2016-09-13 17:57:03
شفق نيوز/ في مثل يوم أمس من عيد الأضحى عام 2006، أعدم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين صباح 30 ديسمبر، الذي صادف حينها أول أيام عيد الأضحى.
وتم إعدام صدام حسين شنقا فجر يوم عيد الأضحى عن عمر ناهز 69 عاما، وجرى ذلك بعد أن سلمه حرسه الأمريكي للحكومة العراقية لتلافي جدل قانوني في أمريكا التي اعتبرته أسير حرب.
استعجلت السلطات آنذاك بتنفيذ الحكم مما أثار استغراب الأوساط العربية بمختلف اتجاهاتها، ورأوا في إعدامه فجر عيد الأضحى، عملا يتنافى مع كل الشرائع والأديان.
منذ تلك اللحظة التي عرضت فيها كل شاشات العالم لحظات الإعدام والتي سبقت أضحية العيد، اقترن يوم عيد الأضحى بذكرى إعدام رئيس عربي، اختلفت بشأنه الآراء وتضاربت المواقف بين ناقد ومناصر وغريم.
وقد سرد مستشار الأمن القومي العراقي السابق النائب في مجلس النواب العراقي موفق الربيعي في حوار أجري معه بشأن ما رافق حادثة إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وقال إنه ظل متماسكا حتى النهاية, ولم يعرب عن أي ندم على اية جريمة ارتكبها اثناء حكمه.
يقول الربيعي "تسلمته عند الباب. لم يدخل معنا أي أجنبي أو أي أمريكي, وكان يرتدي سترة وقميصا أبيض, وطبيعي غير مرتبك, ولم أرَ علامات الخوف عنده. طبعا بعض الناس يريدونني أن أقول إنه انهار, أو كان تحت تخدير الأدوية, لكن هذه الحقائق للتاريخ. مجرم صحيح, وقاتل صحيح, وسفاح صحيح, ولكنه كان متماسكا حتى النهاية".
ويضيف انه "لم أسمع منه أي ندم. لم أسمع منه أي طلب للمغفرة من الله عز وجل, أو أن طلب العفو. لم أسمع منه أي صلاة أو دعاء. والإنسان المقدم على الموت يقول عادة: يا ربي اغفر لي ذنوبي، وأنا قادم إليك. أما هو, فلم يقل أيا من ذلك".
ويقول الربيعي "عندما جئت به كان مكتوف اليدين وكان يحمل قرآنا. أخذته إلى غرفة القاضي حيث قرأ عليه لائحة الاتهام بينما هو كان يردد: الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. عاشت فلسطين. الموت للفرس المجوس".
ويتابع "قدته إلى غرفة الإعدام, فوقف ونظر إلى المشنقة, ثم نظر لي نظرة فاحصة, وقال لي: دكتور, هذا للرجال. فتحت يده وشددتها من الخلف, فقال: أخ, فأرخيناها له, ثم أعطاني القرآن. قلت له: ماذا أفعل به؟ فرد: أعطه لابنتي, فقلت له: أين أراها؟ أعطه للقاضي, فأعطاه له".
وحصل خطأ أثناء عملية الإعدام، إذ إن رجلَيْ صدام كانتا مربوطتين ببعضهما, وكان عليه صعود سلالم للوصول إلى موقع الإعدام, فاضطر الربيعي وآخرون، إلى جره فوق السلالم.
وقبيل إعدام صدام الذي رفض وضع غطاء للوجه, تعالت في القاعة هتافات، بينها "عاش الإمام محمد باقر الصدر"، الذي قُتل في عهد صدام, و"مقتدى, مقتدى", ليرد الرئيس السابق بالقول: "هل هذه الرجولة؟".
وكانت آخر كلمات قالها صدام "أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا", وقبل أن يكمل الشهادة, أعدم بعد محاولة أولى قام بها الربيعي نفسه, الذي نزل بعد ذلك إلى الحفرة مع آخرين "ووضعناه في كيس أبيض, ثم وضعناه على حمالة وأبقيناه في الغرفة لبضعة دقائق".
ونقل جثمان صدام في مروحية أمريكية من ساحة السجن في الكاظمية إلى مقر رئيس الوزراء نوري المالكي في المنطقة الخضراء المحصنة.
ويقول الربيعي "مع الأسف، الطائرة كانت مزدحمة بالإخوة, فلم يبق مكان للحمالة, لذا وضعناها على الأرض، بينما جلس الإخوة على المقاعد لكن الحمالة كانت طويلة, لذا لم تسد الأبواب، أتذكر بشكل واضح أن قرص الشمس كان قد بدا يظهر", مشددا على أن عملية الإعدام جرت قبل الشروق, أي قبل حلول العيد. وفي منزل المالكي "شد رئيس الوزراء على أيدينا، وقال: بارك الله فيكم".
وقلت له: تفضل انظر إليه, "فكشف وجهه، ورأى صدام حسين",
, يقول الربيعي الذي سجن ثلاث مرات في عهد صدام: «لم أشعر بمثل ذلك الإحساس الغريب جدا.
هو ارتكب جرائم لا تُعد ولا تُحصى، ويستحق ألف مرة أن يُعدم, ويحيا, ويُعدم, ولكن الإحساس, ذلك الإحساس إحساس غريب مليء بكل مشاعر الموت.
ويوضح: "هذا ليس بشخص عادي. لقد تسبب في حكمه للعراق بحروب كثيرة, واستخدم الكيميائي ضد شعبه, وفقدنا مئات الآلاف في المقابر الجماعية, والآلاف في الإعدامات، لذلك كنت أعرف أنه حدث تاريخي".
وتحدث الربيعي عن مجموعة ضغوط تعرضت لها السلطات العراقية قبيل إعدام صدام, منها قانونية, ومنها سياسية من زعماء عرب.