شفق نيوز/ بعد اسبوع على الاعتداءات الاشد دموية في فرنسا، خلفت عملية احتجاز رهائن كبيرة في فندق بباماكو اكثر من 20 قتيلا في حين يصوت مجلس الامن على مشروع قرار ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وبعد تسع ساعات من الهجوم الذي نفذه مسلحون في فندق كبير في باماكو يرتاده اجانب، انتهت العملية اثر تدخل مشترك للقوات المالية والاجنبية خصوصا فرنسية واميركية.
وتحدث مصادر امنية مالية عن سقوط ما لايقل عن 22 قتيلا بين الرهائن. وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بما وصفه ب "الهجوم الارهابي الشنيع".
وجاء هذا الهجوم، بعد اسبوع من اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة.
وفي نيوروك يصوت مجلس الامن نحو الساعة 18,00 تغ على قرار فرنسي يسمح باتخاذ "كافة الاجراءات الضرورية" للتصدي لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى مجزرة باريس.
ويطلب مشروع القرار من الدول "التي لديها القدرة، اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمضاعفة الجهود وتنسيق مبادراتها بهدف منع ووقف الاعمال الارهابية التي يرتكبها تحديدا" تنظيم الدولة الاسلامية وكذلك مجموعات متطرفة اخرى متحالفة مع تنظيم القاعدة.
وامر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس ب"تكثيف" الغارات الجوية ضد التنظيم الجهادي في سوريا والعراق. كما ان وصول حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الى شرق المتوسط سيزيد قدرات المقاتلات الفرنسية ثلاث مرات.
ويريد هولاند الذي سيتوجه الاسبوع المقبل الى واشنطن وموسكو وسيستقبل المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اقامة تحالف "موسع وفريد" ضد المتطرفين الاسلاميين.
وفي بروكسل تعهد وزراء الداخلية والعدل الاوروبيين بان يعتمدوا بحلول نهاية 2015 "سجل معطيات المسافرين جوا" وتعزيز مكافحة تهريب السلاح في البلقان.
وقرر الاجتماع التعزيز "الفوري" للمراقبة على الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي بما في ذلك مراقبة الاوروبيين. واعلنت المفوضية الاوروبية انها ستقترح "بحلول نهاية العام" مراجعة لقواعد فضاء شنغن، في الاتجاه ذاته.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف "ان رد فعلنا الجماعي يجب ان يكون صارما. يجب التخلي عن الوعود الجوفاء والمماطلة والبطء. والا فان اوروبا ستخسر" موضحا ان فرنسا ستبقي على المراقبة على حدودها التي كانت اعادتها قبل اسبوع "طالما استوجب ذلك التهديد الارهابي".
وتجسدت ثغرات مكافحة الارهاب خصوصا من خلال عودة الجهادي البلجيكي-المغربي عبد الحميد اباعود الى اوروبا، دون ان يتم التنبه له. فقد تم تصويره من احدى كاميرات المراقبة في محطة مترو مونتروي شرق باريس ما عزز فرضية مشاركته المباشرة في هجمات باريس.
واثار تاكيد وجوده في المنطقة الباريسية في حين كان يفترض انه في سوريا جدلا. اذ كيف تمكن هذا البلجيكي وهو موضع بطاقة توقيف دولية من دخول اوروبا لتنسيق اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر؟
ويجيب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس "لا نعرف".
وتم التعرف على جثة اباعود الذي وصفه محاميه البلجيكي السابق بانه "تابع اكثر منه قائدا"، التي عثر عليها بين الاشخاص الذين قتلتهم الشرطة الفرنسية في شقة داهمتها الاربعاء في شمال باريس.
واعلن القضاء الفرنسي انه تم التعرف ايضا على جثة قريبته حسناء آيت لحسن التي عثر عليها في الشقة ذاتها، لكنها لم تمت كانتحارية كما قيل الخميس، ولا تزال هناك جثة لم يعلن عن صاحبها.
ولا يزال المحققون يبحثون بشكل حثيث عن صلاح عبد السلام الذي يشتبه في انه كان ضمن الكوماندوس الذي اطلق النار على حانات ومطاعم في شرق باربس. ومن المؤكد ، على الاقل في مرحلة اولى، انه تم تهريبه الى بلجيكا من قبل متآمرين اثنين اعتقلا في بلجيكا.
كما تم التعرف على اربعة انتحاريين قضوا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر كلهم فرنسيون وحددت هوياتهم وهم ابراهيم عبد السلام (31 عاما) وبلال حدفي (20 عاما) وسامي عميمور (28 عاما) وعمر اسماعيل مصطفاوي (29 عاما).
وفي بلجيكا، اوقفت السلطات تسعة اشخاص بعد ظهر الخميس من بينهم سبعة مقربين من بلال حدفي احد الانتحاريين.
وحذر فالس من ان التهديد "لا يزال قائما وسيظل كذلك لفترة طويلة".
- تكريم وطني الجمعة القادم في فرنسا -
وتتواصل عمليات المداهمة التي جعلتها حال الطوارئ اكثر سهولة وبلغ عددها نحو 800 منذ 13 تشرين الاول/اكتوبر في كل انحاء فرنسا وقد فرضت السلطات الاقامة الجبرية على 164 شخصا ووضع 90 آخرون قيد الايقاف التحفظي وتمت مصادرة 174 سلاحا. كما تم تفتيش مسجد يؤم مصليه سلفي في بريست (غرب).
وفي اجراء نادر تم فرض حظر تجول اثر حجز اسلحة في بلدة سينس وسط فرنسا وذلك بموجب حالة الطوارىء التي ستبقى سارية حتى نهاية شباط/فبراير 2016.
واعلنت الرئاسة الفرنسية انها ستنظم تكريما وطنيا الجمعة 27 تشرين الثاني/نوفمبر لضحايا الاعتداءات.
وادان ائمة الجوامع الجمعة في فرنسا اعتداءات باريس في خطبهم.
في الاثناء يستمر التضامن مع فرنسا حيث سيتم عزف النشيد الوطني الفرنسي في نهاية هذا الاسبوع قبل كافة مباريات كرة القدم في انكلترا.