية والمثقفين والمتابعين للشأن الفني والثقافي. وقالت مسؤولة العلاقات والاعلام ژيان عقراوي في كلمة لها ان اغانيه- كابان- تتردد بين الشباب والشابات اضافة الى موهبته في التلحين، مشددة على الاحتفال به اليوم ما هو الا جزء من الوفاء لهذا الفنان الذي كرس حياته لخدمة الفن الكوردي وتطوير الموسيقى والغناء الكوردي وحافظ عليها من الاندثار. ثم قدم وكيل الوزارة فوزي الاتروشي كلمة عبر فيها عن فرحه الغامر بحضور ممثلي المكونات العراقية كافة في هذا الاحتفال التأبيني، منوها الى الاحتفال زاد وهجا وآلقا وعراقية بحضورهم.
وكشف الاتروشي خلال الكلمة نفسها عن موافقة الوزارة على اصدار مجلة باسم الثقافة التركمانية تعنى بالأدب والفن والثقافة التركمانية وتصدر بشكل فصلي مؤقتا باللغتين التركمانية والعربية. ثم تطرق الاتروشي الى الفنان المحتفى به فقال انه محرج كثيرا عندما يعتلي المنصة ليأبن ويقول كلمة بحق من رحل، وتمنى ان يحتفى به وهو على قيد الحياة ويغني ويصفق له ومن اجله ومعه، مستدركا انها الاقدار وقد اسقط في يدنا وانه يقول فقط ان كريم كابان ومن رحل قبله ومن يرحل بعده تركوا بصمة في الحياة سوف تستمر معنا. واضاف ان كريم كابان يعد فنان كل الاجيال في كوردستان لان كل الاجيال مازالت "وانا معهم ما زلنا نستمع اليه ونتغنى ونعتبره احد الذين حفظوا الموسيقى الكوردية رغم كل التأثيرات الاخرى وهي طبيعية حفظوا لها شخصيتها وهويتها". وتابع ان كريم كابان لم يكن مجرد فنان يمتهن المهنة وانما كان مناضلا عريقا ربط مصيره بمصير شعبه وبآلام الشعب العراقي منذ سبعينيات القرن الماضي.
واوضح الاتروشي ان كابان عمل في القسم الكوردي في الاذاعة العراقية في بغداد وانتمى الى الثورة الكوردية عام 1974 واسس لواحدة من اشهر الفرق الموسيقية وهي فرقة السليمانية الموسيقية التي امتدت تأثيراتها الى المحافظات الكوردستانية الاخرى في اربيل ودهوك لتشكل فرقا من كل الاطياف التي حفظت للموسيقى بعدها الكوردستاني وايضا الحانا لا تشيخ في الذاكرة. وتساءل الاتروشي ماذا لو كان الان مولوي (الشاعر الكوردي) حياً؟ وهو الذي كتب باللهجة الهورامية ونقله الشاعر الكبير بيره ميرد الى اللهجة السورانية وجنّحه والّقه ودونه الفنان الكبير كريم كابان في اغنية (ياران وسيتم) ، مشيرا الى انه اعاد شَم (حبيبة الشاعر) الى الحياة واعاد ضريحها بكل مقاسات وتصورات الشاعر. واضاف "مازالنا كلما مررنا بهذه الديار نتذكر مولوي وبيره ميرد وكريم كابان والعاشقة الحبيبة شم والتي شاء الشاعر ان يكون شاهد قبره بقدر قامة المعشوقة شم في قصيدة رومانسية الى ابعد الحدود خلدها كما خلد غيرها كخندان وفينوس وغيرها من القصائد التي تبقى خالدة". وتابع الاتروشي ان كريم كابان ايضا يعد العمود الغنائي الفني الاكثر طولا وعلوا عبر ستين عاما انتج خلالها اكثر من 100 انتاج غنائي ولحني وموسيقي، لافتا الى انه لاتوجد فئة من الفئات في كوردستان لا تحب كريم كابان كان ذكيا في التعالي على المنطقة او الفئة او الحزب فاصبح ملك الجميع. ثم تليت برقية لنجل الفقيد، شوان كريم كابان الى الحضور عبّر فيها عن شكره العميق لدار الثقافة والنشر الكوردية لقيامها بهذا الحفل التأبيني والحضور الذين تجشموا العناء للمشاركة في تأبين والده. وقدم النائب عن المكون المسيحي في مجلس النواب العراقي جوزيف صليوا كلمة اكد فيها ان كابان ليس فنانا كورديا وعراقيا فحسب بل هو تعدى الى العالمية، داعيا الى اطلاق لقب الفنان العالمي عليه.
ثم قدم الكاتب والصحفي سالم اسماعيل نبذة عن حياة واعمال كريم كابان خلال مراحل حياته الفنية التي امتدت بحسب رأيه الى اكثر من سبعين عاما، مشيرا الى انه بدأ الغناء وهو في عمر الرابعة عشر عندما قدم اولى حفلاته الغنائية في سراي السليمانية ابان تواجد الانجليز في المحافظة عام 1941 وهو من مواليد عام 1927. ولفت الى ان كابان عرف عنه الالتزام بقضايا شعبه وكان صوتا له يصدح بحب الوطن وكوردستان لذلك تعرض للمضايقات من السلطات في ستينيات القرن الماضي وتم ترحيله الى وسط وجنوب العراق. واشار الى ان كابان تعرض في السبعينيات ايضا الى الترحيل مرة اخرى ابان الثورة الكوردية عام 1974، لافتا الى عظمة ومكانة الفنان الحقيقية تظهر في كونه جزءا من امة مضطهدة تعيش في ظروف استثنائية.
وقد اثرى بعض الحضور الحفل التأبيني بمداخلاتهم وملاحظاتهم التي اتحدثت عن عبقرية هذا الفنان الذي اثرى الارث الفني والغنائي والثقافي وتخلل الفل التأبيني عددا من اغاني الفان الراحل كريم كابان أداها الفنان الشاب احمد الكوردي وفرقته الموسيقية مما اضفى لمسة جميلة على الاحتفال نتيجة تفاعل الحضور معه.