شفق نيوز/ تقاتل العراقيّة ميعاد الجبوري، وهي أمّ لخمسة أطفال، إلى جانب صفوف القوّات العراقيّة التي تقاتل تنظيم "داعش".
يأتي هذا في وقت تزايدت فيه أعداد النساء الواتي التحقن بالقوات العراقية التي تقاتل داعش، فبحسب الحشد الشعبي فإن عدد النساء المنضمات إلى صفوفه تجاوز الثلاث آلاف إمرأة، يقمن في الغالب بمهام خدمية وإعلامية وطبية.
وفي المقابل، فإنّ المشاركة العسكريّة للمرأة الكورديّة والإيزيديّة في إقليم كوردستان تبدو أكثر جرأة حيث حملن السلاح في الجبهات، واشتبكن في القتال المباشر مع داعش، وذلك بحسب تقرير أشار عن مشاركة مقاتلات البيشمركة في الاشتباكات ضدّ التنظيم في ناحية "تازه خورماتو" وقرية "بشير" التابعتين لمدينة كركوك.
وتحدّث عضو لجنة الأمن والدفاع النيابيّة عبد العزيز حسن عن تفاصيل ذلك، بالقول "هناك فوج نسويّ في وزارة البيشمركة في كوردستان، ولأفراده من النساء حقوق وواجبات مساوية لما يتمتّع به المقاتلون". وأكّد أنّ "تجارب القتال أثبتت قدرة النساء على خوض المعارك بشجاعة والقيام بأدوار بطوليّة، في معارك سنجار وسهل نينوى" في الشمال العراقيّ.
غير أنّ دور المرأة الإيزيديّة في حمل السلاح والقتال، يبقى الأبرز في قتال "داعش"، وتجسّد ذلك بشكل واضح في 5 أيّار/مايو من عام 2016، بعد اجتياح "داعش" مدينة سنجار في عام 2014، والتسبّب في مقتل الكثير من أبناء المدينة، وسبي الكثير من النساء.
وعزت الناشطة والكاتبة سعاد الخفاجي أسباب اندفاع المرأة العراقيّة، لا سيّما الإيزيديّة والكورديّة، إلى الإلتحاق بالقوّات الأمنية، إلى تواجدها في المناطق التي احتلّها "داعش" في الشمال العراقيّ، وقالت "إنّ المرأة في مناطق الشمال العراقيّ التي احتلّها داعش سُبيت من قبل أفراد التنظيم المتطرّف، الذي نقل النساء الإيزيديّات إلى الرقّة، التي يعتبرها التنظيم عاصمة لدولة الخلافة، حيث تعرّضن إلى الاستغلال الجسدي بشكل بشع".
وأكّد المبعوث الأمميّ لدى العراق يان كوبيش في 29 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2016 خلال المؤتمر السنويّ لمناهضة العنف ضدّ المرأة، والذي عقد في بغداد أنّ "الأمم المتّحدة تواصل تضامنها مع النساء ضحايا جرائم داعش، وتصرّ على المساءلة الكاملة عن الفظائع التي ارتكبت من قبل التنظيم".
وكان تحشيد "داعش" للنساء في برامجه القتاليّة، من وجهة نظر عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقيّ أرشد الصالحيّ في حديثه لـ "دافعاً للمرأة العراقيّة لأن تنتمي إلى القوّات الأمنيّة وفصائل الحشد الشعبيّ والشرطة".
ورغم أنّ بعض مشاركات النساء العراقيّات في قتال "داعش"، يوضَع في توصيف "الإنتقام الشخصيّ"، إلاّ أنّ أرشد الصالحي رأى أنّ "حالات كهذه إذا صحّت فهي فرديّة، وإنّ السياق العام هو أنّ المرأة المقاتلة العراقيّة تنتمي إلى تنظيمات رسميّة وتخضع إلى الأوامر العسكريّة، ممّا يجعل من مهمّتها نبيلة، دفاعاً عن الوطن، وليس ثأراً فرديّاً، أو لأغراض إرهابيّة كتلك التي تقوم بها المرأة المنتمية إلى التنظيم المتطرّف".