شفق نيوز/ مع استعار الحرب الاعلامية بين تركيا وروسيا في اعقاب اسقاط تركيا طائرة مقاتلة روسية كانت تقوم بمهمة قتالية في سوريا والتراشق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، تواجه تركيا الان ازمة دبلوماسية مع جارتها العراق.
الازمة الجديدة اكملت طوق الازمات التي تحيط بها، ومعها تحول محيطها الاقليمي الى جوار مناهض لسياساتها، ان لم نقل معاد لها.
ايران دخلت على خط التوتر بين روسيا وتركيا وانضمت الى موسكو وبغداد واتهمت تركيا بشراء النفط من تنظيم "الدولة الاسلامية" وهو اتهام كرره اكثر من مسؤول روسي ووصل الى حد اتهام عائلة اردوغان بالتورط في هذه التجارة.
لكن الازمة مع العراق اخذت منحى اخر حيث قالت الحكومة العراقية انها ستتوجه الى مجلس الامن ما لم تسحب تركيا قواتها التي تمركزت منذ ايام قليلة في قاعدة في بلدة بعشيقة قرب الموصل شمالي العراق.
وقالت رئاسة الحكومة العراقية في بيان بعد اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني ترأسه العبادي مساء الاحد 6 ديسمبر/كانون الاول إن المجلس ناقش «التدخل العسكري التركي السافر... وجدد موقف العراق الرافض لدخول القوات التركية الذي حصل من دون موافقة ولا علم الحكومة العراقية واعتبره انتهاكاً للسيادة وخرقاً لمبادئ حسن الجوار».
وامهل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا 48 ساعة لسحب قواتها من بلاده، مهدداً باللجوء إلى مجلس الأمن.
ودخل زعيم منظمة بدر التي تشكل احد اهم مكونات "الحشد الشعبي" المدعوم من ايران، هادي العامري على خط الازمة بين بغداد وانقرة اذ وصف القوات التركية المتمركزة في العراق بانها قوة "احتلال وانها ستصبح هدفا للحشد" وقال في كلمة له الاثنين 7 ديسمبر/كانون الاول الجاري: "نشد على يد الحكومة برفض اي تواجد بري اجنبي، وسنقاومه ونعتبره احتلالا وسنعتبره هدفا" و توعد تركيا بقوله : انتم لستمم اقوى من الامريكيين وسندمر الدبابات على رؤوسكم.
ورغم مساعي الحكومة التركية الى تهدئة المخاوف العراقية واجراء اتصالات عالية المستوى على مستوى رئيسي الوزراء في البلدين، الا ان الموقف العراقي لم يتغير.
وقالت تركيا ان القوات التي تم نشرها في محافظة الموصل تأتي في اطار مهمة التدريب لقوات البيشمركة الكردية وقوات "الحشد الوطني" التي يشرف عليها محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي.
واوضح وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان الحكومة العراقية طلبت مرارا من تركيا تقديم مساندة اكثر فاعلية في محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"، موضحا ان الموقف العراقي الحالي من نشر القوات التركية الان جاء تحت تأثير دول اخرى في اشارة الى ايران.
واوضح جاوش اغلو أن «تركيا تختلف بشدة مع سياسة إيران في سورية والعراق، لأن السياسات الطائفية لإيران خطيرة على المنطقة، ولكن لا توجد أزمة بين البلدين».
وأكد أن تركيا لطالما دعمت إيران وتريد الحفاظ على علاقات طيبة معها، لكنه دعا طهران إلى النأي بنفسها عن «المزاعم والافتراءات» ، في اشارة الى انضمام ايران الى موسكو في اتهام انقرة بشراء النفط من داعش.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن التحرك العسكري التركي الحالي هو تناوب روتيني لدعم معسكر سبق وأنشأته القوات التركية بطلب من محافظ الموصل وبالتنسيق مع قوات الدفاع العراقية. لكن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي قال لنظيره التركي إن القوات التي تم نشرها مؤخرا تم دون إخطار بغداد أو التنسيق معها وينبغي سحبها.
واشارت الانباء الى ان نحو 600 جندي من القوات القوات الخاصة التركية تم نشرها في القاعدة العسكرية التي تقع على بعد 100 كم من الحدود بين العراق وتركيا وذلك بهدف تأمين الحماية للمدربين العسكريين الاتراك حسب تصريحات المسؤولين الاتراك.
ونقلت صحيفة "حريات" التركية الواسعة الانتشار عن مصادر حكومية تركية ان تركيا اوقفت نشر 350 جندي تركي اضافي في العراق كانوا على وشك دخول العراق الى حين التوصل الى تفاهم مع الجانب العراقي.