شفق نيوز/ من أبرز اللقطات تأثيرا في ذاكرة المشاهدين، وستظل محفورة في التاريخ، عند دخول القوات الأمريكية، العاصمة العراقية بغداد في عام 2003، هو إسقاط التمثال البرونزي الشاهق للرئيس العراقي صدام حسين، الذي كان موجودا في ساحة الفردوس، في 9أبريل/ نيسان، وسط فرحة وتهليل العراقيين بسقوط نظام حكم بأكمله.
لكن بعد مرور 15 عاما، على الغزو الأمريكي للعراق، مازال الكثير يتسائلون حول مصير تمثال صدام حسين، وأين يوجد الآن، لتشير تقارير إلى أنه تم تفكيكه في يوم سقوطه، وتوزيعه في مناطق متفرقة.
وبحسب تقرير مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية، فإن الساق اليسرى للتمثال، كانت في البداية من نصيب كاي كوبولد، وهو تاجر تحف ألماني، ويبلغ من العمر 34 عاما، ويملك العديد من المقتنيات النادرة لعدد من المشاهير العالمين، مثل مقطوعة موسيقية مكتوبة بيد الموسيقار الراحل موتزارت.
وكان كوبولد يضع القدم اليسرى للتمثال، إلى جانب بيانو أبيض اللون، وقال إنه "يحبها جدا"، ولكنه قرر أن يتخلى عنها ببيعها على متجر "إي باي" الإلكتروني، بمبلغ 100 ألف يورو.
وقبل أن تصل إلى كوبولد، فإن الساق اليسرى للتمثال، مرت على العديد من الأشخاص، بداية من مقاولين بريطانيين عادوا من العراق، ثم رجل ألماني من مدينة دويسبورغ، الذي دفع بضعة آلاف من اليورو من أجل الحصول عليها، بحسب تصريحه لمجلة "ستيرن" الألمانية، ورفض الإفصاح عن اسمه لأن المدينة التي يعيش فيها بها عدد كبير من المسلمين.
وحاول الرجل المجهول، أن يبيع الساق عن طريق موقع "أزوبو"، ولكن بعدما تعرض لاختراق من قبل "هاكر"، انتشر الخبر بين وسائل الإعلام، وفتحت السلطات تحقيقا حول حول أحقية التمثال، وبعد فترة تم تجاهل القضية، وباع الرجل الساق لرجل ثري يعمل في الصناعة، ويدعى كاي كوبولد.
وفي عام 2004، دعا كوبولد لرؤية الساق اليسرى لتمثال صدام حسين، واشتراها منه بعد فترة، بمبلغ أقل من 10 آلاف يورو، بعد أن سئمت زوجة الرجل الثري من وجودها.
وبعد أن باعها كوبولد على موقع "إي باي"، فإن ساق تمثال صدام حسين اليسرى أصبحت ملك تاجر تحف ألماني آخر، وقال لصحيفة "نيويوركر" إنه يعتزم الاحتفاظ بالساق في غرفة الطعام الخاصة به، على الأقل في الوقت الحالي، وقال: "ربما، عندما أحصل على عرض جيد لساق التمثال، سأبيعها مرة أخرى".
وتعرض تمثال صدام حسين البرونزي لتفكيك أجزائه، في نفس يوم سقوطه، في ساحة الفردوس، وتم رصد رجل وهو يقطع رأس التمثال، ويجره بعيدا على عربة، وفي عام 2011 حاول جندي بريطاني بعد أن عاد إلى موطنه في مقاطعة هيرتفوردشاير، أن يبيع جزء من مؤخرة التمثال، بمائتان و50 ألف جنيه استرليني، ولكنه لم يفلح في مساعيه.
وأفاد الكاتب فلوريان غوتكي، أنه أثناء إجرائه بحثا لإصدار كتاب عن تماثيل صدام حسين في عام 2010، تلقى رسالة بريد إلكتروني من أحد مشاة البحرية الأمريكية، أخبره أنه وصديقان له كانا يقومان بشحن واحدة من أيدي صدام، ولكنهم فقدوها في البريد.
صاحب المطرقة
وبعد مرور 10 سنوات على سقوط التمثال البرونزي لصدام حسين، أفصح قدوم الجبوري، الذي شارك في إسقاط التمثال من على منصته بمطرقة كبيرة، أنه نادم على مشاركته في هذا الفعل.
وقال الجبوري، وهو صاحب محل قطع غيار للدراجات النارية، في حواره لصحيفة "ذا أوبزرفر": "لقد كرهت صدام، وحلمت منذ خمس سنوات أن أسقط هذا التمثال، ولكن ما أعقب ذلك كان خيبة أمل مريرة".